"طلاب جامعة إسطنبول".. فريق تطوعي وصوت الجامعة للطلاب العرب


أثبت الطلاب السوريون كفاءتهم وجديتهم في طلب العلم وخدمة أقرانهم أينما حلوا، فلم يكن التفوق فقط السمة البارزة وذائعة الصيت عنهم، بل كان للتطوع والنشاطات الطلابية في أوساطهم، صدىً وأثراً مهميناً لدى أغلب الناس وخصوصاً الأجانب.

مع لجوء السوريين إلى تركيا وكثرة أعداد الطلبة بينهم عفت الحكومة التركية السوريين من رسوم دخول الجامعة، وكانت بين تلك الجامعات، جامعة إسطنبول الأقدم والأعرق في تركيا إذ تأسست عام 1453م على يد السلطان محمد الفاتح وقد مر عليها العديد من التعديلات والتحولات إثر الحقب السياسية الطويلة التي حكمت البلاد بالإضافة لتطور المستوى التعليمي منذ ذاك الزمن وحتى اليوم.

تعتبر جامعة إسطنبول من أكثر جامعات تركيا استيعاباً للسوريين في العاصمة الاقتصادية "إسطنبول". وازدادت أعداد الطلاب السوريين خصوصاً مع قانون الاستكمال وسماح الحكومة التركية لمن يمتلك أوراق جامعته في سوريا وانقطع عنها بسبب الحرب أن يستكمل دراسته بعد معادلة أوراقه. وفي عام 2015 تأسس فريق "طلاب جامعة إسطنبول"وهو فريق تطوعي لمساعدة الطلاب الجدد في معرفة الجامعة، وطرق التسجيل أو الاستكمال، والعديد من الخدمات الأخرى.

موقع "اقتصاد" التقى "محمد خلف"، مؤسس فريق "طلاب جامعة إسطنبول"، حيث أخبرنا أنه أسس الفريق بعد دخوله للجامعة وأن الطلاب الجدد بأمس الحاجة لمن يرشدهم في تلك الفترة وخصوصاً أن اللغة التركية عائق حقيقي أمام الطلاب الذين سجلوا، وأولئك الذين يريدون التسجيل، وأمامهم مشوار تعلم اللغة التركية فيما بعد التسجيل ثم يلتحقون بكلياتهم.

وقال"خلف": "الفريق لا يقدم خدماته للسوريين فقط، بل لجميع متحدثي اللغة العربية، حيث بدأ الفريق عند التأسيس من السوريين، بسبب العدد الكبير للطلاب السوريين الوافدين عبر الاستكمال والمستجدين مقارنة مع طلاب الجاليات الأخرى، ثم توسعت الدائرة بعد ازدياد عدد الطلاب حيث هناك المصري واليمني والفلسطيني والجزائري والمغربي والأردني واللبناني والتركي الذي يتحدث العربية".

وأضاف "خلف": "يتألف فريقنا من خمسة متطوعين ثابتين، وهناك متطوعون آخرون بمهمات فقط، حيث لدينا صفحة على فيسبوك ننشر فيها كل ما يتعلق بالتسجيل في جامعة إسطنبول للمستجد أو المستكمل أو الدراسات العليا، بالإضافة لامتحانات دخول الجامعة للأجانب بما يعرف باختبار (يوس) وهو مثل اختبار (سات) الأمريكي حيث لا يمكن دخول جامعة إسطنبول وأغلب جامعات تركيا بدون اجتياز هذا الاختبار، فنحن نساعد في معرفة مواعيد وأماكن مثل هذه الاختبارات، كما نقدم الدعم اللازم من نصائح واستشارات، مع تعريف شامل بجامعة إسطنبول ونظامها، ونقل أبرز الفعاليات الطلابية. وهذه نعدها خدمات خارجية".

وعن الخدمات الداخلية، بيّن "خلف": "لا يقتصر دعمنا للطلاب في بداية تسجيلهم فقط، بل نسعى جاهدين لأن نستمر مع الطلاب ضمن الجامعة، حيث يوجد لدينا مجموعة مغلقة على موقع فيسبوك خاصة بطلاب الجامعة باسم (طلاب جامعة إسطنبول) حيث نقدم جميع المعلومات اللازمة والمساعدة بإكمال دراستهم مع تقديم الاستشارات والتوجيهات ونقل الخبرات والتجارب والمساعدة في حل أي مشكلة لدى شؤون الطلاب أو مكتب الطلاب الدوليين، كما ننظم جلسات تجمع الطلاب القدامى مع الجدد لتناقل الخبرات فيما بينهم وتكوين صداقات".

وتستقطب المجموعة الخاصة أغلب طلاب جامعة إسطنبول السوريين والعديد من العرب، ويدور عليها نقاشات مستمرة حول قوانين الجامعة وأنظمتها، والفعاليات والرحلات التي تنظمها، كما أنها تساعد أحياناً بنشر فرص عمل للطلاب بدوام جزئي أو كلي تكون مخصصة لطلاب الجامعة.

وأشار "خلف": "لقد نظمنا لقاءات ثقافية وفعاليات عديدة ليست فقط بما يخص الوضع الدراسي أو التسجيل، مثلاً قمنا بمبادرة شكر لشؤون الطلاب بمعظم الكليات، وهذا يجعل الموظفين أكثر لطفاً وتعاوناً معنا. ونظمنا العديد من المؤتمرات خارج الجامعة بما يخص الفعاليات الطلابية أو الخدمية، كما نظمنا وشاركنا ملتقى (جامعجي) وهو ملتقى تابع لفريقنا".

وأكّد "خلف": " لدينا نقاط اتصال واسعة داخل الجامعة، وإن لم تعترف بنا كفريق رسمي، ولكنها تخاطبنا كمنصة طلابية وتوصل الكثير من الرسائل عبرنا للطلاب السوريين والعرب، كما أن شخصين من الفريق تمكنوا من الحصول على وظيفة بدوام جزئي ضمن جامعة إسطنبول، حيث يتعلق العمل بتسجيل الطلاب الأجانب بشكل أساسي والمساعدة بحل مشاكلهم وتوضيح الأمور العالقة بالإضافة للترجمة".

وختم "خلف" حديثه لـ "اقتصاد"، "نسعى لأن يكون فريقنا جهة رسمية مستقبلاً كنادي أو مكتب يمثل الطلاب الناطقين باللغة العربية في جامعة إسطنبول، يعمل على تخديم الطلاب بكافة الأصعدة مع الاستمرار بالنشاطات والفعاليات الطلابية ولكن على مستوى أوسع".



ترك تعليق

التعليق