للسوريين الأتراك أو المقبلين على التجنيس.. كيف تسجل مولودك وتمنحه صفة مزدوج الجنسية؟


يشغل موضوع تسجيل الطفل السوري المولود في تركيا اهتمام أغلب السوريين المجنسين أو المقبلين على الحصول على الجنسية التركية. فالكثير منهم يولد لهم طفل جديد، ووالداه ما يزالا في مراحل التجنيس أو بعد حصولهما على الجنسية. ويشكل ذلك معضلة للبعض، ويشهد الأمر جدلاً واسعاً بين السوريين في تركيا، نتيجة سوء فهم للقوانين من جانب الكثير من السوريين، وكيفية تطبيق القانون من قبل الموظفين الأتراك. وعليه سنحاول عرض وتوضيح بعض الأمور بناء على تجارب لسوريين مجنسين في تركيا:

- الطفل السوري المولود في تركيا قبل صدور قرار التجنيس لذويه- يقدم أوراقه مع أوراق أحد والديه أو مع ملف الأسرة - فيُجنّس ضمن نفس قرار تجنيس أهله. وهنا الأطفال السوريون تحت سن الثامنة عشر لأحد أبوين سوريين مجنسين بالجنسية التركية يحصلون على الجنسية التركية بشكل قطعي مع آبائهم.

- في موضوع المدة الزمنية لانتهاء إجراءات التجنيس، الأمر مرتبط بالضغط الحاصل على إدارة الهجرة التركية العامة في أنقرة، ولا يوجد داعٍ بعد تقديم طلب الجنسية للمولود، لمراجعة دائرة النفوس العامة التركية، إذ يمكن متابعة العملية من خلال الدخول إلى موقع الحكومة الالكترونية التركية" e- devlet" من خلال خيار "Alt - üstsoy bilqisi sor qulama".

- بعد ظهور نتيجة الموافقة على قرار التجنيس للطفل من دائرة النفوس العامة التركية في أنقرة يظهر مباشرة في حساب مقدم الطلب في " e- devlet"، بعدها يجب الذهاب إلى دائرة النفوس في الولاية المقيم فيها لاستلام قرار التجنيس والمثبت فيها عنوانه، وبعدها تتم اجراءات استخراج الهوية التركية.

- أما حينما يولد الطفل، والأهل في مراحل التجنيس، في هذه الحالة يمكن إضافة ملف الطفل إلى ملف الأهل وهم خلال مراحل التجنيس. ولكن قد يسبب ذلك في تأخير صدور قرار التجنيس للعائلة. والخيار الآخر أن ينتظر الأهل حتى تنتهي إجراءات تجنيسهم وخلالها يتم استخراج كملك (حماية مؤقتة) أو إقامة سياحية للطفل، ويتم تقديم أوراق الطفل من أجل الجنسية في النفوس المسجلين فيها بعد انتهاء مراحل تجنيس الأهل واستخراجهم للهوية التركية.

ملاحظة هامة: (يجب إضافة الطفل على عنوان السكن في حال كان غير مثبت بالنفوس من قبل).

 والطفل المولود قبل دعوة ذويه إلى التجنيس وحصل على الجنسية مع ملف أهله، يُعتبر مزدوج الجنسية.

 - ما هو وضع الطفل المولود في الفترة بين تقديم الأوراق للحصول على الجنسية التركية الخاصة بالأهل وبين صدور قرار التجنيس الخاص بهم؟

في هذه الحالة يجب تقديم طلب لحصول الطفل على الجنسية التركية، ويتضمن الطلب (شهادة ولادة الطفل + صورة عن هوية الأم والأب التركية + ورقة إثبات تسجيل الطفل في النفوس الفرعية التابع لها الأهل)، وتقدم الأوراق بعد ذلك للنفوس العامة ويتم دفع مبلغ وصل بقيمة (15) ليرة تركية، ولكن هنا ترسل الأوراق إلى النفوس المركزية في أنقرة للموافقة، لأن الطفل هنا بحكم الأجنبي من أب وأم أجانب وقت الولادة، وتأتي الموافقة بعد حوالي ثلاثة أشهر، وقد تمتد إلى ثمانية أشهر، وفي بعض الحالات استغرق منح الطفل الجنسية التركية حوالي سنة.

من تجارب السوريين المجنسين:

"أحمد الحاج"، سوري مجنس رُزق طفلاً وهو في "المرحلة السادسة" من التجنيس، فاستخرج له كملك حماية مؤقتة. وبعد صدور قرار التجنيس قام برفع أوراق طفله معهم، فحصل الطفل على الجنسية التركية، وأصبح بهذا مزدوج الجنسية (بما أن الطفل يملك كملك مؤقت ومن ثم حصل على الجنسية التركية فأصبح مزدوج الجنسية).
 
"منهل"، سوري مجنس رُزق بمولود قبل قرار التجنيس، وبعد صدور قرار التجنيس قام بالذهاب إلى النفوس الفرعية وقدم ورقة المشفى لمولوده الجديد وورقة النفوس، وأخبر الموظفة أنه حصل على الجنسية مع أسرته وابنه الجديد غير مشمول بالقرار، فأعطته الموظفة ظرف وطلبت منه الذهاب إلى النفوس الرئيسية قسم الجنسية، فأعطاهم الظرف وأعطته وصل بـ "15 ليرة تركية" ليقوم بدفعه في المالية وطلبت منه الانتظار لشهرين أو ثلاثة أشهر، وبعد ثلاثة أشهر حصل ابنه على الجنسية التركية.

ملاحظة: مدة الاجراءات قد تختلف بين الحالات والولايات التركية وعمل الموظفين الأتراك، فلا يوجد مقياس ثابت ينطبق على الحالات أو الولايات.

ما هو وضع الطفل المولود بعد تاريخ قرار التجنيس للأهل؟

يُسجل الطفل كأي مولود تركي الأصل، ولكن هنا الطفل تركي فقط وليس سوري، فكيف يتم منح الطفل جنسيته السورية الأم (ليصبح مزدوج الجنسية)؟

هناك طريقتان:

الحالة الأولى: تسجيل الطفل في القنصلية السورية في اسطنبول بعد الحصول على الجنسية التركية، ولكن هذه الطريقة مرهقة ومكلفة، وهي كالتالي:

1- أخذ موعد للأحوال المدنية من قنصلية النظام في اسطنبول.
2- جوازات سفر الأب والأم أو الهويات السورية وصور عنها.
3-  دفتر العائلة وصور كل صفحات الدفتر.
4- شهادة ميلاد للطفل من النفوس التركية مترجمة للغة العربية ومصدقة من الوالي (الأصل والترجمة) ويجب أن تكون الترجمة حرفية، وصور عنها بعد الترجمة.
5- إذا كان اسم الأب بعد الجنسية يختلف عن الاسم قبل الجنسية فيجب إحضار ورقة من النفوس التركية اسمها بيان قيد عائلي وباللغة التركية تعني ( nüfüns kayıt örneği)، ويتم ترجمتها للعربية، ونوترتها (النوترة تعني ترجمة الوثيقة لدى ترجمان محلف في تركيا وتصديقها من كاتب العدل التركي) وتصديق الترجمة مع الأصل من الوالي التركي في الولاية. تكلفة الترجمة مع النوترة (350) ليرة تركية.
6-  دفع رسم تسجيل الطفل في سفارة النظام:
- إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر الرسم (25) دولار.
- إذا كان عمر الطفل أكثر من ثلاثة أشهر وأصغر من سنة الرسم (50) دولار.
- إذا كان عمر الطفل أكثر من سنة الرسم ( 100) دولار.
7- الأوراق يتم استلامها بعد أسبوع من تقديم الطلب، وإن كان مقدم الطلب من غير ولاية بإمكانه تسمية شخص ما من معارفه في اسطنبول ليستلمها بدلاً منه شريطة امتلاكه هوية سورية نظامية أو جواز سفر سوري ساري المفعول، كما يمكن لأي مكتب مختص في اسطنبول استلام الأوراق وإرسالها لمقدم الطلب، كما يمكن لأي مكتب ترجمة الأوراق ونوترتها وتصديقها من الوالي بتكلفة حوالي (500) دولار.

 ملاحظات هامة:

- يجب الانتباه إلى ضرورة ختم ورقة النفوس حيث لا تقبل أبداً بلا ختم.
- خرز الأصلية مع المترجمة ونوترتها وتصديقها من الوالي.
- التقديم شخصي أي يجب على الأب الذهاب إلى القنصلية وتقديم الأوراق شخصياً أما الاستلام فبإمكان أي شخص أن يحل محله.
- بعد أسبوع يصدر بيان الولادة من القنصلية، وبعدها يجب ترجمتها ونوترتها وتصديقها من قائم مقام "شيشلي" في اسطنبول، ويجب الانتباه إلى ضرورة تصديق الترجمة والأصل في النوتر وعند القائم مقام.
- تقدم الأوراق للنفوس التركية في ولاية الأهل المقيمين فيها، وبعد حوالي الأسبوعين يصبح الطفل مزدوج الجنسية، بعد موافقة النفوس على الأوراق يتم الاتصال بمقدم الطلب، يطلب منه الحضور مصطحباً صورة شخصية للطفل وهويته التركية وهوية الأب، ويطلب منه تعبئة طلب، وبعد حوالي 15 دقيقة يعطى بيان نفوس فيه ازدواجية الجنسية للطفل (( nüfüns kayıt örneği).

الحالة الثانية: تسجيل المولود في سوريا، وتتم على النحو الآتي:

إرسال بيان الولادة التركي الأصلي مع البيان العائلي من النفوس التركي، موضحاً فيه أسماء الأب والأم السورية إذا كانت أسمائهم تغيرت بعد التجنيس وأن معهم الجنسية السورية، إلى أي قريب من الدرجة الأولى في سوريا، يترجم الأوراق ترجمة محلفة ويتوجه إلى النفوس والأفضل إرسال دفتر العائلة مع الأوراق.

(إذا تم التسجيل على هذا النحو في سوريا، وتم إحضار بيان ولادة وتمت ترجمته وتقديمه للنفوس في تركيا كاف لتسجيل الطفل مزدوج الجنسية).

-كثير من دوائر النفوس في سوريا لا تقبل أوراق المولود في تركيا إن لم تكن مصدقة من القنصلية السورية في اسطنبول، باستثناء بعض الدوائر التي تتغاضى عن الأمر مقابل مبالغ مالية قد تتراوح بين (50 و 100) ألف ليرة سورية، ويجد الأهل أن تسجيل المولود في سوريا أسهل وأقل تكلفة من تسجيله في السفارة السورية في اسطنبول في حال وجود قريب لهم من الدرجة الأولى في سوريا.

بعض الملاحظات:

 - قبل التجنيس من الممكن تسجيل المولود في سوريا ومن ثم تصديق الأوراق بالقنصلية، ولكن الطفل الذي يولد تركي فيجب تصديق أوراقه في القنصلية السورية في اسطنبول ومن ثم إرسال الأوراق إلى سوريا وتسجيله في نفوس سوريا، ويجب عدم تسجيل الطفل في سوريا على أنه تولد سوريا.

- من الملاحظ أن معظم المناطق التابعة للنظام وحتى المناطق المحررة ترفض تسجيل المولود على أنه تولد تركيا إلا عن طريق أوراق مصدقة من القنصلية باستثناء بعض حالات من الرشوة كما ذكرنا.

- شهادة الميلاد للمجنسين تكون بأسماء تركية لأنها تتم بناء على الهوية التركية، فكيف يتم تسجيل الطفل بقيود سورية لأب وأم غير سوريين (بحسب شهادة الميلاد اسم الأب والأم والرقم الوطني التركي). في هذه الحال يطلب من المشفى شهادة ميلاد ثانية للمولود على اسم الأب والأم السوريين بناء على جواز سفر أو هوية سورية.

هل يحق للطفل السوري المولود في تركيا والحاصل على الجنسية التركية زيارة سوريا مع أهله؟

لا يسمح للطفل السوري المجنس (التركي فقط)، غير المسجل مزدوج الجنسية من الجانب التركي، من دخول سوريا، حتى وإن كان الأبوان لديهم ما يثبت أنهم سوريون. ولدينا بعض التجارب:

-"أحمد. د" سوري مجنس لديه طفل صغير ولد في تركيا ويحمل الجنسية التركية فقط دون السورية، قدم على إجازة العيد لزيارة سوريا، فلم يسمح الجانب التركي على المعبر لطفله التركي من دخول سوريا بأي شكل من الأشكال مما اضطره لإلغاء زيارته إلى سوريا.

- "محمود . ق" سوري يحمل وعائلته الجنسية التركية، يقيم في أزمير، لديه طفلة صغيرة ولدت في أزمير التركية، لا تملك ما يثبت جنسيتها السورية، استخرج محمود ورقة من النفوس (nüfüns kayıt örneği) تثبت أنه هو وزوجته مزدوجي الجنسية، ولكن على خانة الطفلة غير مكتوب سوى أنها ولدت في تركيا، فهل بإمكان محمود زيارة سوريا مع عائلته وطفلته الصغيرة المولودة في تركيا؟ ما الاجراءات التي قام بها لاصطحاب طفلته معهم لزيارة سوريا؟

قام "محمود" بأخذ ورقة من المشفى (أو النفوس) وقام بتصديقها من القنصلية السورية في اسطنبول وإرسالها لأحد أقاربه من الدرجة الأولى في سوريا، وقام بتسجيل الطفلة في النفوس السورية، كما وأرسل دفتر العائلة أيضاً إلى سوريا، وتم إنزال اسم الطفلة على دفتر العائلة، وتم إعادة إرسال دفتر العائلة إليه وعليه اسم طفلته، وهكذا تم اصطحابها معهم إلى سوريا.

- غالباً لا يسمح الجانب التركي أبداً للطفل الحاصل على الجنسية التركية فقط دون السورية من دخول سوريا عبر المعابر، يجب أن يكون الطفل مزدوج الجنسية على "السيستم" عندهم أو يملك ما يثبت أنه سوري وحامل للجنسية التركية.

ترك تعليق

التعليق