البهارات السورية تزدهر في رمضان تركيا


انتقل من مدينة حلب السورية إلى غازي عنتاب التركية، ونقل معه مهنته في العطارة، واستطاع أن يجد له مكاناً في السوق التركية، كما وجدت خلطات البهارات التي يحضرها للأطعمة ووصفاته الدوائية، قبولاً لدى السوريين والأتراك.

"أبو مصطفى"، العطار الحلبي الذي كان معروفاً بحسن تعامله ورقي حضوره في مدينة حلب، ورث المهنة عن أبيه وجده، واضطر للهرب بعائلته وأطفاله، بعد أن تدمّر منزله في حلب الشرقية بواسطة برميل متفجر ألقته مروحية أسدية.


افتتح محله في منطقة قريبة من الجامعة في غازي عنتاب، واستطاع خلال فترة بسيطة أن يؤمّن مصادر لتجارته. رتّب أوراقه وبضاعته وانطلق.

يتاجر بكل أنواع البهارات الشرقية والغربية. يركّب بعضها بواسطة الخلطات التي يتقنها. أدخل إلى السوق التركية نكهات خاصة بالسوريين. أصبح يتعامل مع عدد من المطاعم التركية والسورية، ويؤمن طلباتهم من خلطاته التي يختص بها، ويحتفظ بسر مصلحته، كما تحتفظ هي بنكهتها المميزة.

لديه عدد من الخلطات بعضها خاص بالطبخ المنزلي كالأرز والمحاشي والفروج وصناعة اللحوم بأنواعها، ومنها ما هو خاص بالمطاعم، كخلطات الفراريج واللحوم والأسماك، وتحمل جميعها إضافاته الخاصة.

تحدث أبو مصطفى لـ "اقتصاد" وبدأ حديثه بقوله: "لا أريد أن أعود للماضي فأنا ابن اليوم وحالياً أنا تاجر سوري تركي ريثما نتمكن من العودة، بعد زوال نظام الإجرام".


 وتابع عن عمله خلال رمضان: "رمضان وخلال ثلاث سنوات من وجودي في عنتاب له خصوصيته، فحجم العمل يتضاعف وطلبات الزبائن تصبح أكثر خصوصية، وسيدات المنازل لا يرحمنني، وغالباً ما يطلبن نكهات خاصة لوجبات الإفطار والسحور، ويتفنّن في طلبات أنواع البهارات التي قرأن عنها عبر الانترنت ويردن تطبيقها، والطريف بالأمر عدم معرفتهنّ بأسمائها العربية، وإنما يأتين لطلبها حسب استخدامها في طبخة كذا وكذا أو حسب المادة التي يمكن استخدامها معها، وغالباً ما يدخلن إلى المحل ويتفحصن أوعية البهارات لتمييز المطلوب من شكله".

استطرد: "في أغلب الأحيان أعرف الطلب من بداية الكلام، ولكن أترك لهنّ حرية التصرف حتى العجز، وفي أحيان كثيرة لا أستطيع تحديد المطلوب، فألجأ إلى استبداله بالمواد التي أعرفها، وأقنعهنّ بها أو أنها هي الطلب، طبعاً أنا واثق من البهارات والنكهات التي أقدمها، وأثق بأنها ستعجب الأذواق. وغالباً يتم العودة وطلب نفس ما قدمته أنا".

وأضاف: "أصبح لدي زبائن أتراك متعددون، وأؤمن طلبات لمحلات عطارة تركية بالجملة، والنكهات التي أحضرّها أعجبت أذواق عدد من النسوة التركيات، وأصبحت معروفاً في المنطقة من الأتراك كما السوريين".


أبو مصطفى يتقن صناعة بعض الوصفات الطبية التي توارثها بحكم المهنة، فلديه خلطات كثير عشبية ويستطيع أن يحضر أية خلطة، قد تساعد في تخفيف الألم أو الشفاء من بعض الأمراض، وخاصة الأمراض المعوية المعروفة وعسر الهضم أو أمراض الصدر.

ولكنه يبقى حذراً من التعامل بالوصفات الطبية، وحصر تعامله بالمواد التي ثبتت فعاليتها بالتجربة والتوارث، والتي تقدم فوائد صحية. وابتعد عن الوصفات العلاجية.

كل وصفاته من تركيبه، والمواد التي يستخدمها من متجره، فيمكن أن يصف المقويات مثلاً أو يحدد المواد التي تحتوي على الفيتامينات، أو مسكنات الألم، وبعض الأمور المعروفة العامة والمتداولة، ولكنه يصر على الابتعاد عن التشخيص والتدخل في الأمراض التي تحتاج إلى عناية أو تصوير أو تحاليل.

ترك تعليق

التعليق