هل ستجنس تركيا المواليد السوريين على أراضيها؟


كشفت مصادر إعلامية تركية، عن توجه حكومي نحو تجنيس مواليد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين قوبل ذلك بموجة ارتياح كبيرة في أوساط اللاجئين بتركيا، الذين يتخطى عددهم الـ3.5 مليون لاجئ.

وفي التفاصيل، نقلت صحيفة "يني شفق" التركية عن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قوله "يوجد هنا في تركيا 380 ألف طفل سوري ولدوا هنا (في تركيا)".

وأضاف صويلو، المعروف بتعاطفه الكبير وتأييده لقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، "بإذن الله لو يدعمنا البرلمان في هذا، ونتمكن من توطينهم ومنحهم الجنسية التركية، ليتنا نفعل".

وتابع الوزير التركي، "هؤلاء الأطفال في المستقبل سيصبحون قادرين على شرح معنى أخوة الوطن والجغرافيا".

وفي تعليقه على ذلك، اعتبر الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، في حديث خاص لـ"اقتصاد"، أن ما جاء على لسان الوزير التركي صويلو، يعد تعبيراً واضحاً عن توجه حكومي تركي بتجنيس الأطفال السوريين، واصفاً ذلك بـ"التوجه الإيجابي".

واستدرك بالقول، غير أن هذا التوجه لدى الحكومة، و"حزب العدالة والتنمية" بشكل خاص، يحتاج إلى موافقة البرلمان التركي، و"العدالة والتنمية" لوحده لا يستطيع ضمان موافقة البرلمان على هكذا قرار، بل يحتاج إلى دعم من حزب "الحركة القومية" ولربما إلى أصوات إضافية من خارج الحزبين، على اعتبار أن بعض الأعضاء يعارضون الفكرة.

وإلى جانب الحاجة لموافقة البرلمان، لفت أوغلو إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي تسود تركيا، ناجمة عن احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية شرق الفرات، وكذلك التحضير للانتخابات المحلية البلدية التركية، المقررة في آذار/مارس المقبل، معتبراً أن ما سبق قد يؤجل طرح مثل هكذا أمر على البرلمان التركي، لأشهر عدة، على أقل تقدير، على حد قوله.

أما رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، غزوان قرنفل، فوصف ما جاء على لسان صويلو، بـ"التصريح الإعلامي"، معتقداً أن الوزير يتحدث عن أمنية وليس عن إجراء قانوني قيد التطبيق.

ومختلفاً مع أوغلو، أكد قرنفل لـ"اقتصاد" أن بمقدور "العدالة والتنمية" إصدار هكذا قانون بسبب الأكثرية التي يمتلكها، ما يعني أنه من المستبعد أن يصدر هذا القانون في المدى المنظور.

وفي السياق ذاته، اعتبر أن تجنيس المواليد السوريين يعتبر مطلباً محقاً لكل اللاجئين السوريين في تركيا، وهو أمر له تأثير إيجابي على المواليد السوريين، وتحديداً اللذين تعذر تسجيلهم لدى السجلات الرسمية.

وقال إن "المواليد السوريين في تركيا، هم من معدومي الجنسية، وهذا الأمر يخالف القانون الدولي، الذي ينص على منح الجنسية للطفل المولود في دولة ما وتعذر تسجيله في دولته، من قبل الدولة التي شهدت واقعة الولادة".

هذا، ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في الأراضي التركية، 3 ملايين و49 ألفًا و879 لاجئاً، شكّل الذكور النسبة الأكبر منهم بمليون واحد و631 ألفًا و626 لاجئة، في حين وصل عدد الإناث إلى مليون و418 ألفًا و253 لاجئة.

جدير بالذكر أن الحكومة التركية، بدأت بتجنيس فئات عدة من اللاجئين السوريين، وتحديداً من أصحاب الشهادات العلمية والمستثمرين والعمال.

ترك تعليق

التعليق