وداعاً للغة برايل.. شاب سوري يبتكر جهاز قراءة للمكفوفين في الأردن


ابتكر اللاجىء السوري الشاب "عباس الفاعوري" جهاز قراءة خاص للمكفوفين يعمل بالنبض الحسي لأصابع اليد، ويساعد فاقدي البصر على القراءة بالطريقة العادية التي نقرأ بها دون مساعدة من أحد.

 ويسمح الجهاز الذي أطلق عليه الفاعوري اسم GBL وهو اختصار لعبارة (Goodbye Braill Language) للكفيف بأن يقرأ الكتب التي يقرأها الأسوياء، ويمكن برمجة الجهاز ليقرأ الكتب بكل لغات العالم ولن يحتاج الشخص الكفيف بعد اليوم لكتب متخصصة به أي الكتب التي تحتاج منه أن يقوم بلمس الكلمات المكتوبة بلغة بارزة.

وكان الفاعوري المتحدّر من مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، يقرأ رواية "وداعاً للسلاح" للكاتب "إرنست همنجواي" وخطر بباله سؤال "ماذا لو كنت كفيفاً" كيف سأستمتع بهذه الرواية الرائعة، وكيف سأقرأ القرآن الكريم، ومن هنا –كما يروي لـ "اقتصاد"- لمعت بذهنه فكرة ابتكار جهاز يفي بالغرض، ودوّن الأفكار العامة للابتكار على الورق.

 وتابع محدثنا أنه قام بعد أسبوع بجمع نصف مكونات الجهاز من أسواق الخردة -حسب قوله-كما فعل في اختراعاته السابقة.

 وأوضح الفاعوري الذي يعيش في مدينة مأدبا-وسط الأردن - منذ سنوات، أن جهازه الجديد مزود بقلم يقرأ وينقل صورة الكلمة من السطر إلى جهاز معالجة، ويعمل على قراءة الكلمة أياً كانت وبأي لغة، كما يقرأ الجهاز –حسب مبتكره- الحروف العادية التي يكتب فيها الأصحاء ويصدرها صوتياً، مضيفاً أن هذا الجهاز الذي سُمي وداعاً للغة برايل (Goodbye Braill Language) من شأنه أن يساعد في إضاءة الطريق أمام المكفوفين.


 وتابع الشاب العشريني أن الجهاز مرفق بطريقة طباعة معينة ستساعد المكفوفين على قراءة الكلمات التي يقرأها الأسوياء، وستكسر حاجز التفرقة اللغوية بين الأصحاء والمكفوفين.

ونوّه المبتكر الشاب (مواليد عام 1997) إلى أن جهاز "وداعاً للغة برايل" يتكون من مواد تم شراؤها من أسواق الخردة، وهي عبارة عن قلم وكاميرا ومعالجات صوتية وبعض البرمجيات الدقيقة لمعالجة الصورة القادمة، وطريقة طباعة معينة لن يكشفها-كما يقول- حتى يحصل على براءة اختراع.

 ولفت محدثنا إلى أن اختراعه لم يكتمل إلى الآن بسبب صعوبة الحصول على بعض المواد المكملة له، ولكن الجهاز -بحسب قوله- تم عرضه على بعض الخبراء وتمت الموافقة على فعاليته بنسبة 100% مع الثناء على فعاليته.

 ويعمل الفاعوري الآن على تطويره آملاً في أن يرى ضوء الشمس قريباً ويكون مصباحاً ينير طريق المكفوفين.

وحول اختلاف الجهاز عن التطبيقات المتاحة لقراءة الكتب بالنسبة للمكفوفين أبان محدثنا أن أحدث التطبيقات الموجودة في هذا المجال اليوم هو خاتم يتم توصيله بماسح، ويقرأ هذا الخاتم كل ما هو مكتوب في الصفحة كاملة ويصدره عبر مخارج صوتية، بينما في الجهاز الجديد يقوم الكفيف بإمساك القلم وتمريره على كل سطر وأثناء التمرير على كل كلمة ينطق الجهاز صوتها، أي أن الجهاز يتيح للكفيف الشعور بمتعة القراءة.


 ولفت الفاعوري إلى أن ما يميز جهازه ميزاته الفنية وسعره الرخيص فيما لو تم طرحه في الأسواق، ولن يتجاوز هذا السعر الـ 100 دينار أردني.

 ويأمل الفاعوري أن يتم بيع هذا الجهاز كمنتج إنساني تعليمي لفئة مظلومة اجتماعياً، مضيفاً أنه "على استعداد لشراء متعة القراءة بمال الدنيا لو كان يملكه".

 وتابع أن "الغاية من الجهاز ليست فقط أن يقرأ الكفيف، بل أن يستمتع بالقراءة وينسى أن هناك لغة تسمى لغة برايل، بل هناك لغته الأم التي ينطق بها دون أن يتمكن من كتابتها أو قراءتها عياناً".

ويذكر أن هذا الاختراع ليس الأول من نوعه الذي يقدمه الفاعوري فقد ابتكر في بداية مشواره مجهراً ليزرياً، ثم عمد إلى تطوير مجهر يعمل بالأشعة تحت الحمراء بتكلفة لا تتجاوز الـ10 دولار بتكبير يصل إلى 600x ويمتاز الجهاز بقوة تكبير مناسبة جداً لطلاب المدارس وبعض التخصصات الطبية في الجامعات.

وعبّر الفاعوري عن طموحه بأن تُتاح له فرصة السفر ومتابعة دراسته وابتكاراته الفيزيائية في إحدى الدول الأوروبية. مشيراً إلى أنه يعمل على تطوير نظرية جديدة في ميكانيكا الكم، وابتكر في هذا السياق عدة قوانين جديدة لشرح النظرية ولكنها قوبلت بالتجاهل والإهمال لأنه ليس متخصصاً بهذا المجال ولكنه مصرّ على متابعة مشواره رغم كل الصعوبات و العراقيل.

ترك تعليق

التعليق