كيف انعكس اتفاق إدلب على الحركة التجارية في ريف حلب؟


ما إن تم الإعلان عن توصل كل من تركيا وروسيا لاتفاق حول إدلب، حتى دخل أصحاب الاستثمارات والمشاريع الصغيرة بريف حلب في حالة من الترقب لانتعاش اقتصادي، وذلك بعد مرحلة من الركود سادت أسواق المنطقة، وكادت تعصف بالحركة التجارية.

وما بعد الإعلان عن الاتفاق في سوتشي، نجحت التصريحات التركية التي توالت منذ يوم الاثنين، والتي تشير إلى استبعاد أي عمل عسكري، في طمأنة الأهالي بالمناطق التي كانت جبهاتها مرشحة للاشتعال فور التصعيد في إدلب.

ومنذ يومين فقط، بدأ المزارع علي الأحمد بالبحث عن أرض زراعية حتى يستأجرها للموسم الزراعي الشتوي.

يقول الأحمد لـ"اقتصاد" (مزارع البطاطا) إن "ما جرى من تفاهم على إدلب دفعني للتجهيز للموسم القادم، بعد أن قررت سابقاً أن لا أغامر بالزراعة في منطقة قد تشتعل في أي لحظة".

ويضيف أن "الكلفة الكبيرة التي تبدأ بدفع الإيجار وحراثة الأرض والتكاليف الأخرى من ثمن البذار إلى السماد العضوي، كانت أشبه ما تكون بالمقامرة، أما الآن يبدو أن المنطقة متجهة للاستقرار أكثر فأكثر، وهذا ما شجعني على زراعة البطاطا، على أمل تعويض الخسائر الكبيرة في الموسم الماضي، بسبب انخفاض الأسعار، وقلة الإنتاج".

مدير وكالة "شهبا برس" الإخبارية، مأمون الخطيب، اعتبر بدوره أن مخاوف الأهالي شمال حلب كانت مبررة، موضحاً أنه "من خلال سير الأحداث الأخيرة، كان يتضح أن الدور قادم للمنطقة ما بعد إدلب، أسوة بما جرى في الغوطة وريف حمص الشمالي والجنوب السوري".

ورأى الخطيب خلال حديثه لـ"اقتصاد" أن المنطقة لن تكون بمنأى عن المشهد في إدلب، نظراً للشرخ الروسي- التركي الناجم عن التصعيد في إدلب، لافتاً في الوقت ذاته إلى حالة التعاطف الشعبي مع أهالي إدلب، وانعكاس ذلك على المزاج العام.

وقال إن "كل ذلك انعكس على الحركة التجارية، إذ بدأ قسم كبير من التجار بالتفكير بتصريف البضائع المخزنة من المستودعات، بالتزامن مع توقف الحركة العمرانية وانخفاض أسعار العقارات".

لكن المشهد السابق اختلف بحسب الخطيب، ويبقى القول الفصل لتنفيذ الاتفاق من دون عوائق أو مستجدات قد تنسفه.

من جانبه، تجاوز أبو عبيدة (صاحب مخزن لبيع المواد الغذائية بالجملة بمدينة الباب) مخاوفه السابقة، واتجه الآن لتخزين المزيد من المواد الغذائية.

وعن ذلك، يوضح لـ"اقتصاد" أنه كان يخشى من انهيار الاستقرار في مدينة الباب التي يتواجد النظام على مقربة منها من الجهة الجنوبية، في حال بدأت المعارك في إدلب، قائلاً: "من الطبيعي أن تشتعل المنطقة هنا، لكن الآن الوضع اختلف كلياً"، كما قال.

ترك تعليق

التعليق