طبق السمك.. الحاضر الغائب في إدلب


لم يستطع "محمد" القادم من ريف دمشق إلى إدلب، أن يحظى بأكلة سمك ترضي رغبته وشوقه لطعم اللحم الأبيض الذي لا يضاهى.

"جربت معظم أنواع السمك التي تباع في إدلب من الكرب والبوري والمشط والسلور وغيرها.."، يقول "محمد".

ويستطرد أن كل الأنواع المتوفر هي نهرية وأنه يفضل السمك البحري الذي يتمتع بطعم أذكى.

"جود" صاحب محل بيع فروج، يشاطر "محمد" الرأي بأن السمك النهري يحمل رائحة زنخة وطعمه مختلف تماماً عن السمك البحري، ويوضح الرجل: "كان السمك البحري المثلج يأتي عن طريق تركيا وكنت أبيع منه الكثير ومنه، سمك اماراتي وارجنتيني وهامور وفيليه ذي القطع البيضاء الخالي من الحسك تماماً".

"اقتصاد" رصد أسواق بيع الأسماك القليلة والمنتشرة بقرى وأرياف إدلب واستطلع آراء الباعة والأنواع الموجودة، حيث أكد "أبو ياسر"، صياد سمك قديم، أن الأنواع المتوفرة أغلبها مستورد من تركيا وتأتي عن طريق وضعها بأغلفة من الفلين والثلج، ولكن مصدرها النهر وليس البحر.

يعتقد الكثير بحسب "أبو ياسر"، أن الأسماك التي تباع بالأسواق مصدرها نهر العاصي بدركوش، ولكن هذه المعلومة مغلوطة لأن الأسماك بالكاد متوفرة بالنهر بسبب انخفاض منسوبه. "الصيد أصبح مجرد هواية وليس مهنة"، يوضح محدثنا.

تتوفر أنواع من السمك البحري المحلي ومصدرها الساحل كالبوري، وهي أكثر الأصناف إقبالاً من جانب السكان، لرخص ثمنها.

ويبلغ متوسط سعر الأسماك النهرية المستوردة والبحرية المحلية للكيلو الواحد بين ٨٠٠ إلى ١٦٠٠ ليرة بحسب نوعية السمك وجودته.

بينما بدأت الأسواق في الآونة الأخيرة تمتلأ بالأسماك الكبيرة حجماً والأرخص سعراً، ويمكن شراء ثلاث كيلو غرامات بـ ١٠٠٠ ليرة سورية، وهي أسماك محلية بحسب "فايز"، بائع سمك بإدلب، والتي لا تعتمد على المسامك المنتشرة في منطقة الغاب.

يوضح "فايز": "لا تحتاج هذه الأسماك سوى لأشهر قليلة حتى تصبح جاهزة للبيع، ويمكن أن تأكل أي شيء يرمى لها كبقاية اللحوم وغيرها".

تفتقر هذه الأنواع للنكهة المميزة وهي ذات منظر مقزز ورائحة قوية، لكن رخص ثمنها وتوفرها يجعلها طبقاً مفضلاً للكثير من العائلات. "ويمكن أن تسميه بما تشاء، ماعدا السمك لأنه لا يشبه مذاقها"، على حد وصف "فايز".

ويختلف أصحاب المهنة على السبب المباشر لانقطاع السمك المثلج البحري وعدم توفره بالأسواق منذ أكثر من سنتين، ويتفقون أن ارتفاع سعره هو أحد وأهم هذه الأسباب.

ترك تعليق

التعليق