"على عينك يا تاجر".. تهريب المواشي من منبج إلى مناطق سيطرة النظام


تفيد الأنباء الواردة من مدينة "منبج" شرقي حلب، عن حالات تهريب للمواشي يقوم بها تجار يتبعون لقوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق سيطرة النظام من خلال العديد من الشاحنات القادمة من مناطق شرق الفرات وريف منبج عبر معبر "التايهة"، ما أدى لارتفاع ملحوظ في أسعار اللحوم.

وشكا سكان مدينة "منبج" من عمليات التهريب تلك، مطالبين بضرورة وجود جهة رقابية لضبط تلك العمليات والحد منها، والتي تنعكس بشكل سلبي على حركة أسواق اللحوم والتي باتت تشهد جموداً بسبب غلاء أسعارها التي تفوق قدرة المواطنين الشرائية.

تهريب المواشي مهزلة أمنية

الناشط السياسي "عبد المنعم العبد" وأحد سكان مدينة منبج قال لموقع "اقتصاد": "إن عمليات تهريب الأغنام بدأت منذ قرابة نحو أسبوع من مدينة منبج وريفها إلى مناطق سيطرة النظام جنوب المدينة، في ظل غياب الجهات الأمنية التي لم تقم بضبط عمليات التهريب رغم تعميم المجالس المحلية".

ووصف" العبد" عملية تهريب المواشي بالمهزلة الأمنية الحاصلة في المنطقة، إذ يرى الجميع سيارات المواشي وهي في طريقها إلى المعابر في منبج من دون أن يتم ايقافها، بمعنى أن التهريب (على عينك يا تاجر) ودون حسيب أو رقيب".

وأشار، إلى أن استمرار عمليات التهريب أدت لارتفاع في أسعار اللحوم وخاصة لحم الخاروف إلى حدود 4000 ليرة سورية بعد أن كان يباع قبل عمليات التهريب بسعر 2800 ليرة سورية للكلغ الواحد، كما ارتفع سعر لحم البقر من 2700 ليرة إلى 3700 ليرة سورية، مؤكداً في الوقت ذاته أن ارتفاع الأسعار ما يزال مستمراً.

أكثر من 10 شاحنات مهربة من المواشي يومياً

وذكر المصدر ذاته، أن الكميات التي تهرب من المواشي تصل إلى أكثر من عشر شاحنات يومياً سعتها 500 رأس غنم على الأقل، بحسب تقديراته.

ولفت إلى أن تلك الشاحنات تدخل عبر معبر "أم جلود" الرئيسي، كما أن بعضها يصل من مناطق سيطرة الجيش الحر إلى مناطق "قسد"، ومن مناطق "قسد" شرقاً إلى مناطق النظام جنوباً وغرباً.

وبيّن، أن معبر "أم جلود" يقع شمال المدينة، كما يوجد بالقرب منه ساحة عامة يطلق عليها اسم "ساحة أم جلود، أو ساحة الجمارك" لافتاً إلى وجود تجار يتعاملون مع النظام يتمركزون في تلك الساحة بانتظام بالتنسيق مع عناصر "قسد".

وكشف "العبد" عن أن قوات "قسد" تستفيد من فرض الرسوم الجمركية على دخول سيارات المواشي وخروجها إلى مناطق سيطرة النظام عبر المعابر التي تفرض سيطرتها عليها، مبيناً أن الرسوم الجمركية تصل إلى 10000 ليرة سورية على رأس الغنم الواحد ضمن تلك الشاحنات.

ومن أهم تلك المعابر إضافة لمعبر "أم جلود"، معبر "تل أسود" الواقع جنوب شرق مدينة منبج، ومعبر "التايهة" الواقع غرب جنوب المدينة.

كما أكد "العبد" وصول أكثر من 10 شاحنات يومياً إلى معبري "تل أسود، والتايهة"، في حين تخرج شاحنات محملة بالأغنام من معبر "الحمران" التجاري والواقع على تخوم مدينة "جرابلس"، باتجاه مناطق "قسد" ومن ثم يتم نقلها مباشرة إلى معبر التايهة جنوب منبج.

سرقة للمواشي وبيعها بأسعار مرتفعة

وبحسب "العبد" فإن "قسد" إضافة للاستفادة والأرباح التي تحققها عن طريق فرض الرسوم الجمركية، فهي تحقق أرباحاً كبيرة من خلال شراء المواشي من مربيها بأبخس الأثمان، مضيفاً أن تجار "قسد" يشترون كغ الخاروف الحي بسعر 1000 ليرة سورية من مربي المواشي ومن ثم يقومون ببيعه لتجار النظام بسعر 3000 ليرة سورية للكلغ الواحد، لافتاً إلى أن وزن الخاروف قد يصل إلى حدود 40 كغ وما فوق.

ولا يقتصر الأمر بحسب "العبد" ومصادر محلية أخرى على شراء "قسد" للأغنام من مربيها بأسعار منخفضة جداً، بل يتعدى الأمر إلى السرقات التي يقوم بها عناصر "قسد" والتي تطال المواشي مؤكدين أن ثلاثة أرباع المواشي التي تقوم "قسد" بتهريبها لمناطق سيطرة النظام تم سرقتها من مربيها في المناطق الشرقية التي تخضع لسيطرة تلك القوات.

حالة استياء من ارتفاع أسعار اللحوم والعلف
 
وفيما يتعلق بردة فعل الأهالي حول انتشار ظاهرة تهريب المواشي، بيّنت المصادر المحلية أن أهالي المنطقة وخاصة أصحاب المحلات التي تعمل بهذه المهنة يرون أن هذه العملية تُقيد عملهم وتتسبب لهم بخسائر غير طبيعية، بالإضافة إلى حرمان أهالي المدينة من هذه المادة أو السلعة.

وفي هذا الصدد، عزا "أبو صبحي الأفندي" من سكان مدينة منبج في حديثه لموقع "اقتصاد"، أسباب ارتفاع أسعار اللحوم بشكل عام إلى تهريب اﻷبقار واﻷغنام من قبل تجار موالين لقوات "قسد" إلى مناطق الرقة والنظام عن طريق المعابر التي ﻻ يهمها سوى قبض ضريبة العبور، يضاف إلى ذلك هبوط سعر الليرة السورية أمام الدولار ما أدى لارتفاع أسعار "العلف" أيضاً والذي بدوره أثر على أسواق اللحوم.

وبيّن أن سعر كغ "الشعير" 160 ليرة سورية، مقابل 80 ليرة سورية سعر كغ "النخالة"، لافتاً في الوقت ذاته إلى شكاوى تجار المواشي من موجة غلاء أسعار العلف، إضافة لشكاوى الأهالي من ارتفاع أسعار اللحوم.

وتشهد مدينة "منبج" جموداً في حركة أسواق العقارات والسيارات والألبسة، إضافة لارتفاع أسعار مختلف المواد في ظل انتشار البطالة وقلة فرص العمل، يضاف إلى ذلك حملات التجنيد الإجباري التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية بحق الشبان ما جعل كثير منهم يرفض الذهاب إلى عمله خوفاً من الاعتقال.

ترك تعليق

التعليق