إدلب تغلق متاجرها باكراً.. وفي الريف، حركة تجارية متباينة


لأول مرة في مدينة إدلب - ومنذ أكثر من سنة- يغلق مطعم "الأندلس" الشهير أبوابه مع حلول السادسة مساء. الغارات المتتالية التي نفذتها مقاتلات روسية على المدينة أدت لحالة من الشلل يوم الأربعاء الماضي. بينما سارعت معظم المتاجر والمطاعم عند دواري الساعة والكرة وسط المدينة، للاقتداء بمطعم الأندلس، خشية الخطر المحتمل.

تتباطأ الحركة التجارية مع توسع الضربات الجوية والصاروخية على معظم أرياف إدلب (في الجنوب والشرق وأجزاء من الغرب)، وتتباين بحسب حجم القصف الذي يطال كل منطقة.

وبينما تتوقف الحركة تماماً في معظم الريف الشمالي لحماة وأجزاء واسعة من ريف إدلب الجنوبي، يكون النشاط التجاري أفضل في إدلب المدينة وريفها الشرقي والغربي. في حين لم يتغير أي شيء إطلاقاً في الشمال حيث البلدات الأكثر أمناً.

في "خان شيخون" لا يزال القصف سارياً ما يعكس حالة اقتصادية متردية تماماً. يقول "محمد الصالح" (ناشط صحفي من المدينة): "مع بقاء القصف لا تزال الحركة الاقتصادية معدومة نظراً لأن معظم السكان نزحوا منذ شباط الماضي".

 يتكرر نفس المشهد في جرجناز والتح ومعظم بلدات الريف الشمالي لحماة.

على الرغم من أن القصف طال كلاً من معرة النعمان وكفرنبل وكفر سجنة وحيش في ريف إدلب الجنوبي إلا أن الحركة الاقتصادية لا تزال سارية في ظل نزوح خفيف ونشاط تجاري مماثل. يقول "عبد الرزاق الصبيح" (ناشط صحفي من كفر سجنة): "تشهد المنطقة نزوحاً بسيطاً في ظل القصف. مع عودة الهدوء تعود الحياة إلى طبيعتها تقريباً".

في سراقب شرقاً لا يزال جزء من الأسواق والمتاجر يستقبل الزبائن الخائفين من أي غارة محتملة. تعرضت هذه المدينة ذات الموقع الهام على طريق التجارة الدولية لأكبر عدد تقريباً من الغارات الجوية. يقول بلال موسى (رسام كاريكاتير من سكان سراقب): "الوضع غير مستقر تماماً. بعض المحلات مثل الصرافة والمجوهرات وبعض متاجر الخضراوات توقفت عن العمل بينما تشهد المتاجر الأخرى نشاطاً محدوداً".

يبدو الوضع في سرمين والنيرب المجاورتين أفضل. فالأسواق نشطة نوعاً ما، وإن كان معظم أصحاب المحال التجارية يفضلون الذهاب إلى منازلهم مع الدقائق الأولى لحلول الظلام.

بينما تغيب جميع مشاهد الشلل التجاري في بنش التي تشهد حركة جيدة خلافاً لجاراتها. يشبهها في ذلك، معظم بلدات الريف الشمالي لإدلب التي لم تتعرص للقصف.

ترك تعليق

التعليق