عبد القادر السنكري.. رجل الأعمال الإنسانية في الثورة السورية
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - خاص - اقتصاد --
- 25 آب 2019 --
- 0 تعليقات
قلما تقع على تصريح أو لقاء لرجل الأعمال الحلبي، عبد القادر السنكري، بعد العام 2011، لكنك سوف تجد اسمه متوفراً بكثافة، في جميع الأنشطة الإنسانية والإغاثية، وأخبار التبرعات، ليس بعد الثورة السورية فحسب، وإنما قبلها بسنوات.
غير أن اختيار عبد القادر السنكري للنشاط الإنساني، بعد الثورة تحديداً، لا يعني أن الرجل لم يكن متواجداً على الساحة السياسية للمعارضة، فهو يكاد يكون الأكثر استمرارية وحضوراً، بين جميع رجال الأعمال الذي أعلنوا دعمهم وولائهم للثورة. لكن ذكاء الرجل، جعله يختار واجهة له، تصرح عنه، وتتمثل في جميع هيئات المعارضة السياسية والأساسية، ونقصد به، مدير مؤسسته للأعمال الإنسانية في تركيا، السيد "ع ، د"، أما هو، فقد بقي متوارياً خلف الكواليس، وبالكاد يستطيع أحد أن يسمع صوته أو يرى صورته..
فمن هو عبد القادر السنكري..؟
من حلب إلى الإمارات
ينتمي عبد القادر السنكري إلى أسرة دينية عريقة في حلب، تربى أغلب أفرادها في المدرسة الكلتاوية الصوفية، المعروفة باسم السيد النبهان، ومنهم عبد القادر ووالده وجميع أخوته.. وقد ظلوا أوفياء لهذه المدرسة وتعاليمها، في حب الخير والعطاء للناس، الذي انعكس على سلوك عبد القادر فيما بعد، عندما قرر أن يتابع دراسته في الطب البشري، والاختصاص بالطب المخبري، ومن ثم بعد أن أصبح رجل أعمال كبير في الإمارات.
والده، بحسب الروايات، كان تاجراً ميسوراً ومتنوراً، أعطى لـ "عبد القادر" كل الإمكانيات لكي يشق طريقه لوحده.. وهو ما كان، إذ سرعان ما قرر الانتقال إلى دولة الإمارات، قبل أكثر من ثلاثين عاماً، ومن هناك بدأ ينمو ويكبر من خلال العمل في التجارة وليس في الطب.
لا يوجد الكثير من المعلومات التي تخبرنا، عن بدايات الشاب عبد القادر في الإمارات، وكيف أصبح رجل أعمال يمتلك أهم المؤسسات والماركات التجارية هناك، وثروة تقدر بعشرات ملايين الدولارات.. وهو أمر يكتنفه الغموض، شأن جميع رجال الأعمال السوريين، الذين رحلوا إلى الإمارات في فترة مبكرة من طفرتها الإقتصادية، إذ أن الكثير منهم ذهب إليها فقيراً أو بمهنة بسيطة، ثم عاد منها بعد عدة سنوات، بثروات طائلة.
ومهما يكن، وكما ذكرنا سابقاً، فإننا من خلال تناولنا لسير الكثير من رجال الأعمال، لا نبحث كثيراً عن: "من أين لك هذا..؟"، وإنما ما يعنينا، هو أين وفيما أنفقه..؟، لأن ذلك، بحسب رأينا، هو الفارق الحقيقي اليوم، بين رجل أعمال قرر أن يمول القتل، ورجل أعمال آخر قرر أن يمول الحياة.. ومن خلال هذه العملية، نستطيع أن نستشف من أين كون رجل الأعمال هذا، ثروته..
ولعل ذلك مفتاحنا في هذا المقال للتعرف أكثر على شخصية عبد القادر السنكري..
النشاط الإنساني قبل الثورة
يمتلك عبد القادر السنكري، مجموعة "باريس غاليري" التي أسسها في الإمارات منذ العام 1983، وهي لها فروع في آسيا وأغلب الدول الأوروبية، وحصلت مجموعته في العام 2009، على جائزة أفضل شركة في قطاع التجزئة، في الإمارات.
وكان عبد القادر السنكري، من ضمن فريق رجال الأعمال السوريين، الذين التقاهم بشار الأسد، لدى زيارته إلى الإمارات في العام 2008، وطلب منهم بشكل مباشر العودة إلى سوريا والاستثمار فيها، بضمانته الشخصية.. ثم زيادة في الثقة، مد يده إلى جيبه، وأخرج "كرت"، قرأ عليهم رقم هاتف يستطيعون الاتصال به، كلما اعترضتهم مشكلة، من أجل حلها..
في تلك الجلسة، بدا بشار الأسد شخصاً حميماً، استقبل بصدر رحب جميع الملاحظات والمخاوف التي قالها رجال الأعمال، واعترف أمامهم بوجود أخطاء شنيعة في أجهزة المخابرات والدولة، لكنه طلب منهم مساعدته، من أجل التغلب عليها وحلها..
وفي المقابل، كان هناك أشخاص في ذات الجلسة، من أجهزة مخابرات النظام، تسجل بدقة هذه الملاحظات والاعتراضات، لأنهم لاحقاً ضايقوا كل رجل أعمال بما اعترض عليه، وبما ظنوا أنه يكرهه.. أما رقم الاتصال ببشار الأسد، فقد اتضح أنه كان رقماً لمزيد من السمسرة، بواسطة "أبو سليم دعبول"، الذين كان يخبر المتصلين من رجال الأعمال، أنه لا يجب أن نشغل الرئيس بمثل هذه القضايا، ثم يتعهد هو بحلها، مقابل ما تجود به جيوبهم..
لقد تورط الكثير من رجال الأعمال بهذه اللعبة الخبيثة من بشار الأسد، إلا قلة قليلة، ومنهم عبد القادر السنكري.. الذي تريث كثيراً بالعودة باستثماراته إلى سوريا، وبدل ذلك، اتجه إلى باب الأعمال الإنسانية، وأنشأ مؤسسة حملت اسمه، وأصبح من خلالها يقدم التبرعات السخية، في القطاع الصحي على وجه الخصوص، وفي قطاع التعليم، ورعاية الأيتام.
وتقول الأخبار، إن السنكري تبرع في العام 2010، بجهاز طبي نادر لأحد مستشفيات الدولة بقيمة 2.5 مليون دولار، كما تبرع بإنشاء مستشفى لطب العيون على نفقته الشخصية، وتقديمه للدولة.. هذا بالإضافة إلى تبرعاته الكثيرة، على ترميم المدارس.. وجميع هذه التبرعات في حلب.
ويروي الكثير من أبناء حلب، أن ما كان يجود به المفتي أحمد حسون من أموال على الفقراء، إنما كان من جيب ابن مدينته، عبد القادر السنكري، الذي كانت تربطه به علاقة صداقة وود، تطورت فيما بعد إلى علاقة شراكة تجارية في مجال الاستثمار العقاري وشراء الأراضي.. إلا أننا لم نقع على ما يؤكد هذه المعلومات..
نشاطه الإنساني بعد الثورة
استمرت "مؤسسة عبد القادر السنكري" في نشاطها الإنساني والإغاثي بعد الثورة السورية، لكن الفارق، أنها انتقلت من العمل داخل سوريا وتحت إشراف النظام، إلى العمل خارج سوريا، وفي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.. الأمر الذي تعامل معه بشار الأسد، على أنه نشاط معادٍ له.. لذلك، كان عبد القادر السنكري، من أوائل رجال الأعمال الذين طال الحجز الاحتياطي أموالهم وممتلكاتهم في العام 2012، إلا أن ذلك لم يثنه عن الاستمرار في نشاطه الإنساني في مناطق المعارضة داخل سوريا، وفي تجمعات السوريين ومخيماتهم في تركيا.. وأكثر من ذلك، حصلت مؤسسته على ترخيص رسمي في مدينة غازي عنتاب التركية، وهي تقوم بأعمال مميزة في مساعدة الأطفال السوريين من أبناء الشهداء، والجرحى والمعتقلين، وتعنى بشكل خاص في مسألة رعايتهم وتنمية مواهبهم الفنية والرياضية، ودعم تعليمهم، وبمد أسرهم بالمساعدات المالية والغذائية.
وقد تسنى لكاتب هذه السطور، أن يزور مقر المؤسسة في مدينة غازي عنتاب، وأن يطلع عن كثب على ما تقوم به من أنشطة في مجال رعاية الأطفال السوريين، سواء في تركيا، أو داخل الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ويقول "ع ، د" المدير التنفيذي في مؤسسة عبد القادر السنكري إنّ المؤسسة التي يقوم عليها تكفل أكثر من 15 ألف يتيم، بالإضافة لأكثر من ألف أسرة معتقل في عموم سوريا.
وبحسب "ع ، د" فإن عمل المؤسسة لم يكن يُعنى بأنباء الريف الشمالي فحسب، بل كان يمتد إلى ريف دمشق وحمص، في الفترات التي كانت تسيطر فيها المعارضة على هذه المناطق.. واستطاعت المؤسسة أن تفتتح مدارس في الداخل، تجاوز عددها الـ 100، وهي كانت تؤمن التعليم لآلاف الطلاب، ويعمل بها عدد كبير من المدرسين، الذين كانوا يتقاضون رواتب من المؤسسة..
كما أشار "ع ، د" إلى أن المؤسسة صرفت ملايين الدولارات على طباعة الكتب لهؤلاء الطلاب، وتأمين جميع مستلزمات الدراسة لهم، بالإضافة إلى تأسيس المعاهد المتوسطة، التي وصل عدد الطلاب فيها، في مرحلة من المراحل، إلى أكثر من 5 آلاف طالب.
ويرى "ع ، د" أن الدكتور عبد القادر السنكري، مؤمن بأن رعاية الأطفال والاهتمام بتعليمهم وتنمية مواهبهم، هو العمل الأكثر جدوى في هذه الثورة، لأن هؤلاء سيكونون جيل المستقبل، وسوف يتم الاعتماد عليهم لبناء سوريا جديدة، ديموقراطية وحرة.
ولفت "ع ، د" إلى أن المؤسسة في تركيا، تقيم العديد من الحفلات الموسيقية، والمسرحية، والمسابقات الرياضية، التي يشارك بها أطفال، يتم تدريبهم داخل المؤسسة من قبل مختصين في كافة المجالات.. الرسم والخط والموسيقا والغناء والتمثيل، مشيراً إلى وجود مكتبة خاصة للأطفال داخل المؤسسة، الهدف منها تثقيف الطفل، و"تعويده" على الكتاب والقراءة.
خاتمة
بقي أن نشير إلى أن تجربة مؤسسة عبد القادر السنكري، للأعمال الإنسانية، تجربة تستحق الاهتمام وتسليط الضوء عليها بشكل أكبر، لأنها تقوم، من وجهة نظرنا، بأعمال حقيقية وملموسة على الأرض.. ولو أن رجال الأعمال، كلٌ قام بعمل من هذا النوع، لكنا اليوم بمنأى عن الإحصائيات التي تتحدث عن أعداد الأطفال السوريين الذين لم يستطيعوا الحصول على تعليم منذ انطلاق الثورة السورية، وهم بعشرات الآلاف.. ولكنا كذلك بمنأى عن سماع الأخبار التي تتحدث عن حالة التشرد التي يعيشها بعض الأطفال ممن فقدوا ذويهم، نتيجة لإجرام النظام..
وربما ذلك، يعطينا فكرة، ليس عن مصدر أموال هؤلاء فحسب، وإنما عن حقيقة مواقفهم المتذبذبة.. فالكثير منهم، ونقصد رجال الأعمال المنتمين للثورة، آثر بعد العام 2015، الوقوف في منطقة وسطى، هي أقرب لمفهوم "ما دخلني"، والبعض الآخر أخذ يبعث برسائل الرجاء للنظام، بحثاً عن العفو والمغفرة.. بحجة أنه يريد أن يموت داخل بلده.. أو أنه لم يكن مدركاً لحجم المؤامرة التي تحاك ضد سوريا..!!
أما عبد القادر السنكري، فحتى الآن، لا نستطيع أن نقول بحقه.. سوى خيراً.. والتاريخ يسجل للجميع.
النشاط الإنساني قبل الثورة
يمتلك عبد القادر السنكري، مجموعة "باريس غاليري" التي أسسها في الإمارات منذ العام 1983، وهي لها فروع في آسيا وأغلب الدول الأوروبية، وحصلت مجموعته في العام 2009، على جائزة أفضل شركة في قطاع التجزئة، في الإمارات.
وكان عبد القادر السنكري، من ضمن فريق رجال الأعمال السوريين، الذين التقاهم بشار الأسد، لدى زيارته إلى الإمارات في العام 2008، وطلب منهم بشكل مباشر العودة إلى سوريا والاستثمار فيها، بضمانته الشخصية.. ثم زيادة في الثقة، مد يده إلى جيبه، وأخرج "كرت"، قرأ عليهم رقم هاتف يستطيعون الاتصال به، كلما اعترضتهم مشكلة، من أجل حلها..
في تلك الجلسة، بدا بشار الأسد شخصاً حميماً، استقبل بصدر رحب جميع الملاحظات والمخاوف التي قالها رجال الأعمال، واعترف أمامهم بوجود أخطاء شنيعة في أجهزة المخابرات والدولة، لكنه طلب منهم مساعدته، من أجل التغلب عليها وحلها..
وفي المقابل، كان هناك أشخاص في ذات الجلسة، من أجهزة مخابرات النظام، تسجل بدقة هذه الملاحظات والاعتراضات، لأنهم لاحقاً ضايقوا كل رجل أعمال بما اعترض عليه، وبما ظنوا أنه يكرهه.. أما رقم الاتصال ببشار الأسد، فقد اتضح أنه كان رقماً لمزيد من السمسرة، بواسطة "أبو سليم دعبول"، الذين كان يخبر المتصلين من رجال الأعمال، أنه لا يجب أن نشغل الرئيس بمثل هذه القضايا، ثم يتعهد هو بحلها، مقابل ما تجود به جيوبهم..
لقد تورط الكثير من رجال الأعمال بهذه اللعبة الخبيثة من بشار الأسد، إلا قلة قليلة، ومنهم عبد القادر السنكري.. الذي تريث كثيراً بالعودة باستثماراته إلى سوريا، وبدل ذلك، اتجه إلى باب الأعمال الإنسانية، وأنشأ مؤسسة حملت اسمه، وأصبح من خلالها يقدم التبرعات السخية، في القطاع الصحي على وجه الخصوص، وفي قطاع التعليم، ورعاية الأيتام.
وتقول الأخبار، إن السنكري تبرع في العام 2010، بجهاز طبي نادر لأحد مستشفيات الدولة بقيمة 2.5 مليون دولار، كما تبرع بإنشاء مستشفى لطب العيون على نفقته الشخصية، وتقديمه للدولة.. هذا بالإضافة إلى تبرعاته الكثيرة، على ترميم المدارس.. وجميع هذه التبرعات في حلب.
ويروي الكثير من أبناء حلب، أن ما كان يجود به المفتي أحمد حسون من أموال على الفقراء، إنما كان من جيب ابن مدينته، عبد القادر السنكري، الذي كانت تربطه به علاقة صداقة وود، تطورت فيما بعد إلى علاقة شراكة تجارية في مجال الاستثمار العقاري وشراء الأراضي.. إلا أننا لم نقع على ما يؤكد هذه المعلومات..
نشاطه الإنساني بعد الثورة
استمرت "مؤسسة عبد القادر السنكري" في نشاطها الإنساني والإغاثي بعد الثورة السورية، لكن الفارق، أنها انتقلت من العمل داخل سوريا وتحت إشراف النظام، إلى العمل خارج سوريا، وفي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.. الأمر الذي تعامل معه بشار الأسد، على أنه نشاط معادٍ له.. لذلك، كان عبد القادر السنكري، من أوائل رجال الأعمال الذين طال الحجز الاحتياطي أموالهم وممتلكاتهم في العام 2012، إلا أن ذلك لم يثنه عن الاستمرار في نشاطه الإنساني في مناطق المعارضة داخل سوريا، وفي تجمعات السوريين ومخيماتهم في تركيا.. وأكثر من ذلك، حصلت مؤسسته على ترخيص رسمي في مدينة غازي عنتاب التركية، وهي تقوم بأعمال مميزة في مساعدة الأطفال السوريين من أبناء الشهداء، والجرحى والمعتقلين، وتعنى بشكل خاص في مسألة رعايتهم وتنمية مواهبهم الفنية والرياضية، ودعم تعليمهم، وبمد أسرهم بالمساعدات المالية والغذائية.
وقد تسنى لكاتب هذه السطور، أن يزور مقر المؤسسة في مدينة غازي عنتاب، وأن يطلع عن كثب على ما تقوم به من أنشطة في مجال رعاية الأطفال السوريين، سواء في تركيا، أو داخل الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ويقول "ع ، د" المدير التنفيذي في مؤسسة عبد القادر السنكري إنّ المؤسسة التي يقوم عليها تكفل أكثر من 15 ألف يتيم، بالإضافة لأكثر من ألف أسرة معتقل في عموم سوريا.
وبحسب "ع ، د" فإن عمل المؤسسة لم يكن يُعنى بأنباء الريف الشمالي فحسب، بل كان يمتد إلى ريف دمشق وحمص، في الفترات التي كانت تسيطر فيها المعارضة على هذه المناطق.. واستطاعت المؤسسة أن تفتتح مدارس في الداخل، تجاوز عددها الـ 100، وهي كانت تؤمن التعليم لآلاف الطلاب، ويعمل بها عدد كبير من المدرسين، الذين كانوا يتقاضون رواتب من المؤسسة..
كما أشار "ع ، د" إلى أن المؤسسة صرفت ملايين الدولارات على طباعة الكتب لهؤلاء الطلاب، وتأمين جميع مستلزمات الدراسة لهم، بالإضافة إلى تأسيس المعاهد المتوسطة، التي وصل عدد الطلاب فيها، في مرحلة من المراحل، إلى أكثر من 5 آلاف طالب.
ويرى "ع ، د" أن الدكتور عبد القادر السنكري، مؤمن بأن رعاية الأطفال والاهتمام بتعليمهم وتنمية مواهبهم، هو العمل الأكثر جدوى في هذه الثورة، لأن هؤلاء سيكونون جيل المستقبل، وسوف يتم الاعتماد عليهم لبناء سوريا جديدة، ديموقراطية وحرة.
ولفت "ع ، د" إلى أن المؤسسة في تركيا، تقيم العديد من الحفلات الموسيقية، والمسرحية، والمسابقات الرياضية، التي يشارك بها أطفال، يتم تدريبهم داخل المؤسسة من قبل مختصين في كافة المجالات.. الرسم والخط والموسيقا والغناء والتمثيل، مشيراً إلى وجود مكتبة خاصة للأطفال داخل المؤسسة، الهدف منها تثقيف الطفل، و"تعويده" على الكتاب والقراءة.
خاتمة
بقي أن نشير إلى أن تجربة مؤسسة عبد القادر السنكري، للأعمال الإنسانية، تجربة تستحق الاهتمام وتسليط الضوء عليها بشكل أكبر، لأنها تقوم، من وجهة نظرنا، بأعمال حقيقية وملموسة على الأرض.. ولو أن رجال الأعمال، كلٌ قام بعمل من هذا النوع، لكنا اليوم بمنأى عن الإحصائيات التي تتحدث عن أعداد الأطفال السوريين الذين لم يستطيعوا الحصول على تعليم منذ انطلاق الثورة السورية، وهم بعشرات الآلاف.. ولكنا كذلك بمنأى عن سماع الأخبار التي تتحدث عن حالة التشرد التي يعيشها بعض الأطفال ممن فقدوا ذويهم، نتيجة لإجرام النظام..
وربما ذلك، يعطينا فكرة، ليس عن مصدر أموال هؤلاء فحسب، وإنما عن حقيقة مواقفهم المتذبذبة.. فالكثير منهم، ونقصد رجال الأعمال المنتمين للثورة، آثر بعد العام 2015، الوقوف في منطقة وسطى، هي أقرب لمفهوم "ما دخلني"، والبعض الآخر أخذ يبعث برسائل الرجاء للنظام، بحثاً عن العفو والمغفرة.. بحجة أنه يريد أن يموت داخل بلده.. أو أنه لم يكن مدركاً لحجم المؤامرة التي تحاك ضد سوريا..!!
أما عبد القادر السنكري، فحتى الآن، لا نستطيع أن نقول بحقه.. سوى خيراً.. والتاريخ يسجل للجميع.
التعليق