تجارب لسوريين مع الـ "بيتكوين" والربح عبر الانترنت


لم تلق العملات الافتراضية عند ظهورها لأول مرة في عام 2009 رواجاً كبيراً لا سيما في الدول العربية، ولكن مع توسع انتشارها وارتفاع قيمتها عمد الكثيرون إلى التعامل بها، بهدف الاستثمار والربح، حيث حققت عملة البيتكوين وهي أولى العملات الافتراضية ارتفاعاً كبيراً حتى بلغت قيمة "الواحد بيتكوين" مطلع العام الجاري، ١٩٠٠٠ دولار أمريكي.

السنوات الأخيرة التي مرت على سوريا، حيث تراجعت سلطة البنوك والمراقبة الالكترونية لا سيما في مناطق الشمال المحرر، ساعدت "عبد الرزاق" ابن مدينة خان شيخون بريف إدلب، على تطوير شغفه بالتكنولوجيا، والاستفادة من العملات الافتراضية، وسهلت أمامه فرص الربح من الانترنت.
 
يروي "عبد الرزاق خطاب" لـ "اقتصاد" تجربته مع عملة البيتكوين حيث تمكن من شراء أجزاء من البيتكوين في العام ٢٠١٨ وكان سعر القطعة ١١ ألف دولار، وإدخارها حتى ارتفاع سعرها وبيعها أو الشراء بقيمتها عن طريق الانترنت.
 
يقول محدثنا: "بما أني مقيم بسوريا فالشراء يتم عن طريق وسيط، عبر شخص يستطيع استلام حوالة من شركة الهرم للحوالات بدمشق ويقوم بدوره بدفعها للموقع الذي قمت بالشراء منه ويحول لي مبلغ بقيمتها بتكوين".
 
بينما يمكن للمقيم في بلد آخر الشراء عن طريق فيزا أو حساب بنك أو حتى ماكينة atm.

ويكون تواصل الوسيط بدمشق مع أحد المقيمين بالخارج ويمتلك إحدى هذه الطرق للشراء.
 
يمكن شراء أجزاء من قطعة البيتكوين ولكل منها سعر محدد يبدأ من 50 دولار ويتم ادخارها وتحويلها للشخص المشتري أو البائع لمحفظته التي يقوم بإنشائها، "وهي تشبه الحساب البنكي ولكن عبر حساب انترنت"، وتتم عملية التداول بمنصات عبر الانترنت تضم وسطاء يمكنهم الشراء عبر الفيزا مثلاً وآخرين يودون الشراء، وتكون الثقة هي أساس التعامل.

 "نتيجة الممارسة والاطلاع الدائم أصبح لدي وسطاء ثقات وتعرفت على الكثير من المنصات التي يمكن العمل من خلالها"، يوضح "عبد الرزاق".

ليس هناك مؤشرات ثابتة لسوق العملات الافتراضية، وتختلف قيمتها أحياناً خلال ساعات، وربما تتوقف عند قيمة معينة لشهور. وانخفضت قيمة البيتكوين من ١٩٠٠٠ لـ ٥٠٠٠ دولار خلال هذا العام.

يتطلب العمل في مجال العملات الافتراضية المراقبة الدائمة ومتابعة المنصات وقراءة التحليلات التي يمكن من خلالها فهم حركة السوق لشراء أو بيع العملة، حسبما يشير محدثنا.

وعمل "عبد الرزاق" بمساعدة من أصدقائه على تأسيس مجموعة عبر موقع "فيسبوك" باسم "بيتكوين سوريا"، وهي مجموعة لمساعدة الناس الراغبين بتداول العملات الافتراضية، وتقوم بتقديم النصائح وإيجاد وسطاء ثقات للشراء عبرهم.

مجالات أخرى

كما ويحقق شباب سوريون أرباحاً عن طريق العمل في مجال (الايردروب و الباونتي "ربح مجاني")، وهي مشاريع لعملات تقوم بالبداية بطلب جمهور للمساهمة بالدعاية والنشر، ويتم التسجيل فيها عبر موقعها المعلن ليتمكن الراغبون بالعمل معها، من الاطلاع على الخدمات المطلوبة، والتي غالباً ما تكون بسيطة كـ (لايك وشير وتسجيل بالموقع ومشاركة الروابط).

ويقدم الموقع مقابل هذه الخدمات جزء من عملته التي يتم العمل عليها. وتكون في البداية دون قيمة، إلى حين تطور المشروع ونجاحه.

تختلف مدة نجاح المشروع بين أسبوع إلى شهر، أو ربما سنة، حتى يبدأ المشروع بجني ثماره، وتصبح لعملته قيمة. كما أن هناك احتمالية لخسارة المشروع، وعدم تحقيق أي قيمة لعملته.

"سالم" وهو اسم مستعار لشاب سوري يقيم في ألمانيا، استطاع من خلال عمله في مجال العملات الافتراضية من اقتناص فرصة مكنته من ربح آلاف الدولارات.

حيث عمل "سالم" في مجال "الايردروب" لموقع جديد أعلن عن طرحه لعملة افتراضية.

وخلال عمله اكتشف "سالم" ثغرة عبر موقع جديد يطرح عملة افتراضية استغلها ليجني ١٠٠ ألف دولار أمريكي، على حد قوله.

صعوبات العمل

كأي مجال آخر يعاني العاملون بمجال الربح عبر الانترنت من صعوبات عديدة، حيث فقد "أحمد" وهو شاب مقيم في ألمانيا، رصيده من البيتكوين بعد أن اشترى نصف قطعة بـ ٥٠٠٠ يورو وحفظها على هارديسك (وهي طريقة لتخزين البيتكوين دون استخدام حساب خوفاً من التهكير)، قبل أن يتعرض لعطل ويفقد كامل رصيده دون القدرة على استرجاعه.

ويلجأ العاملون بهذا المجال لتنزيل برامج فك الحظر وتغيير ip بسبب حظر أغلب هذه المواقع في الداخل السوري. كما وتتعرض حساباتهم أحياناً للتهكير.

كذلك قد تُوقف بعض المواقع أو المنصات تعاملها مع السوريين دون سابق إنذار ما يؤدي لأن يفقد المشتركون رصيدهم في حال عدم تمكنهم من سحبه بالوقت المناسب.

ترك تعليق

التعليق