في موسم تجديد إقامات السوريين في مصر.. ما الجديد؟


مع بداية العام الدراسي، تنتهي الإقامات الدراسية السنوية في وقت واحد لمعظم العائلات السورية المقيمة في مصر، كونها ترتبط بالقيد المدرسي أو الجامعي والذي يمنح للطلبة بين شهري تشرين الأول /أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر، من كل عام.

"اقتصاد" تحدث إلى عدد من السوريين المقيمين في مصر، في أكثر من محافظة، لمعرفة أبرز المشاكل التي تعترضهم لهذا العام.

وهنا ننوه إلى أن الإقامة الدراسية تُمنح للطالب ووالده ووالدته وأشقائه دون سن الخمس سنوات. والزوج الذي يدرس يمنح الإقامة لزوجته وأطفاله والعكس صحيح. والأوراق المطلوبة هي قيد دراسي مصدق من الإدارة التعليمية لطلاب المدارس، أو من الجامعة  لطلبة الجامعات، بالإضافة الى عقد ايجار شقة سكنية، وفاتورة كهرباء أو غاز لذات الشقة، ورسوم تبلغ 17 جنيهاً مصرياً تُحصّل كثمن طوابع على الاستمارة.

الوضع في جوزات مدينة الإسكندرية وشبين الكوم بمحافظة المنوفية

يتحدث "أسامة" لـ "اقتصاد" عن تجربته في هجرة وجوازات الإسكندرية. "الأمور لهذا العام ممتازة وسهلة ومنظمة بنفس اليوم استلمت الاستمارة وتقدمت بطلب الحصول على الإقامة. دفعت رسومها، وبعد عشرين يوماً نُفذت الإقامة على جواز سفري، وجوازات سفر عائلتي، لا يوجد ازدحام ولا أية مشكلات تذكر، وأقاربي في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية حصلوا على إقاماتهم بذات السهولة وبنفس الطريقة التي حصلت عليها بالإسكندرية".

الوضع في جوازات السادس من أكتوبر والجيزة ومدينة نصر

"تعتبر مدينة السادس من أكتوبر المصرية، أكثر المناطق التي تشهد كثافة للسوريين خاصة، والأجانب عامة، وهذا ما يفسر حالة الازدحام التي تحصل في هذه الفترة من كل عام"، هكذا بدأت "ابتسام" حديثها لـ "اقتصاد"، لتتابع: "هناك ازدحام شديد في هجرة وجوازات السادس من أكتوبر ويتم توزيع الاستمارات في يوم واحد أو يومين خلال الأسبوع ولا يوجد يوم محدد للتوزيع، وبعد الحصول على الاستمارات ليس هناك يوم محدد لتسليم الاستمارات، وهذا يعني أننا نضطر للذهاب أحياناً كل يوم ولمدة أسبوع إلى مبنى الهجرة والجوازات حتى نتمكن  من تسلم استمارات الإقامة، وبعد تسليمنا الاستمارات نقوم بعد شهر بمراجعة الموظفين لمعرفة هل نستطيع تنفيذ الإقامة على جوازات السفر. وحالياً يتم تنفيذ الاقامات لمن قدم طلبه في شهر أيلول/سبتمبر. أما من قدم طلبه بعد هذا التاريخ لا يتم تنفيذ الإقامة له على جواز سفره ويكون الجواب عدم ورود موافقة على طلبه بعد، وذلك بحسب كلام الموظفين في الهجرة والجوازات، مما يعني أننا نبقى بدون إقامة شهراً أو شهرين لحين ورود الموافقة، وذات الوضع ينطبق على هجرة وجوازات الجيزة وكذلك يوجد ازدحام بمدينة نصر، ولكن هناك تنظيم دور ومواعيد للاستلام والتسليم".

 وتضيف "ابتسام": "هذا الازدحام والوقت الطويل والانتظار شكل بيئة مناسبة لانتشار ظاهرة السماسرة لتسريع الإجراءات وتفادي الانتظار الطويل. ويتقاضى بعض هؤلاء السماسرة على جواز السفر الواحد 1500 جنيه مصري فقط لتسريع الإجراءات لمن أوراقه الثبوتية كاملة".

الوضع في جوازات دمياط

بدوره، حدثنا "أبو معتز" عن معاناة السوريين في الحصول على الإقامة في مدينة دمياط. "مشكلتنا بالحصول على إقامة ليست بالازدحام ولا بالإجراءات إنما بطلب المسؤول بالهجرة والجوازات بمدينة دمياط من كل سوري يتقدم للحصول على إقامة أن يقدم ورقة تثبت إغلاقه لملفه في مفوضية اللاجئين ليسمح له بالتقديم على إقامة سنوية".

لكن، كيف يعرف مسؤول الجوازات أن السوري يملك بطاقة صفراء لدى المفوضية؟، يجيب "أبو معتز": "يتصل المسؤول بالمفوضية ويتأكد إن كان الشخص مسجل لديهم أم لا. وفي حال كان مُسجلاً بالمفوضية يرفض استلام الاستمارات منه قبل إغلاق ملفه بالمفوضية. وهذا جعل المئات من السوريين في مدينة دمياط مع عائلاتهم بدون إقامة منذ السنة الماضية. فإغلاق الملف يعني حرمان الشخص من المساعدات المالية والطبية والغذائية المقدمة من المفوضية، والتي تُعتبر السند الأساسي لمعظم العائلات مستورة الحال من السوريين المسجلين في المفوضية".

الوضع في جوازات مجمع التحرير والعاشر من رمضان

يحدثنا "سمير" عن الإجراءات التي مر بها عند تقديمه للطلب في مجمع التحرير مؤكداً وجود ازدحام، وبحسب قوله "هذا يعود إلى أن مجمع التحرير هو الفرع الرئيسي لمعظم الأجانب المقيمين في القاهرة للحصول على إقامة، ولكن رغم هذا الازدحام هناك تنظيم للدور، ويحتاج الشخص ليوم واحد لاستلام الاستمارة، وباليوم التالي يعود ليسلم الطلب بالحصول على إقامة ويستلمها بعد 20 يوما ًوينفذها على جواز السفر".

وعن الوضع في جوازات العاشر من رمضان والتي يقطنها عدد كبير من السوريين، يخبرنا "سمير" بوجود ازدحام بهذه الفترة من كل عام وأن هناك تنظيم دور، ومواعيد محددة لاستلام وتسليم الاستمارات وتنفيذ الإقامة على جوازات السفر مما يسهل عملية الحصول على إقامة، والتي تحتاج لوقت طويل للحصول عليها بسبب الأعداد الكبيرة التي تقدم طلباتها بذات الفترة من كل عام.

وختاماً، نأمل أن تصل هذه المعاناة بالحصول على إقامة في بعض مناطق تواجد السوريين للجهات المسؤولة لرفع هذه المعاناة التي تكرر كل عام عنهم، نظراً لانتهاء الإقامات الدراسية بذات التاريخ، وهذا يعني توجه السوريين لتجديدها في ذات الوقت. وكما لاحظنا هذه الإشكاليات تتركز في المناطق التي تحوي كثافة سكانية للسوريين، استطاعت بعض فروع الهجرة والجوازات معالجتها والتأقلم معها وتنظيمها عبر تنظيم مواعيد محددة للاستلام والتسليم وزيادة ساعات العمل أو زيادة عدد الموظفين، فيما فشلت أخرى بذلك.

ترك تعليق

التعليق