محصول مورك من الفستق الحلبي.. إنتاج متدنٍ، وثروة ضائعة


تعتبر الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة "مورك" شمالي حماة والتي تنتج محصول "الفستق الحلبي"، هدفاً محققاً لمدفعية وطيران قوات نظام الأسد، التي تتعمد استهدافها بشكل ممنهج لمنع الأهالي من الاستفادة منها.

وأدت تلك الظروف الميدانية إلى تدني إنتاج محصول الفستق الحلبي أو "الذهب الأحمر" كما يطلق عليه سكان مورك، خاصة وأن غالبية المزارعين اضطروا لترك أراضيهم مجبرين بسبب القصف المستمر عليها.

وذكرت مصادر محلية، أن الفستق الحلبي هو أهم منتج اقتصادي لسكان المدينة والمناطق المحيطة بها. وتعتبر أراضي مورك هي الأشهر في انتاج هذا المحصول.

"أبو حمدو" أحد المزارعين اشتكى في حديثه لـ "اقتصاد" من تراجع انتاج الفستق الحلبي هذه السنة، مرجعاً السبب للتطورات الميدانية، إضافة لموجات النزوح واضطرارهم للتنقل من منطقة إلى أخرى وعدم تمكنهم من رعاية أراضيهم، يضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة اللازمة لمكافحة الآفات الزراعية التي تجتاح الأراضي بسبب إهمالها.

أمّا "أبو صطيف" مزارع آخر من مورك فقال: "إن الكثير من الأمراض أصابت أشجار الفستق الحلبي، وبالتالي انعكس ذلك بشكل سلبي على المنتج، كون الأرض تحتاج لتكاليف تتعلق بالسقاية والحراثة ورش المبيدات الحشرية، ونحن لا طاقة لنا على تحملها في ظل هذه الظروف الاقتصادية والميدانية، أضف إلى ذلك صعوبة الوصول إلى الأرض".

ورغم أن الفستق الحلبي هو مصدر الرزق الرئيس لأهالي مورك، إلا أن الإنتاج يختلف من سنة لأخرى، إذ قدرت مصادر محلية "إنتاج الفستق الحلبي خلال عام 2018، بحدود ستة آلاف طن، لم يباع منها سوى 50%، والباقي تم وضعه في المستودعات".

"أسامة العبد الله" عضو المكتب الزراعي في المجلس المحلي لمدينة مورك قال: "إنه وفي كل سنة يختلف انتاج الفستق الحلبي عن السنة التي قبلها، وذلك حسب الظروف الأمنية التي تعتبر صعبة جداً هذه السنة، إذ أن قصف نظام الأسد طال بشكل متعمد وبشتى أنواع الأسلحة الأراضي الزراعية في محيط المدينة".

وتابع "العبد الله" أن القصف المتعمد أجبر المزارع وصاحب الأرض على تركها وبالتالي بدأت الأمراض بالانتشار، ومن أبرزها الكارنودس والثاقبة والزيات، والبسيلا.

وتعتبر "البسيلا" الحشرة الأكثر انتشاراً والتي قد تؤدي لتدمير محصول الفستق هذا العام في حال عدم مكافحتها، كما أنها تهدد البراعم الثمرية التي تصبح انتاجاً في العام القادم.

وللفستق الحلبي أو "الذهب الأحمر" أصناف متعددة من أهمها "العاشوري" وهو الأكثر رواجاً كون شجرته لا تتأثر بالأمراض كباقي الأصناف، وهناك الفستق "البياضي، والباتوري، وناب الجمل، والجراحي، ولسان الطير، والعاشوري الأبيض، والمراوحي، والعليمي" وغيرها من الأصناف الأخرى المعروفة بالنسبة لسكان المنطقة.

وأطلق على الفستق الحلبي اسم "الذهب الأحمر" بسبب ارتفاع سعره الذي يبقى محافظاً عليه في كل سنة، إذ وصل سعر الكلغ الواحد هذا العام من الفستق العاشوري إلى حدود 3 دولارات يزيد أو ينقص قليلاً في بعض الأحيان، وفق ما أفاد به "العبد الله"، الذي بيّن أن السعر كان في السنة الماضية أقلّ كون الإنتاج كان أضخم، أمّا في هذه السنة فقد قلّ الانتاج وزاد الطلب.

ويعتبر "سوق مورك" الأول في سوريا، إذ أنه يضاهي كل الأسواق من حيث التجار والمزارعين ومن حيث الطلب والاستهلاك، كما أنه يصدّر لكل الدول العربية وحتى لتركيا.

وهناك أسواق أخرى لبيع الفستق الحلبي في بلدة "التمانعة" ومدينة "خان شيخون"، لكنها مغلقة، وهذه السنة انتقل سوق مورك إلى بلدة "سرمدا" الحدودية مع تركيا بسبب الظروف الميدانية.

والجدير ذكره، أن المساحات المزروعة في مدينة مورك وما حولها، تقدر تقريباً بنحو 55 ألف دونم وكل دونم مزروع بـ 16 شجرة.

يشار إلى أنه، وفي العام 2013، احتلت سوريا المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج الفستق الحلبي في العالم، بعد إيران، وأمريكا، وتركيا، حسب تصريحات إعلامية لـ "حسن إبراهيم" مدير مكتب الفستق الحلبي في وزارة الزراعة التابعة لنظام الأسد.

في حين بلغت كميات الإنتاج المقدرة من الفستق الحلبي في سوريا للعام 2018، نحو 55 ألف طن حسب تقديرات مكتب الفستق الحلبي في سوريا، والذي بيّن أن زراعة هذه الشجرة تتركز في خمس محافظات هي حماة، وحلب، إدلب، وحمص في المرتبة الرابعة، أما في المرتبة الأخيرة فتأتي محافظة السويداء.

ترك تعليق

التعليق