نازح سوري يحول مكب نفايات إلى حديقة خلابة أمام منزله قرب دمشق


نجح نازح سوري في تحويل ساحة كبيرة مليئة بالنفايات مقابل منزله إلى حديقة غنّاء مزروعة بالنباتات والأزهار والمناظر الطبيعية الخلابة، وخصص بداخلها أماكن للجلوس باستخدام وسائل متواضعة، مما أدى لتغيير حياة الحي وسكانه الذين اعتادوا على التردد إلى الحديقة وقضاء أوقات ممتعة داخلها.


وكان النازح "أبو أسامة"، وهو مخبري سابق في قسم التشريح المرضي بمشفى دير الزور الوطني، قد انتقل بسبب ظروف الحرب إلى إحدى ضواحي دمشق، ونظراً لأن المنطقة المقابلة للمبنى الذي يسكنه شبه مغلقة والشارع المؤدي إليها غير مسفلت، ولا يدخلها عمال النظافة أو سيارات البلدية، تحول المكان إلى مكب نفايات لكل أبناء الحي، فخطرت بذهنه فكرة تحويله إلى مكان جمالي وخصوصاً أنه بات مصدراً للإزعاج جراء الروائح الكريهة والذباب والجرذان والحشرات بسبب تراكم القمامة.


وروى "أبو أسامة" لـ"اقتصاد" أن أصحاب البستان المهجور يعيشون خارج سوريا منذ سنوات ونظراً لأنه تحول إلى مرمى للقمامة والنفايات من قبل الأهالي فكر بطريقة لتحويل المكان إلى حديقة وبدأ –كما يقول- بتنظيف جزء من المكان ونقل الزبالة وكان هدفه أن يوفر جلسة صغيرة ومريحة أمام المبنى بداية، وبعد أن أنجز الجلسة بدأ بالتوسع في التنظيف ولجأ إلى زراعة العديد من النباتات والزهور، وصمم بحرة حجرية وأماكن للجلوس، وعمد إلى تشكيل الحديقة بشكل شخصية "ميكي ماوس" المحببة للأطفال حيث الأنف عبارة عن غرفة قش وكل أذن عبارة عن جلسة تستوعب 10 أشخاص.


 وتبدو الحديقة لمن يراها من الأعلى أشبه بعوالم "ديزني لاند" ولكن اللون الطاغي هو الأخضر –كما يقول "أبو أسامة"- مضيفاً أنه لجأ لاستخدام الأدوات الملقاة في القمامة في تصميم السور والسلالم والقواطع.

 وتابع "أبو أسامة" أن مشروعه توسع تدريجياً فيما بعد إلى أن تمكن من تنظيف حوالي نصف دونم، وصمم-كما يقول- نافورة من مزهرية فخارية مكسورة كانت مرمية مع القمامة ونافورتين أخريين من عجلات الدراجة الهوائية، وعمل كراسٍ وطاولات ومنقلاً للشوي، معتمداً على مواد أولية وأدوات بسيطة أعاد تدويرها واستخدامها في توظيفات جمالية لأن وضعه المادي لايسمح له بشراء مواد أو مجسمات جديدة.


وأشار محدثنا إلى أن المساحة التي استصلحها ملئت بأشجار الفواكه والخضروات الصيفية والشتوية التي بدأت تثمر ومنها الملوخية والذرة الندورة –الخيار-القثاء- دوار الشمس- وزهور مختلفة- والنعناع واليقطين والبصل الأخضر والفجل والبطيخ.


 وأضاف المصدر أنه حاول أن يحول الخراب إلى مكان يسر الناظرين، آملاً أن يكون عمله الصغير –حسب قوله- حافزاً للآخرين ويعطي انطباعاً للكثيرين بأننا شعب يحب الحياة والجمال والنظافة رغم ظروف الحرب.

وكشف أبو أسامة أن جيرانه عندما كانوا يرونه ينقل الأحجار وأكياس الزبالة كانوا يتهامسون فيما بينهم ويضحكون من عمله هذا ولكنه كان واثقاً بأنه سيصل إلى نتيجة رائعة، وبعد أن أنجز هذه الحديقة بإمكانيات بسيطة وتدوير للنفايات التي كانت تتكدس في المكان أصبح الجيران -حسب قوله- يتمنون الجلوس في الحديقة.


 ودعا الخمسيني الآخرين بأن لا يستهينوا بأنفسهم وإمكانياتهم وعلى كل إنسان-كما يقول- أن يترك بصمة ويحقق إنجازاً في الحياة مهما كان بسيطاً.


ترك تعليق

التعليق