إدلب.. ركود تجاري منذ أسابيع، يطال معظم أسواق المنطقة


"لا نشتري أي بضاعة في الوقت الحالي"، يكرر "أبو محمد" تاجر الألواح والطاقة الشمسية في مدينة إدلب هذه الجملة مرات عديدة يومياً في معرض رده على زبائن يعرضون بضائع مستعملة للبيع، فـ "الظروف لا تسمح بمساحة كبيرة في البيع والشراء"، يردد "أبو محمد" لزبائنه، بينما يشير إلى متجره الفارغ نسبياً من ألواح الطاقة والبطاريات والأدوات الإلكترونية.

على خلفية المعركة التي تم الترويج لها من قبل النظام وحلفائه الروس والإيرانيين، تعرضت أسواق محافظة إدلب لجمود كبير تسبب به ضعف الحركة الشرائية الذي طال أغلب السلع والبضائع. وطال الركود متاجر الخضراوات والأطعمة بشكل ملحوظ في حين توقفت نسبياً عمليات البيع والشراء بالنسبة للسلع غير الضرورية مثل الإلكترونيات وألواح الطاقة الشمسية والسيارات وغيرها.

يقارن تاجر الحلويات "أبو سالم" بين مبيعاته في عيد الفطر وبين الكمية التي تم بيعها في عيد الأضحى خلال العام الحالي. "تقلصت المبيعات إلى حدود النصف تقريباً بين العيدين"، يقول أبو سالم لـ "اقتصاد". وبينما كانت الحركة التجارية في رمضان وعيد الفطر مقبولة كما يقول تاجر الحلويات تعرضت معظم المتاجر لجمود كبير أدى إلى ضمور الحركة الشرائية عقب عيد الأضحى. حيث ساهم السقوط المفاجئ لدرعا ثم الإشاعات الكبيرة وعمليات حشد القوات، في تخوف الأهالي بإدلب، من معركة مقبلة.

نتيجة لهذه الظروف لجأ العديد من التجار لإغلاق محلاتهم، فضعف عملية البيع أدى إلى حدوث خسارات كبيرة لاسيما لدى أصحاب المحلات المستأجرة.

افتتح "أحمد" في بداية الصيف متجراً لصنع الأيس كريم والمثلجات، لكنه سرعان ما أوقف المشروع بسبب الخسائر التي بدأت تتوالى عليه.

"في رمضان لا يمكننا فتح المحل نهاراً، لذلك كنا نبيع في الليل. الحركة كانت مقبولة. كنت أنتظر فترة بين العيدين لبيع كميات وافرة كما هي العادة، لكني كما ترى توقفت عن العمل". يتحدث "أحمد" لـ "اقتصاد" مؤكداً أن مشروعه تعرض لخسارة فادحة بسبب التصريحات المتناقضة عن الحرب على إدلب.

في سوق الخضار بمدينة إدلب، يزدحم الطريق بالمارة والمتفرجين على البضائع، لكن نسبة المشترين الفعليين قليلة للغاية. تتكرر الصورة في سوق الصاغة والملابس حيث الاكتظاظ الكبير بالبضائع والناس دون حدوث عمليات شراء واسعة، كما كان الوضع قبل عدة أسابيع.

في أرياف إدلب لا يكاد تجار الخضراوات يبيعون بضاعتهم حتى حلول الليل، مع أنهم لجؤوا مؤخرا لتقليص كمية البضائع. أما تجار الألبسة والإلكترونيات والحلويات فيعانون من كساد كبير نتيجة عدم وضوح مصير المنطقة.

عدا عن تقليص كمية البضائع يلجأ البعض إلى إلغاء بعض الخدمات المقدمة في متاجرهم مثل "كمال" الذي ألغى صناعة الكوكتيلات وسلطات الفواكه من متجره في ريف إدلب مكتفياً بتقديم المثلجات والقهوة الساخنة.

الكساد التجاري لم تسلم منه حتى البلدات التجارية الكبيرة مثل الدانا وسرمدا، فالجمود الاقتصادي واضح جداً في الأسواق التي كانت تعج بالحركة في العادة، لكنها اليوم كما يؤكد أحد السكان لـ "اقتصاد"، "فارغة مقارنة بالماضي".

ترك تعليق

التعليق