الموز في دمشق بثلاثة أضعاف سعره في الشمال السوري


خلال الشهور الثلاثة الأخيرة تضاعف سعر فاكهة الموز في أسواق العاصمة دمشق وريفها بعد أن كان سعر الكيلو الواحد منه مطلع العام الحالي بين 400 و 500 ليرة سورية، صاعداً بعد ذلك إلى 600 و 700 ليرة، ثم إلى سعره الآن بين 1100 و 1400 ليرة سورية باختلاف تصنيف الأسواق وجغرافية نشاطها وتفاوت نوعيته.

ويختلف قاطنو العاصمة وريفها في تصنيف فاكهة الموز، ففي الوقت الذي تراه العائلات الثرية مادةً رئيسيةً للأطفال وكبار السن، تراه العائلات الفقيرة والمعدومة مادةً استثنائيةً تُعبر عن أقسى درجات الرفاهية كالـ "المكسرات واللحوم والحلويات" التي يجب استثنائها من قاموس المشتريات اليومية ببساطة.

سعر الموز بواقعه الحالي تجاوز راتب يوم عمل كامل لموظف في القطاع العام أو عامل في القطاع الخاص، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير في الطلب عليه، حيث يأخذ قاطنو العاصمة وريفها وقتاً طويلاً في دراسة امكانياتهم المادية مفضلين تأمين مستلزماتهم المعيشية الأساسية كالـ "السكر والرز والبرغل والزيت والسمنة" عوضاً عن هدر المال في شراء الموز بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" السيد (ص ، خ)، يقطن في حي التضامن، وهو موظف في مؤسسة المياه براتب شهري 35 ألف ليرة سورية فقط، ما يعادل 65 دولاراً أمريكياً.

أوقفت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية استيراد الموز لمدة عام كامل، لتعود إلى منح إجازات الاستيراد من لبنان مطلع العام الحالي، وذلك بعد فضيحة تلقتها من وسائل الإعلام المحلية التي اكتشفت أن مصدراً واحداً مخولاً باستيراد المادة منذ قرابة 30 عاماً بناءً على قانون الاستثمار رقم 10 لعام 1990 الذي استحوذت عليه شركة الجود التجارية المملوكة من صبحي جود مستخدمةً غرفة التجارة السورية عبر فاروق جود الذي تجمعه علاقات جيدة مع رامي مخلوف بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" "أبو جمال"، تاجر في سوق الهال.

وأضاف التاجر: "وفقاً للإجازة فإنه يُسمح لكل تاجر استيراد 5 آلاف طن فقط، في حين تُقدر حاجة السوق بـ 100 طن يومياً".

 وكان من المتوقع تزامناً مع استيراد الموز اللبناني، الحد من إدخال وتسويق الموز الصومالي المهرب عبر الحدود البرية اللبنانية والشواطئ السورية، إلّا أنّ ضعف الكميات المستوردة منح تجار التهريب فرصة الاستمرار في نشاطهم مع عدم تحقيق اكتفاء السوق، كما ساهمت المؤسسة الاستهلاكية برفع الأسعار بسبب الفساد المنتشر بين موظفيها جراء بيعهم الموز المستورد لصالح المؤسسة في سوق الهال عوضاً عن صالات البيع المباشر.

وتنتشر زراعة فاكهة الموز في الساحل السوري منذ تسعينيات القرن الماضي، ولم تتوسع بسبب عدم قدرة المُنتج المحلّي على المنافسة، وتراجعت زراعته بنسبة 90% في عام 2012 جراء ارتفاع أسعار الأسمدة وجنون أسعار المحروقات وفقدان المُبيدات، وسجل الإنتاج المحلي في عام 2015 وفقاً لآخر إحصاء رسمي 130 طن فقط لا غير.

ومنذ قرابة العام تغيب فاكهة الموز عن نشرات الأسعار الرسمية، بينما سجل سعر الكيلو الواحد منه في المناطق الخارجة عن سطوة نظام الأسد في الشمال السوري المحرر بين 350 و 450 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق