فوسفور الأسد الحارق.. يتسبب بخسارة ملايين الليرات في ريفي اللاذقية وجسر الشغور


ثلاثة أسابيع من القصف المتواصل على ريف اللاذقية وريف جسر الشور بالقذائف الفوسفورية، أحرقت عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية، وتسببت بإتلاف مئات الأطنان من الفواكه الصيفية.

تدمير الزراعة
 
بدأت قوات الأسد المتواجدة في ريف اللاذقية على التلال الحاكمة، حملة صاروخية من نوع جديد، شملت كل المناطق الواقعة غرب مدينة جسر الشغور وصولاً إلى قرى ريف اللاذقية، استخدمت فيها كافة أنواع المواد الحارقة، وخاصة الفوسفور الأبيض، تسببت باشتعال مئات الحرائق في المنطقة، أتت على كل المحاصيل الزراعية، ودمرت الآلاف من أشجار التفاح والخوخ والجوز والتين والعنب والزيتون، قبل موعد قطافها.

كما قضت على الغطاء النباتي في المنطقة بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة وتيبّس الأعشاب، التي تسببت بانتشار الحرائق إلى ما تبقى من أشجار الغابات في المنطقة، وتعرض المنازل السكنية في قرى الناجية وبداما والكندة ومرعند والشغر، للحرق.

تسببت هذه الحرائق التي تعمد نظام الأسد إشعالها، بخسائر تقدر بملايين الليرات السورية.


خسائر مادية كبيرة

"أبو محمد"، وهو صاحب بستان في قرية بداما، يحتوي على مئات من أشجار التفاح وعشرات من أشجار الخوخ والتين التي تعرضت للحرق، قدّر خسارته لهذا الموسم بأكثر من خمسة ملايين ليرة سورية.

وكان "أبو محمد" ينتظر قطاف موسمه من التفاح ليسد ما عليه من ديون للمتاجر.
 
وأكد أن غالبية أشجار بستانه أصبحت في حكم الميتة، ولا تصلح إلا حطباً للتدفئة، أو لتحويلها إلى فحم للطبخ، ولا يمكن الحكم على كامل البستان إلا بعد فترة من الزمن.

وأضاف: "أكثر ما يزعجني بالأمر هو ضياع الجهود التي بذلتها تحت الخطر، وأيام العمل الطويلة في الشتاء القارس، وليال كثيرة اضطررت للعمل بها، خوفاً من استهدافي بالقنّاصات والقصف من قبل قوات النظام نهاراً".

وختم بكلامه: "اعتدنا على إجرام نظام الأسد، وخسرنا كل شيء خلال السنوات الماضية، ونحن مستمرون في ثورتنا مهما كانت التضحيات، ولكن ما يؤلمني هو عدم الرد بالمثل عليه، وقعود معظم الفصائل لفترة طويلة من الزمن، وتمكين الأسد المجرم من استعادة زمام المبادرة بعد أن كنا نقبض على ناصيته".


الدفاع يقوم بواجبه

وحسب رأي المهندس الزراعي "حسن أبو محمد " فإن المنطقة أصبحت تحتاج إلى عشرات السنين لكي يتم إعادتها من الناحية الزراعية إلى ما كانت عليه. وأشار إلى الأضرار الجانبية التي يسببها قصف المنطقة بالفوسفور الحارق، والتي قد تستمر بتسميم التربة والأحياء لعشرات السنوات، فيما إذا لم تتم إزالة آثارها. وأشار إلى أن المنطقة تحتاج إلى التطهير من القنابل العنقودية، التي أصبحت خطراً كبيراً على المزارعين والرعاة والمواشي.
 
هذا وأشاد المهندس بجهود الدفاع المدني وقال "إن الدفاع المدني في المنطقة يتحمل العبء الأكبر،  وعناصره يتابعون عملهم ليلاً ونهاراً، وهم في حالة استنفار دائمة لمتابعة أماكن اشتعال الحرائق، ويعانون من نقص في المعدات والمواد الإطفائية، كما أنهم بحاجة لعمال مدربين على الإطفاء، ومع كل ما يعانونه فهم في حالة حركة دائمة، ولا يتأخرون عن تقديم أية مساعدة أو خدمة للسكان. كما أن السكان والفصائل العسكرية تتعاون معهم في إطفاء الحرائق، ويضعون إمكانياتهم من العناصر والمساعدات التي يحتاجونها في خدمتهم، وهذا يخفف نوعاً ما من حجم الخسائر".


ترك تعليق

التعليق