إجازة العيد في سوريا.. قصة "الموعد العصيب" في المعابر الحدودية مع تركيا


"ذاهب إلى سوريا دون عودة"، هو حال "محمود"، ابن مدينة الرقة، بعد أن فقد الأمل بإمكانية الحصول على موعد لإجازة عيد الأضحى التي تسمح السلطات التركية للسوريين بزيارة بلدهم خلالها.

"محمود" تكلم مع أحد السماسرة لتأمين حجز لزيارة العيد إلا أن الأخير طلب مبلغ 200 ليرة تركية للحجز في كل من باب السلامة وجرابلس و 300 ليرة تركية للحجز من باب الهوى و 400 ليرة تركية للحجز الفوري.
 
"محمود" الذي طلب ضمانات من السمسار قبل تسليم المبلغ جاءه الرد بأنه يجب عليه أولاً تحويل مبلغ 125 ليرة إلى اسم سيحصل عليه في حال موافقته ومن ثم يكمل المبلغ بعد استلام الموعد. إلا أن "محمود" رفض، كون الكلام لم يكن ضمانة بالنسبة له.

"محمود" قال لـ "اقتصاد"، في تصريح خاص، إن السمسار أكد له أن الحجز لا يتم عن طريق الروابط التي تنشرها المعابر وإنما بالتنسيق مع موظفين في تلك المعابر مقابل مبالغ مالية.

وأكد "محمود" أيضاً أن السمسار عرّف عن نفسه في حسابه الشخصي على "فيسبوك" بأنه موظف رسمي في معبر باب السلامة الحدودي.

مراسل "اقتصاد" أكد أيضاً صعوبة الحصول على حجز لقضاء إجازة العيد في سوريا، فمعبر "باب الهوى" الحدودي مثلاً، فتح التسجيل للإجازات في 17 تموز/يوليو الفائت، وقام بإغلاقه في اليوم التالي بحجة اكتمال العدد، في حين كان من المفترض أن يغلق الحجز في 21 من الشهر ذاته، أي بعد 5 أيام.
 
مراسل "اقتصاد" أكمل: "لم يكن الحجز في اليوم الذي فُتح فيه التسجيل بتلك السهولة، فالضغط الكبير الذي شهده الموقع الالكتروني تسبب بمشاكل كبيرة لدى الراغبين بالحجز إضافة لظهور رسائل خطأ أثناء فتح الموقع".

موقعا الحجز لمعبري "باب السلامة وجرابلس"، لم يكونا أفضل حالاً من معبر باب الهوى. فرغم إعلان إدارتي المعبر عن بدء التسجيل إلا أن رسائل الخطأ لاحقت الراغبين بالحجز، إضافة إلى رسالة "لا يتوفر أخذ موعد حالياً" التي كانت عائقاً في وجه آلاف السوريين، حيث كانت معظم التعليقات على الصفحة الرئيسية لمعبر باب السلامة تعبّر عن مدى الاستياء لصعوبة الحصول على الموعد أو حتى إكمال الإجراءات بعد الحصول على الموعد، كالحصول على "كود الموعد" أو إمكانية طباعته من الموقع ذاته.

في حال حصلت على الموعد.. ما هي الإجراءات اللازمة للمغادرة؟

يتوجب على الراغبين بقضاء إجازة العيد في سوريا طباعة الموعد الذي تم الحصول عليه من الموقع ومن ثم استخراج إذن سفر خارجي من إدارة الأمنيات أو القائم مقام من الولاية التي تم استخراج الكيملك منها، ومن ثم التوجه إلى المعبر الذي تم الحصول على الموعد منه، في الموعد المحدد، مع اصطحاب كافة الأوراق المطلوبة، إضافة إلى بطاقة الحماية المؤقتة "الكيملك" الأصفر حصراً، حيث أشار أحد الحاصلين على موعد من معبر باب السلامة إلى إمكانية عدم السماح له بالذهاب إلى سوريا لقضاء الإجازة رغم حصوله على موعد كونه لا يزال يحمل وثيقة التسجيل الأولي ولم يقم باستلام الكيملك بعد.

شعبة الأجانب في اسطنبول أو كما تسمى "شعبة اليابنجي" كانت قد أغلقت أبوابها في وجه جميع الوافدين لإجراء معاملات باستثناء القادمين لاستخراج إذن سفر (خارجي كان أو داخلي).
 

ترك تعليق

التعليق