نماذج من "الأتاوات" في معبر الدبوسية


يبلغ عدد المعابر الحدودية الرسمية بين لبنان وسوريا، خمسة معابر وهي: "جديدة يابوس" (المصنع من الجانب اللبناني)، والدبوسية غرب محافظة حمص (العبودية من الجانب اللبناني)، وجوسية (القاع) في منطقة القصير، وتلكلخ- البقيعة ويعرف بـ"المشيرفة"، وطرطوس (العريضة الغربية).

بالإضافة لوجد معابر عدة "غير قانونية" على طول الحدود اللبنانية السورية، معظمها في مناطق جبلية وعرة، كانت وماتزال تستخدم لأغراض التهريب المختلفة.

ويعتبر معبر "الدبوسية" الحدودي من أهم هذه المعابر، الذي يربط بين قريتي العبودية في لبنان والدبوسية في سوريا، والذي تنشط فيه حركة التهريب بشكل كبير بين البلدين، حيث يمكنك أن ترى بكل وضوح سيارات التهريب المحسوبة على جهات تابعة لمليشيات وقوى أمنية وتشبيحية تابعة للنظام.

ولا يكتفي عناصر المعبر بالمبالغ الكبيرة التي يتقاضونها من عمليات التهريب، فيمارسون على سائقي خط السفر والمسافرين، عمليات ابتزاز و"تشليح" علني، فعند بداية الدخول إلى المعبر يتركز حاجز الشرطة، وهنا تبدأ عملية "التشليح" للمسافرين عبر سائق السيارة التي تقل المسافر، فقبل الوصول إلى الحاجز يطلب السائق من كل راكب (500) ليرة سورية، وعند الوصول إلى الحاجز يعطي السائق المعلوم المعتاد للعناصر ليتم تمرير ركابه بأمان.

وبعد عدة أمتار تبدأ عملية "التفييش" من قبل "عناصر الأمن" وهنا أيضاً يقوم السائق بـ "تشليح" الركاب (500) ليرة سورية من كل راكب ويقدمها لعناصر "التفييش"، وتتم بعدها عملية "التفييش" بدون استثناء للرجال والنساء والأطفال رغم حصول العناصر على المبلغ المعلوم الذي يعتبرونه حقاً، ولا شيء يشفع للسوري من "التفييش". وبعدها يتم الدفع لقسيمة العودة وقيمتها (2000) ليرة سورية.

التسعيرة حسب طريقة السفر

بعد أن يصل المسافرين لتحت "الهنكار"، حيث يوجد عناصر "الجمارك"، ورغم عدم امتلاك المسافر أي شيء ممنوع، يجب أن يتم الدفع أيضاً لعناصر "الجمارك" بمبلغ لا يقل عن (200) ليرة سورية عن كل مسافر سوري، بعدها يصل المسافر إلى الصالة لختم جواز السفر، حيث يقوم "السائق" بجمع جوازات السفر أو الهويات من كافة الركاب ويقدمها للعنصر المختص مرفقة بمبلغ (500) أو (1000) ليرة سورية، وينادي بعد ذلك العنصر لكل صاحب جواز بالاسم ليختم له جوازه.

وإذا كان المسافر السوري عابراً للحدود مشياً بدون سيارة فالتسعيرة المفروضة عليه (500) ليرة سورية عند كل نقطة أمنية داخل المعبر.

وفي حال كانت السيارة سياحية فالتسعيرة المفروضة على كل شخص (1000) ليرة سورية. في حين تكون التسعيرة المفروضة على "الفانات" على كل شخص من (2000 - 5000) ليرة سورية. أما "البولمانات" فيفرض عليهم دفع مبلغ عن كافة الركاب من (5000 - 10000) ليرة، حسب حنكة سائق البولمان.

أتاوات على حركة نقل الأثاث أيضاً

منذ بدايات الثورة السورية نشطت حركة نقل الأثاث المنزلي بين سوريا ولبنان، للنازحين السوريين إلى لبنان الذين حاولوا نقل بعض الأغراض المنزلية معهم عند بدايات النزوح.. واليوم تنشط حركة نقل الأغراض المنزلية من لبنان إلى سوريا مع بعض السوريين العائدين إلى بلدهم. وتنشط هذه الحركة بشكل خاص عبر معبر الدبوسية الحدودي.

ويتقاضى السائقون مبالغ كبيرة من أصحاب الأغراض المنزلية أثناء نقلها من لبنان إلى سوريا أو بالعكس، حيث تصل إلى ( 300 - 500) دولار حسب كمية الأغراض، ويكون جزء كبير من المبلغ مخصصاً لعناصر المعبر، حيث يتم دفع مبلغ لا يقل عن (100) أو (150) دولار لتمرير البضائع. ولا تخلو العملية من "مبازرة" بين السائق وعناصر المعبر، أو ابتزاز للسائق عبر اتهامه بأنه ينقل أغراضاً لـ"الإرهابيين" الهاربين من سوريا، ليزداد بذلك المبلغ الممنوح لعناصر المعبر.

جميع المعابر "في الهوى سوى"

ولا تُستثنى المعابر الأخرى من عمليات الرشوة والفساد، حتى أن الزائرين الأجانب يشتكون من "السلبطة" العلنية التي يتعرضون لها من قبل عناصر معبر الدبوسية.

وعند الوصول إلى الجانب اللبناني من المعبر، وعلى الرغم من سوء معاملة الجانب اللبناني للسوريين إلا أنه لا يتم "تشليحهم" أي مبلغ مقابل العبور.


رشاوى كبيرة يتقاضاها موظفو وعناصر ومسؤولو معبر الدبوسية الحدودي. فالخفير أو الموظف الذي وُضع بهذا الموقع عليه دفع "الديّة والمعلوم"، فمن أين له أن يأتي بـ "الديّة" وراتبه "ما بيطعميه" فلافل، فحجتهم بـ "التشليح" هي قلة الراتب، وأصبح "التشليح والسلبطة" عادة في أوساطهم.




ترك تعليق

التعليق