تسعيرة مستقلة للذهب في مدينة إدلب.. والهاجس الأكبر هو الأمن


في العاشرة من صباح كل يوم، ومع فنجان القهوة الساخن، يسجل "قاسم كفا" نقيب الصاغة في مدينة إدلب التي تقع تحت سيطرة المعارضة منذ العام 2015، أسعار الذهب، دون الاعتماد على جمعية الصاغة التابعة للنظام، فـ "تسعيرة الذهب مستقلة في مدينة إدلب وما حولها منذ تحرير المنطقة"، يردد "كفا" بحماس واضح، ثم ينشغل في محادثة بعض الزبائن.

تأسست نقابة الصاغة بإدلب بعد تحرير المدينة على يد الثوار. ومنذ التأسيس اعتمدت النقابة على تسعيرة خاصة بها مستقلة تماماً عن حلب وعن دمشق.

في متجره المؤلف من قسمين الأول للذهب والآخر للحوالات والصرافة، يوضح قاسم كفا لـ "اقتصاد" طريقة التسعير. يقول كفا: "نحسب سعر أونصة الذهب مع سعر الدولار لنصل إلى تسعيرة الذهب عيار 21 وعن طريق هذا العيار الذي نثبته يومياً في مجموعة للصاغة على واتساب يستخرج الصاغة تسعيرات العيارات الأخرى".

لا تتدخل نقابة الصاغة في تحديد أجور الصياغة التي تعتبر غير موحدة حيث تبدأ من 700 ليرة إلى 1700 ليرة عن كل غرام، والمقياس هو تقدير الصائغ للقطعة ونوعيتها وما تحتاجه من صياغة ومجهود.

كما تبلغ أجور صياغة الذهب المستعمل والليرة الذهبية الإنكليزية قرابة نصف الأجور التي يتقاضاها الصائغ عن الذهب الجديد.

ووفقاً للعديد من صاغة مدينة إدلب، يكثر الطلب من قبل الزبائن على عيارات الذهب 21 و 14 في حين يعتبر العيار 18 قليل التداول.

والمصدر الأكبر للحصول على الذهب الجديد هو تركيا. كما تدخل كميات من الذهب، من حلب، عن طريق التهريب.


قلق وتوجس

"انعدام الأمن هو أكبر قضية متعبة نواجهها"، بهذه الكلمات ابتدأ أحد الصاغة حديثه لـ "اقتصاد" وذلك بعد إلحاح طويل للتحدث حول موضوع الذهب. "الجميع يخاف من الخطف ومن القتل كما جرى مع بعض الصاغة في المدينة. ما يخيفنا حقاً هو انعدام الأمان".

قبل سنة بالضبط تعرض صائغ للقتل وسط مدينة إدلب. في شهر تشرين الأول/أكتوبر أطلقت مجموعة من المسلحين النار على الصائغ أيمن قواصرة الذي قتل مع اثنين من أولاده بينما جرح الابن الثالث وذلك أثناء عودته إلى منزله في المدينة ليسود جو من التوتر الشعبي في إدلب والقرى المجاورة وسط إضراب عام دعا إليه مجلس مدينة إدلب.

وفي جولة "اقتصاد" داخل سوق الصاغة بالقرب من شارع الجلاء الذي يتوسط إدلب، بدا بعض الصاغة محرجين من التحدث، في حين عكست ردات الفعل لدى البعض توتراً وقلقاً واضحا ًمن انعدام الحماية للصاغة في المنطقة.

ترك تعليق

التعليق