"الوشنة".. شراب وطعام السوريين في إدلب


تعتبر "الوشنة" من أهم المحاصيل التي تزرع في شمال سوريا، وتحديداً في مدينة أريحا بجنوب إدلب، والتي تبعد عن مركز المحافظة ما يقارب 14 كم. وتعد هذه الثمرة شبيهة بثمرة الكرز، لكنها تأتي بحجم أصغر.

ولهذه الثمرة استخدامات كثيرة لدى أهالي مدينة إدلب، وأهمها الشراب ومربى الوشنة. وتطهى أيضاً مع اللحم بطبخة تسمى "لحم بكرز". ويأتي إنتاج هذه الثمرة منذ بداية الشهر الحالي حتى نهايته تقريباً، ما يجعل أهالي المحافظة يقبلون على شرائها وإنتاج العصائر والمربى منها.


"أبو أحمد"، بائع مخلل وعصائر الحمضيات وسط مدينة إدلب، تحدث لـ "اقتصاد" عن هذه الثمرة التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى أهالي شمال سوريا. وفي البداية وعند سؤالنا عن هذه الثمرة، كان الاستغراب يسود وجهه نظراً لأن أغلب المهجرين من المناطق السورية لا يعرفون هذه الثمرة، ليقول لنا: "نحن بإدلب وحلب ننتظر هذه الثمرة بفارغ الصبر وتحديداً هذا الشهر بسبب لذة شرابها وطعمها بالطبخ".

وتابع أن "الوشنة" لا تؤكل على حالها لأن طعمها حامض جداً ويوجد بعض الناس من يستطيع أكلها. وهي تشبه الكرز لكن بحجم أصغر.

 وعن سعرها، قال: "للوشنة" مصدران، واحد من أريحا وهي موطنه الأصلي وتزرع مثل أي شجرة أخرى. والمصدر الآخر من تركيا حيث يتم استيرادها بسعر أقل لأن سعر الكيلو غرام الواحد يتراوح بين 1500 ليرة أو 2000 ليرة للوشنة السورية، أما الوشنة التركية فتأتي بسعر 900 ليرة أو 1000 ليرة سورية. وطبعاً الجودة تختلف كثيراً فأصحاب الذوق الرفيع يعتمدون على الوشنة السورية، لما تحتويه من طعم مميز يختلف كثيراً عن طعم الوشنة التركية".


"أبو خالد" صاحب عربة يبيع عليها "الوشنة" في وسط المدينة، قال لنا إن عمر هذه الثمرة مئات السنين "على دور الأجداد". وتابع أيضاً بأن الوشنة هي عبارة عن شجرة "محلب" من الأصل، ويتم تطعيمها من ثمرة الوشنة أو الكرز، وتأتي عملية التطعيم بطريقتين الأولى عبارة عن قلم من إحدى شجرات الكرز والوشنة، والثانية عبارة عن رقعة تطعم بها. والعملية الأصح، حسب وصفه، هي التطعيم بالطريقة الأولى، لتفاعل "القلم" السريع مع شجرة المحلب، لتصبح شجرة وشنة. وهذه العملية تستمر لمدة عام وتتحول الشجرة إلى شجرة وشنة. وهذه العملية تتم في فصل الشتاء بداية العام.

ومتابعة لهذا الموضوع، تحدث "الحاج أحمد"، أحد سكان إدلب، عن أن هذه الشجرة لها عمر قصير يتراوح بين الـ 5 إلى 6 سنوات، ومن ثم تتعرض للتصمغ من أسفلها، وهذا الشيء يؤدي لموتها. وأضاف أن هذه الشجرة حساسة جداً فعندما يصيبها جرح خلال حراثة الأرض تموت الشجرة فوراً ولا تنتج أبداً.

وفي نهاية الحديث أضاف أن هذه الثمرة انتشرت زراعتها في الآونة الأخيرة في عدة مناطق وأهمها مدينة عفرين وجنوب سوريا وتحديداً مدينة دمشق.



ترك تعليق

التعليق