الجامعة في لبنان.. حُلم لغالبية من الشباب السوري غير المُقتدر


"إذا توفر من يتكفل مصاريف دراستي أستطيع المتابعة"، يقول الشاب السوري "محمود" والذي يقيم في لبنان منذ خمس سنوات، ويرد على سؤالنا "هل من الممكن أن يتوفر من يكفلك"، فيجيب "هي أمنية".

يعمل "محمود" في مجال الأعمال الحرة بعد أن اضطر لترك دراسته الجامعية في سوريا وفر إلى لبنان بسبب تردي الأوضاع الأمنية والخوف من الاعتقال.

يوضح محدثنا بأنه يمتلك جميع أوراقه الثبوتية ودخوله إلى لبنان كان نظامياً، وبهذه الشروط يستطيع التسجيل بالجامعات اللبنانية ولكن التكلفة المادية هي ما يعيقه.

تكلفة الدراسة

تنقسم جامعات لبنان لقسمين، الجامعات الحكومية ومدة الدراسة فيها من ٣ إلى ٤ سنوات ويبلغ رسم التسجيل حوالي ٧٠٠ دولار أمريكي للسنة الدراسية الواحدة، أضف إلى ذلك تكاليف مستلزمات الدراسة.

وقسم الجامعات الخاصة التي ترتفع فيها أجور الدراسة وتصل تكلفة الفصل الدراسي لـ ١٥٠٠ دولار، لتبلغ كلفة الدراسة كاملة قرابة ١٥ ألف دولار للطالب الواحد مما يصعب على الطلاب السوريين التقدم إليها.

المنح الدراسية

من أجل متابعة الدراسة في الجامعات اللبنانية، بإمكان الطلاب السوريين الحصول على منحة دراسية لتغطية تكاليفها.

وبحسب الأستاذ "يامن نجار" مدير برنامج التعليم المستمر بمنظمة MAPS بلبنان، فإن هناك بعض المنح التي تساعد الطلاب السوريين بشكل كامل أو جزئي ومنها منحة "سبارك" التي تغطي مصاريف الجامعة ١٠٠% وتمنح الطالب ٢٠٠ دولار شهرياً خلال فترة دراسته.

ومنحة "جسور" التي تقدم "منح جزئية" وتعمل على مساعدة الطلاب الذين اضطروا لتوقيف دراستهم بسبب تراكم الرسوم عليهم.

ومنحة "ليزر" التي كانت تغطي "منح كلية"، واقتصرت بالفترة الأخيرة على منح جزئية حيث يدفع الطالب ٦٠٠ دولار للفصل بدل ١٥٠٠ دولار، وتراجع عملها خلال الفترة الأخيرة وأصبحت في حالة شبه توقف، حسبما يوضح "النجار".

تختلف شروط القبول بالمنح الدراسية بحسب المنحة ويعد إتقان اللغة الانكليزية شرط أساسي بالإضافة إلى الدخول النظامي إلى لبنان ويحتاج بعضها لأن يكون الطالب مسجلاً بالأمم المتحدة.

يصف "النجار" المنح المتوفرة بالجيدة نسبياً، ولكن عدم تغطيتها إلا لأعداد قليلة من الطلاب السوريين، يحرم المئات من استكمال دراستهم بسبب ضيق الأحوال المادية.

ومما يزيد الأمر صعوبة هو إلزام الطلاب بدوام كامل في معظم جامعات لبنان، ما يشكل عائقاً أمام الطالب لمتابعة دارسته مع العمل لتأمين مصاريفه.

ووفقاً لتقديرات باحثين فإن أعداد الطلاب السوريين الجامعيين النازحين إلى لبنان يصل نحو ٧٠ ألف طالب، في حين تشير إحصائيات بأن عدد الطلاب المسجلين بجامعات لبنان قرابة ١٠ آلاف طالب فقط.


ترك تعليق

التعليق