تعليقات عن غباء "البطاقة الذكية" في اللاذقية


البطاقة الذكية وسيلة جديدة لسرقة المواطنين في محافظة اللاذقية، ولأنها ذكية فهي تتصرف لوحدها، وتتنازل عن مخصصاتهم من البنزين لأصحاب محطات الوقود وشركائهم المسؤولين، عند استخدامها.

وعند تعبئة أية كمية من الوقود في سيارتك باستخدام ما أطلق عليه نظام الأسد "البطاقة الذكية"، تصلك رسالة بأنه تم اقتطاع "50 ليتر" من مخصصاتك اليومية.

هذا الأمر يحصل مع معظم مستخدمي البطاقة التي أثبتت ذكائها بتسجيل أعلى نسبة استهلاك للوقود في محافظة اللاذقية خلال الشهر الماضي مقارنة بالأعوام الفائتة.

دخلت أرقام الاستهلاك الوهمية المسجلة باستخدام البطاقة في حسابات مديرية التموين في اللاذقية، وفاقت هذه الأرقام الكميات التي تم توزيعها على محطات الوقود عدة أضعاف.

واستخدمت المديرية هذه الأرقام لتؤكد توفر الوقود وبكميات كبيرة ولتحمّل المواطن مسؤولية الاستهلاك الزائد وتتهمه بتخزين كميات كبيرة باستجراره أكثر من حاجته، واتهامه بأنه هو من يسبب الأزمة.

سرقة مكشوفة

انشغلت صفحات التواصل الاجتماعي بموضوع سرقة مخصصات المواطنين من الوقود التي حرص نظام الأسد على تنظيمها، وتخصيص حد أعلى لكل مركبة من الاستهلاك بمقدار "50" ليتر يومياً، وشغل الناس بالحصول على البطاقة أياماً وليال طويلة، وجعلهم يقفون طوابير أمام مراكز توزيع البطاقة بعد إشغالهم بتأمين الأوراق اللازمة لذلك.
 
قالت "نرمين تجور": "لقد عبأت 30 ليتراً من كازية الشاطئ ووصلتني رسالة بـ 50 ليتر".

أما "فريال مخيبر" قالت: "سيارتنا لا تستوعب 50 ليتر أصلاً ومع ذلك تصلنا رسالة بأننا عبأنا 50 ليتر".

وأكدت "سيريان سوسي": "إن هذا الأمر كان مخططاً له". وأضافت: "كان يجب أن تكون البطاقة مثل بطاقات السيارات الحكومية، ويجب أن يكون الخصم منها آلياً دون تدخل العامل البشري القادر على إيجاد حل لكل شيء".

بطاقة غبية ولكن..

بطاقة تم التهليل والشرح لمزاياها وتصويرها وكأنها الحل الأمثل لكل المشاكل في سوريا، وتم تسميتها بـ "الذكية"، وأنها تحتاج إلى تدريب وحسن استعمال من أجل التعامل مع ذكائها الخارق.

وحسب رأي المهندس "علي حسن" فإن البطاقة لا علاقة لها بالذكاء، فهي تحتاج إلى أن تتدخل لكي تسجل ما تم استهلاكه منها، ولا تتفاعل مع ما تسجله أنت، بل تستخدم ذكاءها لتقتطع ما تم برمجتها عليه، أو ليتحكم بذلك العامل على جهاز الاقتطاع "الصراف".

وأضاف: "هي مصممة لكي تكون أداة سرقة منظمة، وما يتم اقتطاعه من قيم البطاقات في كل الأماكن يتم اعتماده كمستهلك من الوقود، ويتم استجراره من قبل شركة المحروقات لوضعه بالاستهلاك، والكميات الزائدة عبر التسجيل الوهمي يتم تحويلها إلى الأسواق السوداء، وتهريبها بأضعاف سعرها إلى منطقة إدلب وريف حلب الشمالي".

وأكد وجود شبكة منظمة بين المؤسسات المدنية وبعض الضباط والقوى الأمنية من أجل جمع أكبر كمية من الأموال قبل ترتيب هروبهم من البلد.

صناعة الأزمات

"يجب أن نعيش في أزمة دائمة، ويجب أن ننشغل بهمّ جديد حتى نعتاد عليه، وبعدها يتم ترتيب مشكلة أخرى، يجب أن يفكر الفقير بتأمين لقمة العيش فقط، أما الغني فيجب أن ينشغل أيضاً بوسائل ترفيهه لذلك تم تصنيع مشكلة الحصول على وقود سيارته".

"لا يجب علينا أن نفكر في سبب المشاكل التي تواجهنا ولكن علينا أن ننتظر وأن نتوجه إلى ولي نعمتنا (بشار الأسد) كي يفتح باب رحمته لنا، فهو مالك العصا السحرية، وهو من يجب أن نقدسه عند فتح نافذة لحل مشكلة من تصنيع أجهزته الأمنية ومفكريه العظام".

هكذا قال أحد قضاة اللاذقية لـموقع "اقتصاد".

ترك تعليق

التعليق