صوران.. حديث عن مياه شرب ملوثة، و"المحلي" ينفي


لم يعدْ الحديث عن تلوث المياه في بلدة صوران الواقعة إلى الشمال من مدينة حلب، بالقرب من إعزاز، يشكل مفاجأة لكثير من أهالي المنطقة، فالمشكلة ذاتها تتكرر مع حلول فصل الشتاء منذ سنوات وإلى الآن، غير أن قصة جديدة في مسلسل التدهور البيئي في المدينة بدأت مع نشر أحد الأهالي لصورة عبوة بلاستيكية تبدو المياه فيها أشبه بالطينية ومائلة للاصفرار وغير صالحة للاستخدام البشري، متهماً المجلس المحلي في صوران بالفشل في تحمّل مسؤولياته بينما نفى المجلس المذكور أن تكون المياه ملوثة.


وروى الناشط الإعلامي "عبد القادر محمد" لـ "اقتصاد" أن مشكلة صوران مع البنية التحتية بدأت بعد عودة الأهالي من النزوح مع بداية العام 2016 الذي جرى بسبب "تنظيم الدولة"، وإلى الآن. ولفت "محمد" إلى أن المشكلة بدأت مع عدم تقديم إصلاحات للبنى التحية في البلدة، وخلال سنتين من النزوح تعرضت هذه البنية –كما يقول-للتدمير والتهلهل بسبب تجريف "تنظيم الدولة" لبعض الشوارع أثناء سيطرته على البلدة مما أدى لتكسير أنابيب الصرف الصحي ومياه الشرب. وبحسب محدثنا تقصّد التنظيم تعبئة الراغارات بالحجر والنفايات وحفر الخنادق فوق البنى التحتية قبيل عملية "درع الفرات".

وتابع أن المجلس المحلي حاول التخفيف من المشكلة ولكنه لم يستطع بسبب ضعف الإمكانيات، لأن معالجة المشكلة يحتاج لموارد ضخمة ليست بمقدور المجلس، حيث بلغت تكلفة صيانة وتغيير قساطل الصرف الصحي-حسب قوله- حوالي 15 مليون ليرة سورية لا يملك المجلس منها شيئاً. وأردف أن المجلس المحلي في صوران تواصل مع منظمة "وورلد فيجن" التي أجرت صيانة مؤقتة وتم فتح الصرف الصحي بقدر المستطاع وإعادة ترميم الراغارات المدمرة، غير أن المشكلة-حسب قوله- ظلت قائمة في جزء كبير منها.

 وكشف الناشط أن الترميم المذكور أدى إلى ضرب خطوط المياه التي لم يتم إصلاحها بسبب عدم وجود قطع تبديل إلا في مناطق النظام الذي يمتنع عن تزويد المناطق المحررة بأي مواد أو حاجيات يومية، وبدأت مياه الأمطار والوحول تتسرب إلى قساطل مياه الشرب المضروبة أساساً، أضف إلى ذلك–بحسب محدثنا –أدت سيارات الشحن بأوزانها الثقيلة التي تتجاوز أحياناً الـ 3 طن إلى تدمير شبكة الصرف الصحي والطرقات بسبب مرورها من منتصف القرية.


 وكان مجلس مدينة صوران قد أصدر أواخر العام الماضي قراراً يفرض على سائقي الشاحنات سلوك الطرق المتحلقة حول البلدات وعدم المرور من داخلها في حال وجود محلقات تحت طائلة المخالفة بـ 50000 ليرة سورية.
 
ولفت محدثنا إلى أن المجلس المحلي لصوران تواصل مع الجانب التركي بهدف حل مشكلة الصرف الصحي في صوران، وإلى الآن لم يتجاوبوا وإن كانوا قد ساهموا –كما يقول –في بعض الأمور البسيطة كرصف الشوارع وترقيع بعض الطرقات ولكن المشكلة لا زالت موجودة تحت هذه الطرقات –حسب قوله-علماً أن خطوط الصرف الصحي في البلدة قديمة تعود إلى أكثر من ربع قرن، علاوة على أن تربة صوران طينية وتضاريسها سهلية تتعرض باستمرار لضعف وانكسارات، نتيجة الضغط الهائل.
 
وبدوره أشار مصدر في المجلس المحلي لمدينة صوران، فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن الورش المختصة في المجلس أبلغت الأهالي قبيل وصول المياه بأن المياه ستأتي معتكرة في بداية وصولها بسبب إصلاح قد أجرته الورش على أحد اللوالب، ووصلت المياه معتكرة في البداية لوقت قصير جداً إلى أن تم تفريغ البواري من المياه العكرة-حسب قوله- وأكد محدثنا أن لجنة المجلس المحلي في صوران تملك مخططات لشبكتي مياه الشرب والصرف الصحي في المنطقة وعملت منذ أكثر من أسبوع على الكشف عن أماكن الاختلاط وحصرها في البلدة، وفق المهندس نفسه.

ترك تعليق

التعليق