مهند المصري المعتقل في الإمارات: "هيك" رجل أعمال.. "هيك" نهايته!
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 13 شباط 2020 --
- 0 تعليقات
تقول سيرة رجل الأعمال مهند المصري، إنه أسس شركته الأولى وهو لم يبلغ الـ 20 عاماً من عمره، في العام 2004، بينما هو من مواليد عام 1984.. وهي مرحلة عمرية يكون فيها الشاب لا يزال يبكي على رغيف الخبز، كناية عن أنه لا يستطيع مواجهة مصاعب الحياة بعيداً عن "الماما والبابا"..
ولا نملك الكثير من المعلومات فيما إذا كان "البابا والماما" لهم دور في تأسيس مهند لشركته الأولى في مجال العملة والتصريف والبورصة والحوالات، والتي تحمل اسم "داماسكو"، لكن ما هو واضح من سيرة الشاب الذي أودت به مغامراته التجارية إلى الانتهاء في السجن، أنه لم يكن لديه كبير يستشيره منذ البداية، لذلك وعندما لم يتجاوز الـ 24 عاماً من عمره، كان قد افتتح فرعاً لشركته في بغداد، في العام 2008، ثم بعد انطلاق الثورة السورية، وعمره آنذاك 26 عاماً، انتقل بأعماله إلى دبي، ليدير تجارته من هناك، دون أن يكون انتقاله هذا نابع عن موقف سياسي من نظام الأسد أو الثورة، ولكن لأن الحياة في البلد لم تعد تطاق، بعد أن أصبح رأس المال فيها غير آمن..
في الإمارات، توسعت أعمال مهند المصري وأصبح يعمل في مجال استيراد وتصدير المواد الغذائية، بالإضافة إلى عمله في مجال العملات والتصريف والبورصة والحوالات، الأمر الذي أبقاه على علاقة طيبة مع رجالات أعمال الأسد، من أمثال رامي مخلوف ومحمد حمشو وغيرهم الكثير، الذين أصبحوا بأمس الحاجة إليه، بعد أن طالتهم العقوبات الدولية، وباتوا بحاجة لمن يغسل لهم أموالهم في الدول الأخرى.
سارت الأمور مع مهند المصري على ما يرام، وأصبح يكسب رزقاً وافراً من عمليات غسيل الأموال لرجال الأعمال المحيطين بالأسد، كان يوظفها في أعمال تجارية أخرى، وافتتاح فروع لشركته الأم "داماسكو" والتي كان آخرها في اسطنبول في العام 2017.
اللعب مع "الأوساخ"
لقد ذاع صيت مهند، كـ "غسالة" أموال ماهرة ولا تكل من العمل، حتى تحول إلى مقصد يؤمه تجار الحرب الجدد من أتباع النظام، من أمثال سامر الفوز وحسام قاطرجي وفارس الشهابي وأبو علي خضور، تحت اسم صرّاف..
وتقول المعلومات إن افتتاح المصري فرعاً لشركته في أسطنبول في العام 2017، شكل تحولاً كبيراً في أعماله وتوجهاته، حيث تتهمه أوساط سياسية وعسكرية تابعة للمعارضة، بأنه لعب دوراً كبيراً في تسهيل تجارة المواد الغذائية إلى مناطق تنظيم "الدولة الإسلامية" والمناطق التي تسيطر عليها "قسد". كما قامت شركة "داماسكو" عبر فرعها في إسطنبول، بشراء المعادن من إدلب وإعادة إنتاجها في تركيا ثمَّ تصديرها إلى دبي، وكذلك قامت بشراء معظم المنتجات الزراعية في إدلب وكل ذلك بالتعامل مع تجار محليين يتبعون لهيئة "تحرير الشام" -"جبهة النصرة" سابقاً-.
لكن اللافت أن المصري ظل على علاقة طيبة مع نظام الأسد في دمشق، حيث تقول الأخبار إن شركة "داماسكو" رعت حفل تكريم منتخب النظام السوري لكرة القدم، في السفارة السورية في أبو ظبي، بحضور السفير واللواء موفق جمعة رئيس اللجنة الأولمبية في سوريا وذلك في مطلع العام 2019.
ويعتقد الكثير من المتابعين أن ما أطاح بالمصري بالدرجة الأولى، هو نجاحه التجاري الخارق الذي تحول إلى طموح سياسي على ما يبدو، حيث أنه حاول أن يلعب على جميع الحبال، بعد أن أخذته العزة بمهاراته في التنقل بين جميع الأحضان دون أن يمسه الضرر.
ويؤرخ هؤلاء المتابعين، بداية النهاية بالنسبة للمصري، مع تأييده للمنطقة الآمنة التركية في الشمال السوري بداية العام 2019، بالإضافة إلى إعلانه الاستعداد للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في تلك المنطقة، تحت المظلة التركية.. وكان قبلها قد زار مخيمات اللجوء في الشمال السوري، وقام بتوزيع المساعدات للاجئين أمام الكاميرات، وتحت أعين ومراقبة النظام السوري، الذي أخذ يعد العدة والوقت المناسب للإطاحة به..
قصة خلافه مع سامر الفوز
فوجئت الأوساط الإعلامية والتجارية في سوريا، بحرب تسريبات وشتائم بين سامر الفوز ومهند المصري.. كل منهما يحاول أن ينال من الآخر ويتهمه بالسرقة والاحتيال. دون أن يعرف أحد سبب الخلاف بينهما وما هي المصالح المختلفة التي أدت إلى التضارب بينهما..
لكن الفوز حاول أن ينال من المصري عبر قناته التلفزيونية التي تبث من لبنان "لنا"، بينما قام المصري بتسريب فيديو للفوز وهو يشتم بشار الأسد، ثم يتهمه بعمليات سرقة واحتيال كبيرة في لبنان..
انتهت المعركة بينهما بتوجيه النظام السوري، مذكرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، يطالب فيها باعتقال مهند المصري بالإضافة إلى رجل أعمال آخر يدعى ضياء الأتاسي، ويتهمهما فيها بالإرهاب من خلال التعامل مع "جبهة النصرة" ويطالب بتسليمهما له، عبر الأنتربول العربي.. وقد اتضح فيما بعد أن سامر الفوز هو من كان وراء مذكرة الاعتقال.
وبالفعل قامت الإمارات باعتقال المصري، منذ ذلك التاريخ، لكن حتى الآن لا أحد يعلم إن كان قد تم تسليمه للنظام السوري أم لا..
تواصلنا في موقع "اقتصاد" مع فرع شركة مهند المصري في اسطنبول، "داماسكو"، الذين أكدوا لنا أنه ليس لديهم أي معلومة فيما إذا سلمت الإمارات "المصري" إلى النظام أم لا.. وقالوا بنفس الوقت، إن الإمارات ترفض تعيين محام له، وهو ما يجعل المعلومات شحيحة عن وضعه داخل السجون الإماراتية وسير التحقيق معه.
كما أكدوا لنا أن شركات المصري لا تزال مستمرة في عملها، وأنهم بصدد التحضير لحملة مساعدات إغاثية للاجئين السوريين في الشمال، ممن نزحوا من قصف النظام في الآونة الأخيرة..
أما المعلومات التي تحفّظ مكتب المصري في اسطنبول عن تزويدنا بها، فهي سرّ الخلاف بينه وبين سامر الفوز، مع أنهم وافقوا على صحة جميع المعلومات الواردة في هذا المقال.. فهل نستطيع أن نقول، أن "هيك" رجل أعمال، لا بد أن تكون "هيك" نهايته..؟!
التعليق