تربية الدواجن.. تفاصيل عن الجدوى والتكاليف في ريف حماة


شكّل قطاع تربية الدجاج، إحدى فرص العمل الجديدة التي أخذ بعض الناس، في ريف حماة، يجربون أنفسهم فيها، مع تراجع فرص العمل وازدياد نسب البطالة وفقدان العديد من الأشخاص لأعمالهم بسبب الظروف الأمنية السائدة.

وينقسم قطاع الدواجن لقسمين رئيسيين (دجاج اللحم – الدجاج البياض). وبالرغم من الاختلافات الجوهرية بين القطاعين إلا أن المعوقات والظروف متشابهة إلى حد كبير، كتأمين الغذاء والدواء للدجاج وكذلك المأوى والدفء.

ويُعتبر مشروع تربية الدجاج البياض مشروعاً جيداً وقابلاً لأن يكون ربحياً يدر على صاحبه دخلاً جيداً لاسيما إذا ساعدته الظروف. حيث يبدأ المشروع بتأمين المكان الذي ستتم فيه التربية والذي بدوره يعتمد على عدد الدجاجات التي ستتم تربيتها، حيث أن 20 دجاجة مثلاً يمكن تربيتها في المنزل، أما إن كانت الأعداد أكبر من ذلك فالأفضل استخدام مزرعة مخصصة لذلك.

ويحتاج صوص الدجاج البياض لنحو 4-5 أشهر حتى يبدأ بالإنتاج ويحتاج طوال هذه الفترة لعناية شديدة وتأمين الغذاء الجيد والدواء واللقاحات اللازمة وبأوقاتها لضمان عدم انتشار الأوبئة التي قد تؤدي لحالات نفوق جماعي وبالتالي خسائر هائلة في حال وصول أمراض معدية للمزرعة وإصابة الطيور.

يقول الدكتور البيطري "محمد المصطفى" وهو مختص بالدواجن: "يعتبر مشروع الدجاج البياض مشروعاً جيداً إذا ما أخذنا بالحسبان احتياجه لرأسمال قليل مقارنة بغيره، ولكنه يتضمن مخاطر كبيرة وخصوصاً في حال انتشار أحد الأمراض السارية كإنفلونزا الطيور، وتبدأ المرحلة الأولى من المشروع بتأمين النوع الجيد من الصوص وتربيته حتى يصبح دجاجاً منتجاً، ويتفاوت المبلغ التقديري لتكلفة المشروع بسبب عدم استقرار السوق وتعرضه للارتفاع والانخفاض العشوائي بحسب الوضع الأمني، ويتراوح سعر كيس العلف الواحد المخصص للدواجن بين 20-25 دولار".

ويقول المزارع حسين العلي، وهو صاحب مدجنة في ريف حماة: "تركت مهنة تربية الدواجن بسبب ارتفاع الأسعار الكبير والوضع الأمني السيء، فكثرة القصف واستهداف المدجنة يجعل من المزارع مقامراً في حال قرر تنزيل صوص إليها، بالإضافة لارتفاع أسعار الذرة الصفراء وفول الصويا بأكثر من 400% وهما المادتان الرئيسيتان لتغذية الطيور في المداجن، كل ذلك دفعني لترك المهنة نهائياً خلال الوقت الحالي وفي المستقبل ربما أعود إليها مع تحسن الوضع".

أما المزارع "سامر الموسى" فهو يعمل لدى صاحب مدجنة، ويقول بأن تكاليف الإنتاج باهظة جداً ولا يمكن تحملها كون نسبة المخاطرة واحتمالية الخسارة واردة جداً وعالية، لذا قرر العمل في المزرعة كعامل يرعى الدجاج، ويضيف: "يلقى المنتج ضغوطات كبيرة من كافة النواحي، ابتداءً من ارتفاع الأسعار مروراً بالخطورة الأمنية وانتهاء بالمنافسة الشرسة التي تشهدها المنتجات المحلية أمام المنتجات التركية التي تغزو الأسواق على نحو كبير وحقيقة فإنها تتمتع بجودة عالية وانخفاضاً في سعرها مقارنة بمنتوجاتنا المحلية".

ومن المؤكد أن نجاح مشروع تربية الدجاج البياض يرتبط بعدة عوامل كما سبق ذكره، واختلال أي عامل منها يؤدي إلى تراجع الإنتاج وربما تحول المشروع من ربح إلى خسارة ويتكبد المزارع تكاليف قد تكون باهظة، ومما لا يجب إغفاله هو موضوع التدفئة للدجاج فهو ذو حساسية كبيرة للبرد الذي يسبب له أمراضاً كثيرة كالالتهابات التنفسية والكوكسيديا وغيرها، وحتى لو لم يصب الدجاج بأمراض فإن إنتاجه من البيض سيقل كثيراً ويصبح ميزان الجدوى الاقتصادية خاسراً حيث سيزيد استهلاكه من الغذاء عن إنتاجه من البيض، وهو ما سيدفع المربين للتخلص من الدجاج البياض عبر بيعه بأثمان بخسة.

وتتراوح تكلفة الدجاجة الواحدة بين 3-5 آلاف ليرة سورية حتى تصل لمرحلة الإنتاج وتحتاج لمبالغ إضافية (تكلفة تشغيلية) كنشارة الخشب لرش الأرضيات وأدوات التعقيم والفحم أو المحروقات للتدفئة وكذلك كلفة إنشاء المزرعة أو (استئجارها) إن لم تكن موجودة وجميع التكاليف السابقة لا يمكن حسابها بشكل دقيق مسبقاً وإنما تعتمد على عدد الطيور التي ستتم تربيتها والزمان والمكان المختار أرضيةً للمشروع.

ترك تعليق

التعليق