"التكسي سرفيس".. يستنزف جيوب أهالي السويداء


يشتكي أهالي ريف السويداء من تبعات أزمة النقل التي تشهدها المحافظة بدايةً من رفع أجور النقل من قبل السائقين بمقدار 50 ليرة سورية على جميع الخطوط بحجة شرائهم المازوت من السوق السوداء، وليس انتهاءً بتوقف الميكروباصات عن العمل بعد فترة الظهيرة مما يجبر الأهالي وخاصة الموظفين على استئجار تكسي سرفيس، ودفع أجور مضاعفة تخضع لمزاجية السائق قد تصل لعشرة أضعاف التعرفة الرسمية مما يستنزف جيوب المواطنين خاصة وأن نسبة كبيرة من الركاب هم من الموظفين وطلاب الجامعات والمعاهد.

التكسي سرفيس هي خدمة نقل يقدمها سائقو فانات ومكروباصات صغيرة، ينشط سائقوها بعد فترة الظهيرة مستغلين غياب الباصات وتوقفها عن العمل لنقل الركاب على مبدأ الطلب إلى القرى القريبة من مدينة السويداء، مقابل أخذ أجور إضافية يحددها السائق بناء على تقديره لبعد المسافة وعدد ركابه.

يقول "سلمان" وهو من أبناء مدينة صلخد في ريف السوداء، في حديثه لـ "اقتصاد"، إن "التكسي سرفيس" يستنزف 15000 ليرة سوريا شهرياً من مرتبه. ويضيف "سلمان": "ينتهي عملي في مدينة السويداء الساعة الرابعة عصراً بينما ينطلق آخر باص من السويداء إلى صلخد الساعة الثالثة، لذلك أنا مجبر لأخذ تكسي سرفيس ودفع 500 إلى 750 ليرة سورية، بحسب ما يطلب السائق".

وعقّب: "25%ِ إلى 30% من مرتبي شهرياً، يذهب مصروفات نقل. وما يبقى من مرتبي لا يكفي نفقات العائلة لمنتصف الشهر، ناهيك عن أجور النقل صباحاً خلال قدومي للعمل".

ويطالب أهالي السويداء بوضع تسعيرة واضحة للباصات والتكسي، وإجبار الباصات على العمل لساعات أطول لوضع حد لسائقي "التكسي سرفيس"، والحد من استغلالهم للمواطنين.

 وبحسب ما يقول "ممدوح"، وهو من سكان الشهباء، فهو يدفع يومياً 400 ليرة سورية كي يستقل تكسي سرفيس عند عودته من السويداء إلى الشهباء، كون الباصات تتوقف قبيل العصر. يقول "ممدوح": "هناك تسعيرة لكن لا أحد يلتزم بها. لماذا لا يتم تفعيل النقل الداخلي في المحافظة أسوة بباقي المحافظات لتخفيف الأعباء المادية عن الأهالي. فأجرة النقل العام لا تتعدى 50 ليرة سورية".

فيما يقول "محسن"، وهو طالب جامعي، إنه بدأ يتغيب عن محاضراته في الجامعة وحضور ساعات العملي فقط، لتقليل ما ينفقه من مال للتنقل من بلدته إلى الجامعة وبالعكس. ويستطرد: "لا يوجد رقابة. ممكن بأي لحظة أن يعدل الشوفير التسعيرة. (نحنا وين عايشين). ألا توجد جهة قادرة على وضع حد لهذه المشكلة؟!".

في المقابل يرد السائق "منذر" على الاتهامات التي تطال السائقين، قائلاً: "بالأساس نحن مواطنين ومن حقنا أن نسعى لتأمين حياة كريمة لعائلاتنا. لدينا مشكلات لا يقدرها الركاب، مثل صعوبة تأمين المازوت، وشراؤه بسعر أعلى من السوق السوداء، وتكاليف الصيانة واهتراء الدواليب. بالأساس تسعيرة النقل مرتبطة بالمسافة وسعر الوقود. ونحن كسائقين لا نطلب الأجرة بمزاجية. الموضوع خاضع لعدة اعتبارات منها عدد الركاب وهو عامل مهم في انخفاض الأجرة، فكلما كان عدد الركاب أكبر انخفضت الأجرة التي تتوزع على الركاب. (بالنهاية نحن بدنا نعيش ونأمن لقمة عيشنا)".

يشار إلى أن محافظة السويداء تمتلك ستة باصات نقل داخلي تم استقدامها منذ أربعة أعوام لتوفير نقل داخلي في المحافظة. لكن هذه الباصات لم تدخل الخدمة بعد، ولا زالت ترقد  في مرآب مجلس مدينة السويداء بحجة عدم وجود سائقين لها، الأمر الذي يثير استغراب الأهالي من تجاهل الجهات المعنية في المحافظة لأزمة النقل وتبعاتها على الأهالي، بالرغم من توفر الحلول.


ترك تعليق

التعليق