تعرّف على ظاهرة "الأسعار الباريسية" في "بنش"


يتصاعد الفارق في الأسعار بين أسواق بنش ونظيرتها في إدلب وسرمين القريبتين على سبيل المثال، ليتجاوز ضعف ثمن السلعة أو ما دونه بليرات قليلة. بنش، التي تتوسط الطريق بين حلب ومدينة إدلب تشهد حركة تجارية نشطة. المحلات التجارية مليئة بالبضائع. السلع متنوعة، متوفرة، لكن الغلاء الفاحش هو سيد الموقف.

"لا أنصحك بشراء الخضراوات من السوق" يقول أحد سكان بنش لأحد المارة بعد سؤاله عن مكان تواجد متاجر الخصار والفاكهة في البلدة. "التجار هنا يرفعون الأسعار بشكل غير محتمل"، يتابع الرجل مشيراً إلى أن هذه الظاهرة ليست محصورة في تجارة الخضراوات فقط. فـ "الأمر يشمل تجار اللحوم و الغذائيات وغيرها".

خلال تجوله في سوق بنش، يشعر "حسام" وهو من سكان سرمين، بالفارق الكبير في أسعار الخضار بين البلدتين اللتين لا تتباعدان سوى بضعة كيلومترات. يقول حسام لـ "اقتصاد": "اشتريت كيلو البطاطا في سرمين بـ 150 ليرة. في بنش لم أعثر على سعر يقل عن 250 ليرة. البندورة والخيار والخس وسائر الخضراوات مرتفعة جداً مقارنة بأسواق سرمين".

في إدلب المجاورة تتقلص الأسعار عن نظيرتها في بنش. فالفاكهة التي تباع في سوق الخضار بالمدينة والتي لا تقل جودتها عن تلك التي تباع في بنش يقل سعرها بفارق 100 ليرة على الأقل للكيلو الواحد. تعرض أسواق إدلب البرتقال بـ 150 ليرة بينما يباع في بنش بـ 250 ليرة. ومثله التفاح الذي يتراوح في إدلب بين 200 و 250 ليرة في حين يتجاوز 350 ليرة في أسواق بنش.

على سبيل الفكاهة يسمي سكان الفوعة -التي تبعد عن بنش مقدار 2 كيلو- بلدة بنش بـ "باريس" في إشارة لظاهرة الغلاء الواضحة والتي يقول سكان بنش إنها قديمة ولا تتعلق بنشوب الثورة أو بصعود أو هبوط الدولار. بعض سكان هذه البلدة امتنعوا عن شراء احتياجاتهم اليومية من أسواقها مثل "عبد الله" الذي دأب على شراء الخضار والسلع الغذائية من سرمين. يقول "عبد الله" لـ "اقتصاد" "لأن فارق الأسعار كبير تمكنت من توفير مبالغ طائلة من شراء البضائع من سرمين. الأسعار هنا كاوية ملتهبة لا تكاد تحتمل".

لا يعلم السبب الواضح لظاهرة الغلاء في بنش. ويردها بعض السكان لجشع التجار بينما يتحدث البعض عن جودة البضائع ومكانة البلدة كعقدة تصل بين بعض مناطق ريف إدلب الشرقي وبلدات ريف حلب الغربي وبين مدينة إدلب والتي جعلتها مركزاً تجارياً هاماً حيث تكتظ المتاجر على الطريق العام بشكل جميل ولافت.

ترك تعليق

التعليق