كيف أثّرت "نبع السلام" على سعر المازوت في إدلب؟


يشتكي سكان في محافظة إدلب من صعود أسعار المازوت المكرر حيث أدت معركة تشنها قوات تابعة للمعارضة بمساندة الجيش التركي شرقي الفرات، إلى حدوث ارتفاع يتجاوز 30 بالمائة في سعر المازوت.

وأطلق الجيش التركي والجيش الوطني التابع للمعارضة يوم الأربعاء الماضي عملية "نبع السلام" للسيطرة على كامل الشريط الحدودي شرقي نهر الفرات والذي يخضع لـ "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.

وتحصل إدلب على المازوت المحلي المكرر بشكل بدائي من هذه المنطقة، حيث يمرر نحو ريف حلب الشمالي ومنها نحو المحافظة التي تعتبر آخر جيب واسع يديره الثوار في سوريا.

وقال تجار وسكان من إدلب لـ "اقتصاد" إن سعر برميل مازوت "قرحة رميلان" وهو أجود الأنواع تجاوز 85 ألف ليرة بعد أن كان يباع قبل المعركة بـ 62 ألف ليرة.

ويشكو سكان من التلاعب الذي يمارسه من أسموهم بـ "التجار الكبار" في أسعار المازوت، على خلفية احتدام القتال شرقي الفرات.

ولم ينقطع تمرير المازوت من مصادره الرئيسية نحو الريف الشمالي لحلب والذي يقع تحت سيطرة الجيش الوطني وإشراف مباشر من تركيا.

وقال أحد أصحاب الحراقات وهي ورشات بدائية لتكرير الفيول (نفط خام) ويعمل في ريف حلب الشمالي، "المازوت لم ينقطع.. لازلنا نبيع البرميل بعد تكريره بـ 63 ألف ليرة ولا يمكن فهم سبب ارتفاعه في السوق، سوى بحدوث تلاعب من قبل التجار".

وبعد اندلاع المعركة لم تختلف تسعيرة شركة "وتد للبترول" وهي شركة تحتكر تجارة المحروقات المحلية والمستوردة وتضخها في أسواق إدلب، إذ لم تتجاوز التسعيرة 66 ألف ليرة للبرميل الواحد، لكن المازوت كان يباع في السوق بـ 75 ألف ليرة وسط فوضى عارمة.

وسرعان ما بدأت "وتد" برفع الأسعار ليصل البرميل إلى 74 ألف ليرة في حين قال تجار إنهم يبيعون البرميل في سوق التجزئة بـ 85 ألف ليرة.

ويخشى السكان من حدوث ارتفاع مماثل لما حدث في شتاء العام 2018 حين حقق المازوت قفزة واسعة في السعر خلال معركة (غصن الزيتون-عفرين)، سجل خلالها البرميل الواحد في بعض الأحيان 120 ألف ليرة.

وقال أحد السكان لـ "اقتصاد": "الشتاء بات قريباً ومعظمنا لم يشتر مازوت التدفئة على أمل انخفاض الأسعار".

وتابع: "يبدو أن الغلاء سيستمر حتى انتهاء المعركة".

ترك تعليق

التعليق