قبيل عيدهم.. تربية السويداء تُهين المعلمين


"ماذا تنتظر من مديرية لا تعترف بكوادرها مُطلقةً عليهم وصف العاملين بكتابٍ رسمي دون الإشارة وبلا حياء أنّهم معلمون؟".

بهذا السؤال بدأت معلمة صف في إحدى مدارس مدينة الشهباء "ن، أ" حديثها مع "اقتصاد" مُنتقدةً قرار مديرية "تربية السويداء" المُوجّه لإدارات المدارس الأساسية والثانوية والمهنية والذي نصّ على "من باب الحرص على مشاعر جميع الطلاب ونظراً للظروف الراهنة يُطلب إليكم تبليغ كافة العاملين لديكم عدم قبول الهدايا من الطلاب في عيد المعلم وعدم تكليف الطالب بأي عبء مادي والعمل بمضمونه أصولاً".


وأضافت المعلمة غاضبةً: "كيف يُمكن لمؤسسة رسمية أن تضع كوادرها في سياق التسوّل من الطلاب، وإن كانت فعلاً  تُراعي مشاعر الطلاب لكانت سعت جاهدةً لتأمين مازوت التدفئة للمدارس لا أن تترك الطلاب وسط الصقيع، أو أن تُحاول تأمين بعض المُستلزمات اللوجستية للعملية التربوية لا سيما القليل من الأقلام والدفاتر، والأفضل أن تعمل على توفير مساعدات غذائية للطلاب وما أحوجهم إليها في ظل الظروف الاقتصادية التي تعصف بكل الجغرافية السورية، أو أبسط الأمور إلغاء فرض المبالغ المالية على عائلات الطلاب بذريعة (التعاون والنشاط)".

وأردفت المعلمة: "كُل من يقرأ قرار (مديرية التربية) يُصاب بحالة من الدهشة كونه مُصاغ بطريقة لا تُعبّر إطلاقاً عن الجهة الصادر عنها كـ (مؤسسة تربوية) من مُسلّمات وبديهيات عملها إتقان صياغة القرارات والمراسلات بطريقة تُراعي عدم جرح مشاعر الوسط التعليمي".
 
وأضافت المعلمة أنّ ليوم المعلم قيمةً رمزيةً عالية، فكم من أديبٍ نسج قصائده لهذا اليوم، وكم من وصفٍ رائع خُصّص فقط للمعلمين الذين يتوقون لجرعة أملٍ يستنشقون منها تفاؤلاً قد يعيد رونقهم إلى سنوات ما قبل الحرب.

"هذا القرار وصياغته والمصطلحات المُستخدمة في مضمونه يُعدّ تأكيداً واضحاً لضرورة ترميم منظومة التعليم في سوريا، وضرورة دفعها لإعادة تقييم نفسها لما تُمثّل من قيمةٍ نبيلةٍ تحتذي بها بقية المؤسسات الرسمية"، بحسب المعلمة.

ومن طقوس عيد المعلم المعتادة أن تقوم المدارس بتكريم الطلاب المتفوقين، وتقوم مديريات التربية بتكريم أبناء المعلمين، وفيما يتعلق بالهدايا فهي عادة قديمة جداً تُعبّر عن اهتمام المجتمع بهم، لكن في السنوات الأخيرة شحّت هذه الظاهرة كثيراً، وباتت لا تحتاج لقرارات مُلزمة جراء الأجواء الاقتصادية السلبية التي يعيشها عموم الناس في سوريا.

وأثار قرار "مديرية التربية" موجة انتقادات ساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي، واستثمره بعض المتابعين لتذكير المديرية بالراتب الشهري للمعلم في مدارس "نظام الأسد" والذي لا يتجاوز بأحسن أحواله 70 دولاراً أمريكياً، في حين يحتاج لما يقارب 500 دولار أمريكي لتامين أبسط مقومات الحياة.

يُذكر أن محافظة السويداء شهدت العديد من الوقفات الاحتجاجية  في السنوات الماضية آخرها في أيلول/سبتمبر 2018 جراء قيام "نظام الأسد" بفصل أعداد كبيرة من معلمي المحافظة لعدم التحاقهم بصفوف تشكيلاته العسكرية ورفضهم القتال في صفوفه.


ترك تعليق

التعليق