خوفاً من زجه في معارك الشمال.. قصة حوراني يبيع ذهب زوجته، للفرار إلى لبنان


"لو كنت أعلم ماذا سيحدث بعد رفضنا التهجير إلى الشمال السوري وبأن النظام سيزجنا بمعركة إدلب وخذلان قادة الفصائل لنا.. لما بقينا في درعا يوماً واحداً، ولخرجنا إلى الشمال المحرر.. لأن نظام الأسد ليس له عهد ولا ميثاق"، بهذه الكلمات بدأ "أبو أحمد الحاري" من مدينة الحارة بريف درعا الشمالي، حديثه لـ "اقتصاد".

وبدأ قصته: "خرجت إلى لبنان بعد صدور اسمي بين قوائم المطلوبين للاحتياط التي أصدرتها أجهزة النظام وأعلنت عنها لجان المصالحة في المنطقة إبان اتفاق التسوية. كلفني الخروج من درعا إلى لبنان قرابة 2500 دولار، طبعاً بالتنسيق مع ضباط في النظام".

وأضاف: "قمت ببيع الذهب الذي تملكه زوجتي للخروج من المحافظة إضافةً إلى جمع مبلغ من أقربائي في المهجر للخلاص من هذا الوضع السيء الذي يعيشه الجنوب السوري خاصةً أن الوضع الاقتصادي أصبح متردٍ حيث لا يوجد فرص عمل وغلاء في الأسعار والمعيشة، فيما أصحبت الحركة التجارية معدومة".
 
 "خرجنا من مدينة الحارة قرابة عشرين شخصاً حيث جاءت سيارتان من نوع (فان) للمنطقة التي تم الاتفاق عليها مسبقاً، ومن ثم انطلقنا وتخطينا جميع الحواجز الأمنية دون التدقيق علينا أو تفتيش السيارات، حيث كان السائق يُظهر ورقة أمنية وفوراً يتم السماح لنا بالمرور إلى أن وصلنا للحدود اللبنانية. توقفنا وتم ترحيلنا بسيارات أخرى".

وأشار محدثنا إلى أن الوضع أصبح في محافظتي درعا والقنيطرة صعباً جداً في الأيام الأخيرة، حيث كثرت الاعتقالات في صفوف الشباب، لا سيما أن قوات الأسد والأجهزة الأمنية تغلغلت بشكل كامل في المحافظتين وضيقت الخناق كثيراً على الشباب، خاصةً الذين كانوا ينتمون إلى الفصائل الثورية سابقاً، إضافةً إلى أن أغلب الشباب أصبح لديه الوعي بما يريده النظام منهم، بعد مقتل العشرات في معركة كفرنبوذة وسهل الغاب بريف حماة، وكبينة بريف اللاذقية، هذا ما دفع الكثير منهم للفرار إلى دول الجوار.

وتشهد محافظتا درعا والقنيطرة حالة من الغليان نتيجة ممارسات عناصر قوات الأسد في المنطقة بعد خرق بنود اتفاق التسوية حيث كان من المقرر أن تبقى عناصر الفصائل ضمن بلداتها إلا أن نظام الأسد بدأ بزجهم بأولى معاركه في الشمال السوري إضافةً إلى وضعهم في الخطوط القتالية الأمامية وتركهم فريسة سهلة للكمائن التي تنصبها فصائل المقاومة دون مؤازرتهم. فيما خط مجهولون على الجدران في عدة بلدات في درعا، كتابات تحث الشباب على عدم المشاركة بمعارك إدلب، منها "يا شباب حوران أهانت عليكم دماء الشهداء.. لا تلتحقوا بجيش التعفيش المجرم".

وكانت فصائل المقاومة نشرت شريطاً مصوراً قبل أيام، قالت إنه لعناصر التسويات من بلدات درعا، يناشدون مقاتليها لانتشالهم من تحت الأنقاض بعد غارة لإحدى الطائرات الحربية على موقع لهم في بلدة الحويز بريف حماة. وكان عناصر المقاومة حينها قد اخترقوا الخطوط الأولى للبلدة.

يشار إلى أن محافظتي درعا والقنيطرة عقدتا اتفاق تسوية مع قوات النظام برعاية الاحتلال الروسي في الشهر السابع من العام الفائت فيما رفض قسم من عناصر المقاومة الاتفاق وقرروا قبول خيار التهجير إلى الشمال السوري. هذا وانخرط المئات من عناصر التسويات بدرعا، ضمن الفيلق الخامس الذي تدعمه روسيا، وآخرون في الفرقة الرابعة وميليشيات تتبع لأجهزة النظام الأمنية.

ترك تعليق

التعليق