لماذا ارتفعت أسعار المواشي واللحوم الحمراء في درعا؟


أدى ارتفاع أسعار المواشي غير المسبوق في محافظة درعا، إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء في جميع مناطق المحافظة.
 
ولفت أحد القصابين، إلى أن أسواق الماشية في المحافظة كانت قبل عيد الفطر مليئة بجميع أنواع الحيوانات، وبأسعار مقبولة، لكنها في هذه الفترة باتت قليلة وأسعارها مرتفعة جداً، لافتاً إلى أن مربي الثروة الحيوانية باتوا يحجمون عن بيع مواشيهم، ويطلبون أسعاراً عالية ثمناً للذبيحة أو للكيلوغرام الواقف.

ويعزو بعض التجار ارتفاع أسعار المواشي في المحافظة، إلى عدة أسباب من أهمها دخول المستهلك الأردني إلى السوق المحلية، واستجراره كميات كبيرة من اللحوم مستفيداً من رخصها مقارنة بأسعارها في الأردن.

إضافة إلى قيام التجار الكبار، وبعض المربين بتسمين الخراف والعجول؛ لبيعها بأسعار عالية في عيد الأضحى، الذي باتت تفصلنا عنه أسابيع قليلة.

فيما يعود السبب الثالث في ارتفاع أسعار المواشي إلى قلة أعداد الثروة الحيوانية؛ نتيجة النهب الذي تعرضت له في العام الماضي، وعدم حاجة المربين للبيع في الوقت الحالي على الأقل؛ بسبب توفر الكلأ والمرعى، كون موسم الحصاد ما زال قائماً وتكاليف العليقة العلفية قليلة، الأمر الذي يدفع المربين إلى التأني في البيع؛ للحصول على أسعار أعلى.
 
فيما عزا تجار آخرون ارتفاع أسعار المواشي في المحافظة، إلى نقلها إلى محافظات أخرى، وتزايد عمليات التهريب التي تتعرض لها الثروة الحيوانية إلى دول الجوار، والتي بدأت تنشط بشكل ملحوظ، مع سيطرة النظام على المحافظة في تموز من العام الماضي.

وأشار "أبو قاسم"، 46 عاماً، وهو تاجر مواشي، إلى أن أعداداً كبيرة من الأغنام والعجول، يتم تهريبها إلى الأردن ولبنان بشكل خاص، عبر تجار ووسطاء من الجانبين، لافتاً إلى أن سعر الخروف في لبنان يصل إلى نحو 300 دولار أمريكي، فيما لا يتجاوز ثمنه في سورية الـ60 ألف ليرة سورية.

وأضاف أن سعر كيلو لحم الماشية "الواقف" ارتفع في فترة قصيرة أكثر من 700 ليرة سورية لافتاً إلى أن سعر كيلو الخروف الواقف يباع بـ 2300 ليرة سورية، فيما يباع كيلو العجل والجدي وأنثى الغنم الواقف بـ 1800 ليرة سورية.

وأشار إلى أن سعر النعجة ارتفع من 70 ألف إلى 100 ألف ليرة سورية، فيما ارتفع سعر البقرة الحلوب من 500 إلى 700 ألف ليرة سورية، وذلك حسب كمية الحليب التي تنتجها، ويصل سعر بعضها إلى حدود المليون ليرة سورية.

وحول طرق تهريب الماشية قال: "إما أن يتم نقلها إلى الحدود وتركها هناك على أساس أنها ترعى بالقرب من الحدود، وليلاً يفتح لها معبر للدخول إلى الطرف الآخر. وإما عن طريق نقلها بالسيارات وعبورها خلال طرق خاصة متفق عليها ومشتراة سلفاً".

من جهته، بيّن "سامر"، 35 عاماً، وهو قصّاب، أن أسعار الذبحيات ارتفعت بشكل جنوني، وبات الحصول على ذبيحة صعب جداً.

وأضاف: "قبل فترة وجيزة كان المربي يأتي إلى القصاب أو التاجر لعرض ماشيته عليه للبيع، وكنا نشتري منه ما يناسبنا بأسعار معقولة، لكن الآن بات التاجر أو القصاب يذهب إلى المربي، وأحياناً لا يستطيع الحصول على الذبيحة إلا بعد مساومة طويلة".

وحول أسعار اللحوم أشار إلى أن الأسعار المتداولة للكيلوغرام في درعا تتراوح الآن ما بين 4500 و6000 ليرة سورية للخروف، وما بين 5000 و5500 ليرة للعجل والماعز، و4000 ليرة للبقر، وهي بزيادة تتجاوز الألف ليرة سورية عن السابق، موضحاً أن الأسعار في المدن أعلى منها في الأرياف لعدم توفر المواشي واضطرار القصابين إلى استجرارها من الأرياف الأمر الذي يحمّلهم مبالغ إضافية.


ترك تعليق

التعليق