في ريف حلب: فرصة ذهبية لتموين "دبس البندورة" على حساب "ورق العنب"


دفعت وفرة الخضروات ذات السعر المنخفض، الأهالي في ريف حلب الشمالي والشرقي، إلى تحضير مونة الشتاء باكراً، وذلك على الرغم من أن فصل الصيف لا يزال في بداياته.

وما زاد من إقبال الأهالي على شراء الخضروات، الخوف من ارتفاع مفاجئ للأسعار، وتحديداً في مادة البندورة، التي لا تنتج محلياً بكثرة.

وبعيداً عن متاعب المزارع وتذمره من انخفاض الأسعار، لمس مراسل "اقتصاد" خلال جولة على أسواق الخضار في ريف حلب الشمالي، حالة من الارتياح بين الأهالي جراء انخفاض الأسعار.

ويقول عبد الرزاق هلال، وهو بائع خضار في مدينة الباب، أن "حركة البيع جيدة، والطلب زاد على البندورة التي وصل سعرها إلى 90 ليرة سورية للكيلو الواحد، والملوخية الخضراء التي سجّل سعرها 35 ليرة سورية للكيلو".

وفق البائع ذاته، فإن من المرجح أن ترتفع أسعار البندورة مجدداً، لأن درجات الحرارة العالية تؤثر على نسبة إنتاجها.

وخلال حديثه لـ"اقتصاد" عدّ السعر الحالي للبندورة بالفرصة الذهبية للأهالي لتحضير المونة (دبس البندورة، ماء البندورة المضغوط في المطربانات).

ولم يقتصر انخفاض الأسعار على البندورة والملوخية، وإنما طال العديد من الأصناف التي تحتاجها المونة، مثل الحصرم "150 ليرة سورية"، والكوسا "60 ليرة سورية".

لكن وبالمقابل لم تأت أسعار بعض الأصناف على مستوى حسابات الأهالي، حيث بقيت أسعار العديد من الأصناف مرتفعة دون انخفاض.

وتربع "ورق العنب" على رأس المواد الغالية الثمن، حيث لا يزال سعر الكيلو الواحد فوق حاجز الـ1400 ليرة سورية، وكذلك "المشمش" المخصص لصناعة "المربى" بـ"400 ليرة للكيلو".

ونتيجة لذلك، عزف كثير من الأهالي عن شراء كميات كثيرة من ورق العنب لتخزينها إلى فصل الشتاء، وهو الأمر الذي أكدته ربة المنزل أم علاء لـ"اقتصاد".

تؤكد أنها استغنت نهائياً عن شراء ورق العنب، مبينة أنها ستضاعف من كمية الكوسا والقرع والباذجان المجفف، لتعويض طبق "اليبرق" بطبق "المحاشي" في الشتاء.

أسعار الأجبان تحلّق عالياً

من جانب آخر، ارتفعت أسعار الأجبان في أسواق ريف حلب، مسجلة سعر 1400 للكيلو من جبنة البقر، و1600 ليرة للكيلو من جبنة الغنم، علماً بأن سعرها في رمضان الماضي كان بسقف لا يتجاوز الـ1000 ليرة سورية.

وعزا أحد التجار ارتفاع أسعار الأجبان، إلى قلة أعداد قطعان الماشية وتحديداً الأغنام في المنطقة، وارتفاع الطلب على الأجبان في هذا الوقت من كل عام، توقيت المونة.

وقال لـ"اقتصاد" إن "القسم الأكبر من الأجبان يأتي حالياً من مدينة منبج، وتتسبب الضرائب التي تفرضها الحواجز العسكرية على مرورها إلى المنطقة في ارتفاع سعرها".

ترك تعليق

التعليق