أسعار الحليب ومشتقاته، تحلق عالياً في درعا


تشهد أسعار الحليب في محافظة درعا، منذ أواخر شهر حزيران الماضي ارتفاعاً مستمراً، وذلك بالتزامن مع جفاف النباتات الرعوية في المراعي، وبدء مربي الثروة الحيوانية بتقديم العليقة العلفية، المكونة من التبن والأعلاف المختلفة للقطيع.

وعزا عدد من المربين والباعة، ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان، إلى ارتفاع أسعار المواد التي تتكون منها العليقة العلفية، مثل: القمح، والشعير، والبيقية، والتبن، إضافة إلى التراجع الكبير في كميات الحليب، نتيجة تناقص أعداد قطيع الأبقار والأغنام والماعز، الذي يتعرض لاستنزاف جائر، بسبب الذبح العشوائي، والتهريب إلى دول الجوار.

وأشاروا إلى أن من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار الحليب أيضاً زيادة الطلب على هذه المادة، بعد أن تم تشغيل عدد من معامل الأجبان والألبان في المحافظة وفي المحافظات المجاورة.

ولفت "محمد القاسم"، 55 عاماً، وهو مربي أبقار وأغنام، إلى أنه اضطر إلى رفع سعر كيلو الحليب نحو 25 ليرة سورية مؤخراً، حيث رفعه من 125 الى 150 ليرة، ثم تم رفعه إلى 175 ليرة سورية، بسبب اعتماده على العليقة العلفية، التي بدأ يقدمها لقطيعه، موضحاً أن تقديم العلف زاد من تكاليف إنتاج الحليب، وهو ما يتسبب بارتفاع أسعاره.

وأشار إلى أنه وبسبب عجز مؤسسات النظام عن تأمين الأعلاف لمربي الثروة الحيوانية بأسعار مقبولة، يضطر المربي إلى شراء حاجة قطيعه من هذه المادة، من السوق السوداء، وبأسعار مرتفعة جداً، مؤكداً أن سعر طن العلف يتجاوز الـ 165 ألف ليرة سورية، فيما يتجاوز سعر طن الشعير العلفي أكثر من 110 ألف ليرة سورية، وسعر طن التبن، ما بين 40 و50 ألف ليرة سورية، وذلك حسب نوعه، إن كان تبن شعير أو قمح أو حمص أو بيقية.
 
وأشار العديد من شهود العيان والأهالي إلى أن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، ظاهرة انتشرت في معظم مناطق المحافظة، مع بعض التفاوت في الأسعار بين منطقة وأخرى، لافتين إلى أن سعر الحليب ارتفع من 150 إلى 200 ليرة سورية، واللبن الخاثر من 250 إلى 300 ليرة سورية، فيما ارتفع سعر الكيلوغرام من اللبن المصفى من 850 إلى 1000 ليرة سورية، والجبنة البلدية من 950 إلى 1150 ليرة سورية.

ويقول "س. عبد الخالق"، 38 عاماً، وهو موظف سابق، أن الحليب ومشتقاته يدخلان في الوجبات الغذائية اليومية لمعظم الأسر، لافتاً إلى ضرورة أن يكون هناك لائحة رسمية، تلزم الباعة التقيد بأسعار محددة لهذه المواد.

وأضاف أنه ورغم سيطرة النظام على الجنوب السوري منذ أكثر من عام، إلا أن محافظة درعا مازالت تعيش فوضى عارمة تعم كل مرافق الحياة، بدءاً من الوضع الأمني، وليس انتهاء بالوضع الخدمي والمعيشي، مشيراً إلى عجز النظام الواضح حتى الآن، عن التصدي لمهامه الأساسية، في تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي، وتركيزه بدلاً من ذلك على التضييق على الأهالي بشتى السبل.

إلى ذلك وعلى صعيد مواز، شهدت أسعار الأضاحي في المحافظة ارتفاعاً ملحوظاً، مقارنة مع مثل هذه الفترة من العام الماضي.

وأشار "أبو عزيز" وهو تاجر مواشي، إلى أن سعر الكيلو غرام من خروف الأضحية "واقف"، تجاوز الـ 2300 ليرة سورية، لافتاً إلى أن سعر الخروف زنة 40 كغ، وهو المعتمد في الأضاحي، يبلغ أكثر من 90 ألف ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو العجل "واقف" أكثر من 1700 ليرة سورية، وبلغ سعر البقرة ما بين 300 و 400 ألف ليرة سورية.

ولفت إلى أن الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام ليس بالمستوى المطلوب، بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة للناس، وارتفاع أسعار الأضاحي.

ترك تعليق

التعليق