عصام أنبوبا.. من أين له هذا ؟!


لو أردنا أن نعدد الشركات والمصانع التي يملكها رجل الأعمال عصام أنبوبا، أو تلك التي يساهم أو يملك حصة كبيرة فيها، لأصابتنا الدهشة، لكثرتها وتنوعها، ولأخذنا نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: كيف استطاع أن يؤسس كل هذه الأعمال ويديرها ويشرف عليها..؟، لماذا كل هذا التنوع في الاستثمارات، لدرجة أنه مساهم أساسي في البنوك الإسلامية وهو المسيحي..؟، ما سر هذا الرجل وما هي قصته؟، وما علاقته بآل الأسد ومخلوف؟، وهل لهم دور في أعماله وشركاته وهل له دور في دعمهم..؟، ثم أخيراً، من أين له كل هذا المال..؟

من هو عصام أنبوبا..؟

أورد عنه موقع "الاقتصادي" المعلومات المقتضبة التالية: "هو ابن مدينة حمص، وقد بدأ في عمله الاقتصادي في العام 1979، من الإمارات عندما أرسلته شركة هاليبيرتون الأمريكية للنفط للعمل هناك بعد أن عمل بداية في مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الإمارات أسس شركة مقاولات ومن ثم شركة تجارية، ومنذ العام 1991 عاد إلى سوريا ليطلق مجموعة من المشروعات بعد صدور قانون الاستثمار رقم 10".

شركاته وشراكاته

بحسب موقع "الاقتصادي" كذلك، يملك أنبوبا ويساهم بحصص كبيرة في كل من الأعمال التالية: شركة كليكو لصناعة الآجر الحراري وجميع أنواع القرميد والبلوك بشكل آلي في حسياء، شركة عصام أنبوبا وشركاه لصناعة وتحضير وطلاء الصفائح المعدنية وطباعتها وصناعة العبوات المعدنية بأنواعها، شركة أنبوبا للكيميا، وهي متخصصة في المواد الكيماوية وتنتج أكثر من 128 مادة أولية تدخل في صناعة الدهانات والنسيج، مصنع لألواح الجبسون في حسياء بالشراكة مع مجموعة يعقوبيان، كما قام بالشراكة مع مجموعة غيريواتي وشركة غرير الإماراتية بتأسيس الشركة المتحدة للاسمنت برأسمال 380 مليون دولار. وفي قطاع المصارف والتأمين، هو نائب رئيس مجلس إدارة بنك سوريا والخليج، وشريك رئيسي في بنك فرنسبنك سوريا، ومساهم في بنك سوريا والمهجر وعضو مؤسس في بنك سوريا الدولي الإسلامي، وعضو مؤسس وشريك في الشركة السورية الكويتية للتأمين، ومساهم في الشركة المتحدة للتأمين، ومؤسس ومساهم في شركة المجموعة العالمية للصرافة. وهو أيضاً رئيس مجلس إدارة شركة التعليم الحديث، حيث يملك 85 بالمئة من أسهمها وهي المالكة لمدرسة الشويفات في حمص.

وفي قطاع السياحة والتطوير العقاري، يملك شركة الغاردينيا للاستثمار العقاري والسياحي المالكة لمشروع الغاردينيا روتانا السياحي في حمص، وهو رئيس مجلس إدارة شركة رومادا للتطوير العقاري المالكة لمشروع سريامول التجاري السياحي الترفيهي الخدمي والذي خصص منه 9000 متر مربع لشركة كارفور العالمية التي تدار من قبل مجموعة الفطيم في المنطقة العربية، كما أسست مجموعة أنبوبا فندقاً سياحياً حديثاً باسم "سان جورج " في وادي النصارى من فئة أربعة نجوم وتلفريك مرتبط مع قلعة الحصن، وهو شريك مؤسس في شركة ارواد للفنادق والسياحة ويملك أسطولاً للشحن والنقل ويملك ويدير شركة لتصنيع وتعبئة الحبوب وتجارة الأعلاف في محافظة طرطوس والتي تعتبر الأضخم في المحافظة. وقبل العام 2011، كان يحضر لمشروع سكني في مدينة حمص، وهي عبارة عن ضاحية سكنية مؤلفة من 4 آلاف شقة معدة لذوي الدخل المحدود.

.. وهو مؤسس وشريك في شركة شام القابضة لرامي مخلوف وعضو مجلس إدارتها، كما أنه كان رئيس مجلس الأعمال السوري الاماراتي، وكان من أكبر وكلاء موزعين لشركة سيرياتيل في سوريا.

أما الاستثمار الأضخم والأهم بالنسبة لعصام أنبوبا، فهو في صناعة الزيوت، إذ أنه يملك أكبر شركة في سوريا والشرق الأوسط لصناعة الزيوت والسمون، وهي شركة بروتينيا.

علاقته بآل الأسد ومخلوف

قبل العام 2000 لم يكن عصام أنبوبا من الأسماء الاقتصادية المهمة في سوريا، ولم يعرف عنه امتلاكه لكل هذه الأموال والشركات.. لكن فجأة ظهر اسمه وبقوة، بعد العام 2005، وفي طفرة التحولات الاقتصادية التي قام بها بشار الأسد، بقيادة رامي مخلوف، وكان يهدف منها تجميع رؤوس الأموال من كل المناطق السورية، ضمن تجمعات اقتصادية كبيرة لتبادل المصالح والمنافع معها ومن ثم تحقيق السيطرة على الاقتصاد السوري والمجتمع في آن واحد.

وكان عصام أنبوبا، أحد هذه الشخصيات التي وقع عليها الاختيار من مدينة حمص، لكي يكون شريكاً مع آل الأسد ومخلوف، في توظيف أموالهم وإدارتها، ويساهم كذلك في توظيف أكبر عدد ممكن من العمالة التي تخضع لسيطرته ولسيطرة آل الأسد، وذلك في أعقاب تجربة مؤلمة بالنسبة للنظام، مع رجلي الأعمال رياض سيف ومحمد مأمون الحمصي، الذين استطاعا الوصول إلى مجلس الشعب من خلال الحصول على أصوات العمالة التي يشغلانها.. فكان النظام أن قرر أنه لن يسمح للقطاع الخاص أن يمتلك عمالته ويستخدمها في صناعة شخصيته وتحقيق مكاسب سياسية.. وكان ذلك من أبرز أهداف تحالفاته مع رجال المال والأعمال في سوريا.

 وعصام أنبوبا كان من أولئك الذين يشغلون عمالة كبيرة، وصلت إلى نحو 5 آلاف عامل، وهؤلاء مع أسرهم وذويهم يشكلون قوة انتخابية كبيرة لمن يود الوصول إلى مجلس الشعب عبر صناديق الاقتراع.. لذلك كان النظام وقبيل أية انتخابات، يقوم بتوجيه رجالات أعماله ليقوموا بدورهم بتوجيه أصوات عمالهم نحو من يريدون صعوده إلى مجلس الشعب وفي كل المحافظات.

النقطة الأهم في تحالف النظام مع عصام أنبوبا، هو علاقاته الخارجية مع الدول الأوروبية وأمريكا، فقد انتبه النظام بعد العام 2005، إلى أن المجتمع الدولي بدأ بمحاصرته اقتصادياً، على إثر حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، لذلك شهدت هذه الفترة تحالفات مع رجال أعمال لهم نشاط خارج الحدود واستثمارات وعلاقات مع الدول الغربية، ومن هؤلاء بالإضافة لعصام أنبوبا، كان سليمان معروف ونبيل الكزبري وغيرهم الكثير..

أما بالنسبة لعصام أنبوبا، فقد كان بارعاً منذ البداية بفهم الدرس، وكان يكبر ويتمدد ويحصل على المزايا من النظام، كلما أحسن وأجاد في تقديم الخدمات له، لدرجة أنه بات في فترة من الفترات هو الحاكم الفعلي لمدينة حمص، والمتحكم بها اقتصادياً، والمخطط لكل مشاريعها وآفاقها المستقبلية.. وقد ربطته علاقة بمحافظ حمص، إياد غزال، وكان يطلعه هذا الأخير على كل المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة، وأبرز الصفقات التي يستطيع إبرامها في الوقت المناسب، وتحقيق الأرباح الطائلة بواسطتها.. ومنها مشروع حلم حمص، الذي كان يهدف للسيطرة على وسط المدينة التجاري والحيوي، وتخليص السكان من أملاكهم بحجة إعادة تنظيم المنطقة..

عصام أنبوبا والثورة السورية

كان أنبوبا من أبرز الشخصيات التي طالتها العقوبات الاقتصادية الغربية في العام 2011، بسبب دعمه لنظام الأسد، وقد أضر ذلك كثيراً بأعماله، نظراً لعلاقات الخارجية التجارية الكبيرة، بحسب اعترافه في تصريح لجريدة الوطن "المخلوفية"، لكنه بعد ذلك التاريخ، اختفى ذكره بشكل شبه تام من عالم الأعمال السوري، لدرجة سرت إشاعات بأنه قرر الانسحاب نهائياً من الواجهة والانتقال من جديد لدولة الامارات، وهو ما دفع النظام في منتصف العام 2012، لإصدار قرارات بالحجز على أغلب ممتلكاته، دون أن يصدر عنه أي تعليق.. لكن الكثير من المتابعين، أشاروا إلى أن الأموال التي تم الحجز عليها، هي بالأساس لبشار الأسد، وكان أنبوبا يقوم بتشغيلها لصالحه، ويحصل هو على نسبة منها، لذلك لم يتأثر كثيراً بقرارات الحجز، ولم يصب بأزمة قلبية، فيما لو كان المال الذي تم الحجز عليه يعود له.. وهذه هي قصة عصام أنبوبا باختصار شديد..

ترك تعليق

التعليق