قصة نجاح.. سيدة سورية تنشىء شركة إعلانات في تركيا


بدأت رائدة الأعمال السورية "فاتن عقيل" حياتها المهنية كمسوّقة إعلانات في مدينة حلب قبل سنوات الحرب، وتمكنت بعد لجوئها إلى تركيا من تأسيس شركة خاصة أطلقت عليها اسم "موستاش" Moustache باتت بعد أشهر قليلة من انطلاقها من الشركات الناجحة والمنافسة هناك، متخطية كل العقبات التي فرضتها ظروف اللجوء في طريقها المهني والعائلي والاجتماعي.

درست عقيل في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلب، وعملت في تدريس مادة الرسم لمدة 18 سنة، وبعد استقالتها توجهت للعمل الإعلاني وعملت في "شركة نيسان الإعلانية" وفي قسم المفروشات المكتبية التابع للشركة، وفي العام 2013 بعد تأزم الأمور في مدينة حلب قررت أن تسافر إلى مصر لكن الظروف اضطرتها للجوء إلى تركيا التي لازالت تقيم فيها إلى الآن.
 

في بداية انتقالها إلى مدينة "غازي عنتاب" التركية لم تكن "فاتن عقيل" تنوي المكوث هناك بل العودة إلى مدينتها حلب، ولكن ظروف الحرب في سوريا أجبرتها على البقاء في تركيا، وأمضت-كما تروي لـ"اقتصاد- زهاء سنة ونصف في منزلها لعدم وجود فرص للعمل، وبعد أن بدأت شبكة "غربتنا" بالانطلاق -وكانت عبارة عن موقع وتطبيق- عملت فيها بمجال التسويق في مدن "عنتاب" و"مرسين" و"اسطنبول" و"بورصة"، بعد فترة من عملها أتيحت لرائدة الأعمال القادمة من حلب فرصة إنشاء شركة خاصة بها أطلقت عليها اسم "موستاش" واتخذت شعاراً لها شارباً معكوفاً وإلى جانبه قبعة نسائية دلالة على دور كل من الرجل والأنثى في بناء المجتمعات.


وتقول عقيل إن أكبر مشكلة واجهتها عند القيام بتنفيذ مشروعها على أرض الواقع هي المعوقات المادية، والتهيّب من دخول سوق يعج بمنافسات كثيرة، ولكنها اعتمدت-كما تقول- على علاقاتها السابقة مع الناس الذين كانت تسوق لهم في حلب وانتقلوا فيما بعد إلى تركيا، وكان التحدي-حسب قولها- هو القدرة على كسب ثقة المعلنين والمستثمرين لكون شركتها حديثة في السوق، ولكنها تمكنت بعد أشهر من تجاوز هذه العقبات.

 ولفتت محدثتنا إلى أنها بصدد التحضير لتنظيم ملتقى "بيهانس" في اسطنبول بالتعاون مع شركة ( اي تي اي) المتخصصة بتنظيم المهرجانات والمعارض، وسيكون المعرض في منتصف حزيران القادم، وتعمل حالياً على التنسيق مع الفعاليات التي تنوي المشاركة، كما ستنظم معرضاً باسم ورد في مدينة مرسين أواخر نيسان القادم الذي من المتوقع أن يضم شركات كبرى وسيدات رائدات في مجال الأعمال اليدوية.

وتتضمن شركة "موستاش" التي يقع مقرها في منطقة غازي مختار باشا الاغور بلازا أوتليت-كما تقول مؤسستها- كل ما له علاقة بالإعلان بدءاً من الإذاعة والتلفزيون ووصولاً إلى السوشيال ميديا علاوة على تصميم المواقع والتطبيقات والتسويق للعديد من القنوات والإذاعات ووسائل الإعلام ومنها تلفزيون سوريا وأورينت وإذاعة روزانة ونسائم.

وأكدت مديرة موستاش أن شركتها تتعامل مع أفضل المصممين وصناع الميديا من داخل تركيا وخارجها وهم شبان أكفاء وعلى درجة عالية من الابداع والابتكار، كما تتعامل مع شركة نماء-أعرق شركة للبرمجيات- التي انطلقت عام 2014 لتقدم لعملائها أفضل المواقع والتطبيقات الخدمية والإعلانية بمواصفات عالية جداً.


وعبّرت عقيل عن طموحها بأن تكبر شركة "موستاش" وتنجح وتحقق حضوراً في مجال الدعاية والإعلان في ظل المنافسة الموجودة في الأسواق التركية، مشيرة إلى أن اللغة تقف حاجزاً دون توسيع نشاطاتها لتشمل الأتراك، وخاصة أن التعامل مع الزبائن الأتراك يحتاج إلى إلمام واسع باللغة للتمكن من إقناعهم بالإعلان عن طريق موستاش، مشيرة إلى أن التوجه للأتراك في الخدمات الإعلانية خطوة مهمة جداً سيتم وضعها بعين الإعتبار في الفترات القادمة.
 

وتشير الإحصائيات التركية إلى أن عدد السوريين المتواجدين في تركيا بحلول يونيو/حزيران 2018، بلغ 3 ملايين و325 ألف شخص، متوزعين على مختلف الولايات التركية. واحتل السوريون المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث عدد الشركات المُؤسسة في تركيا خلال الـ 6 سنوات الأخيرة، بواقع 7 آلاف و599 شركة، وجاء السعوديون في المرتبة الثانية بتأسيس ألفين و75 شركة، وجاء العراقيون بعدهم بتأسيس ألفاً و436 شركة.


ترك تعليق

التعليق