"كيملك" ضائع وإذن سفر.. جانب من معاناة السوريين في تركيا


تختلف قصص معاناة السوريين سواء في الداخل أو في بلاد المهجر، وتزداد مع ازدياد عمر الثورة السورية التي دخلت عامها الثامن.
 
" الإجراءات القانونية في تركيا"، إحدى أبرز قصص المعاناة للسوريين المتواجدين على الأراضي التركية والذين يتجاوز عددهم 3.5 مليون لاجئ سوري .

اسطنبول أكبر المدن التركية تستضيف بشقيها الأوروبي والآسيوي أكثر من نصف مليون لاجئ وحدها، إلا أن القوانين التي صدرت مؤخراً زادت من عرقلة الإجراءات القانونية فيها.

"كيملك" ضائع في غير ولايته

" علي" شاب سوري من أبناء مدينة حلب يعيش في مدينة اسطنبول، إلا أنه كان قد حصل على بطاقة الحماية المؤقتة "الكيملك" من ولاية بورصة التركية. يروي لـ "اقتصاد" ما حصل معه في مدينة اسطنبول بعد أن أضاع بطاقته فيها قائلاً: "بعد أن أضعت بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة بي ذهبت إلى مخفر الشرطة في منطقة (كيراتش) بمدينة اسنيورت الواقعة في القسم الأوروبي من اسطنبول لأسجل ضبطاً بفقداني البطاقة فكان الرد بوجوب مراجعة شعبة الأمنيات في منطقة الفاتح".

" علي" أكمل: "ذهبت في اليوم التالي لمراجعة شعبة الأمنيات فكان الرد بعد أن أضعت أكثر من نصف يوم وأنا أنتظر دوري بوجوب مراجعة شعبة الأجانب في منطقة بيازيد، وهنا كان قد ضاع اليوم الثاني حيث لا يمكن الوصول إلى بيازيد ومتابعة الاجراءات بسبب اقتراب موعد انتهاء الدوام".

في اليوم الذي يليه ذهب "علي" إلى شعبة الأجانب في المنطقة المذكورة. يروي "علي" الإجراءات الأمنية المكثفة المتبعة في الشعبة قائلاً: "التفتيش لدى الدخول كان دقيقاً جداً حتى أنه بعد الانتهاء من التفتيش ودخولنا قاعة الانتظار جاء شرطي وقام بتفتيشنا مجدداً".

أما عن الاجراءات القانونية فيكمل "علي" قائلاً: "أتى دوري بعد انتظار دام حوالي الساعة وربع وعند مقابلتي للموظف كان الرد بوجوب الإعلان عن الكيملك بأنه مفقود لدى إحدى الجرائد التركية واحضار الجريدة في اليوم التالي".
 
هنا اليوم الثالث كان قد ضاع أيضاً.
 
ذهب "علي" لليوم الرابع على التوالي حاملاً الجريدة إلا أن الموظف المسؤول عن هذه الأمور كان غير موجود فطُلب منه العودة في اليوم التالي أيضاً.

بعد كل هذا والعودة لليوم الخامس اتضح للموظف أن بطاقة الكيملك كان "علي" قد حصل عليها من بورصة وبأن عليه الذهاب لبورصة.
 
ونظراً لوجود قانون "إذن سفر" تفرضه الحكومة التركية على السوريين الراغبين بالتنقل بين الولايات، طالب "علي" بالحصول على إذن سفر للتوجه إلى بورصة، إلا أن الرد كان الرفض أيضاً دون توضيح الأسباب لشخص فقدَ بطاقته.
 
" علي" قال: "كدت أخسر عملي نتيجة غيابي لـ 5 أيام متتالية بغية استخراج بطاقة كيملك بدل ضائع إضافة إلى خسارتي أجر 5 أيام من العمل سدى".
 
وأشار "علي" إلى أنه تحرك سريعاً ليحصل على بطاقة "كيملك" بدل ضائع، نظراً لمراجعته المشفى بشكل دوري جراء إصابته بمرض القلب.

إذن السفر للسوريين

استأنفت السلطات التركية قرار منح إذن السفر للسوريين المتواجدين على أراضيها في الرابع والعشرين من آذار / مارس المنصرم، بعد أن أوقفت منح الإذن لحوالي الشهر عقب انطلاق عملية غصن الزيتون مبررة ذلك بالضرورات الأمنية.

الإذن الذي يسمح للسوريين بالتنقل ضمن الولايات التركية
 
في اسطنبول ومع إعلان السلطات التركية فتح الإجازات أمام السوريين الراغبين بقضاء عطلة عيد الفطر داخل الأراضي السورية أوجبت عليهم استخراج إذن سفر خارجي قبل التوجه إلى المعبر.
 
الأوراق المطلوبة للحصول على إذن السفر الخارجي تقتصر على إحضار ورقة الحجز التي يحصل عليها السوري من الموقع الذي أطلقته الحكومة التركية لحجز الأدوار للراغبين بدخول سوريا إضافة لصورتين شخصيتين لصاحب الطلب مصحوبة مع الكيملك طبعاً.
 
أما بالحديث عن آلية الدخول لشعبة الأجانب في منطقة بيازيد للحصول على الإذن فقد قال "حذيفة"، أحد السوريين المتواجدين في الولاية، والذي رافق شقيقته إلى الشعبة للحصول على الإذن، "يتم إدخال النساء على دفعات دون أي تعقيدات. في حين يتم إدخال الشباب واحداً تلو الآخر".
 
" حذيفة" أضاف: "في حال كان المتقدم للحصول على الإذن شاباً، فكلما توجه باكراً إلى الشعبة كان أفضل، كي يحصل على دور نتيجة الازدحام أما في حال كانت إمرأة فالتسهيلات تعتبر أكبر ولو تأخرت".

 الذهاب باكراً إلى شعبة الأجانب في حال كانت المسافة بعيدة كأسنيورت وافجلار مثلاً، يُوجب على الشخص استقلال سيارة خاصة نتيجة لغياب المواصلات في فترة الصباح الباكر (أي عقب أذان الفجر وحتى الساعة السادسة).

الحصول على سيارة خاصة يعتبر أمراً غاية في السهولة نتيجة لعمل العديد من السوريين بمهنة النقل إلى شعبة الأجانب خصيصاً في الصباح الباكر بمبلغ لا يتجاوز 15 ليرة تركية للشخص الواحد (أي أشبه بالتاكسي).

  يذكر أن الإجازة الممنوحة للسوريين الراغبين بقضاء عطلة عيد الفطر داخل سوريا والذين دخلوا من معبر باب الهوى من قبل الحكومة التركية تبدأ من 55 يوماً وتصل إلى 3 أشهر كحد أقصى تحدد حسب رغبة السوري الداخل إلى أرضه.

ترك تعليق

التعليق