شمال حلب.. إقبال ضعيف على شراء مستلزمات العيد


يعرض صانع الحلويات "حسين" أصناف الحلويات التي لديه على واجهة محله بسوق مدينة مارع بريف حلب الشمالي، على أمل أن يجذب أنظار المارة إليها.

ويسعى جاهداً أن لا يسيطر اليأس عليه، جراء احتمال كساد كمية الحلويات التي أعدها للبيع في موسم عيد الفطر.

يقول لـ"اقتصاد": "أمامنا وقت قليل لبيع الحلويات، قبل انتهاء شهر رمضان، غير أن حركة السوق الضعيفة تنبؤ بخسارة كبيرة".

يضيف حسين بنبرة لا تخلو من الأسى "العالم في ضيق اقتصادي كبير، والأسعار مرتفعة".


ويشير أصحاب محال تحدثت إليهم "اقتصاد" إلى أن ارتفاع أسعار مستلزمات العيد الأخرى من حلويات ولحوم، دفع بالكثير من الأسر السورية في الشمال السوري إلى تغيير نمطها الشرائي الذي اعتادت عليه في الأعياد.

ويوضح بائع المواد الغذائية، أحمد الحسن، أن أسعار السكاكر والشوكولا والراحة ارتفعت عن الأعوام السابقة بنسبة 40%، مبيناً لـ"اقتصاد" أن سعر الشوكولا المتوسطة يبلغ 2500 ليرة سورية.

ويؤكد أن غالبية الأسر بدأت بالاستغناء عن شراء الشوكولا والأصناف الأخرى من الراحة والبسكويت، واستبدلتها بالمعجنات الرخيصة التي يبلغ سعر الكيلو الواحد منها 1000 ليرة سورية.

ولم يقتصر الغلاء على السكاكر، وإنما وصل للحلويات "الشعبية" التي يدخل الفستق الحلبي في صناعتها، حيث وصل سعر كيلو الحلويات الفاخرة المصنعة محلياً بالسمن الحيواني إلى 7000 ليرة سورية.

من جانبه، أوضح عضو في مجلس مارع المحلي، أن التضخم وصل لمعدلات عالية، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار بدّل من أولويات الأسر السورية، في الأعياد وغيرها من المناسبات.

وأضاف في حديثه لـ"اقتصاد" أن غالبية الأسر لجأت إلى صنع الحلويات وكعك العيد في المنزل، وذلك للحد من النفقات وجعلها في الحدود الدنيا.

وقال إن "مستوى الدخل المتدني لا يتناسب والأسعار أبداً، وخصوصاً أن متوسط الدخل لا يتجاوز الـ50 ألف ليرة سورية (ما دون 100 دولار)".

وبحسب بائع الخضار والفواكه، مصطفى المرعي، فإن حركة البيع في شهر رمضان الحالي، هي الأسوأ على الإطلاق في هذا العام.


وأوضح لـ"اقتصاد" أنه "على الرغم من انخفاض أسعار الخضار فإن الإقبال عليها انخفض، بسبب فقر الأهالي".

وقال إن الوضع الاقتصادي يتجه من سيء لأسوأ، وقليل من الأسر من تستطيع تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية.

ولفت بالمقابل إلى ارتفاع أسعار الفواكه، وأسعار اللحم الأحمر، مبيناً أن سعر الكيلو الواحد يبلغ 4000 ليرة سورية.


بالمقابل، سجلت أسعار الملابس الجاهزة ارتفاعاً كبيراً، حيث وصل سعر البنطال الولادي إلى 5000 ليرة سورية، وكذلك البلوزة، والقميص.

في السياق ، أكدت دراسة نشرها "مركز دمشق للأبحاث والدراسات" مؤخراً، واطلع عليها "اقتصاد" أن نسبة الفقر في سوريا في ازدياد.

وأوضحت أن "مشكلة الاقتصاد هي ليست مشكلة تراجع الإنتاج والدخول بسبب الحرب، وهي ليست مشكلة ندرة في الموارد فقط، بل هي مشكلة في التوزيع، ومشكلة في كيفية استخدام ما هو متاح من موارد".

وأشارت الدراسة إلى "اللامساواة الاقتصادية في توزيع الثروات والدخول"، مبينة أنه "سيكون هناك انقسامات سياسية عميقة في المجتمع السوري مستقبلاً، الأمر الذي يفضي بدوره لتراجع الاستثمار، وبالتالي تراجع النمو".

ترك تعليق

التعليق