إلى الضعف.. إيجارات المنازل تقفز في الحسكة، على وقع حركة النزوح


تشهد مدينة الحسكة شمال غرب سوريا، في الآونة الأخيرة، ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى الضعف في أسعار إيجارات المنازل الواقعة ضمن الأحياء الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية" الكردية، وذلك بفعل موجات النزوح التي شهدتها مناطق شرقي نهر الفرات المحاذية للشريط الحدودي السوري-التركي.

وحول هذا الموضوع قال "أبو خليل كاروز"، وهو مالك أحد المكاتب العقارية في حي "المفتي" شمالي مدينة الحسكة، في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إنّ إيجارات المنازل قد ارتفعت إلى الضعف في الأجزاء التي تقع تحت سيطرة "الإدارة الذاتية" من مدينة الحسكة، حيث وصل إيجار الشقق والمنازل السكنية الجديدة فيها، في الأيام القليلة الماضية، إلى نحو 100 ألف ليرة سورية، بعد أن كان بوسطي 50 ألف ليرة. في حين ارتفع إيجار المنازل القديمة أو المبنية من الطين من 20 ألف ليرة سورية إلى 50 ألف ليرة.

وأضاف: "تعاني مدينة (الحسكة) في الأساس من صعوبات في العثور على منازل سكنية مخصصة للإيجار، بسبب زيادة الطلب وقلة المعروض جراء الهجرة الداخلية ضمن أحياء المدينة نفسها، ولا سيما في أحياء (الصالحية، المفتي، العزيزية) التي تمتاز بكثافة سكانية عالية مقارنة مع غيرها، بالإضافة إلى الهجرة الخارجية المتمثلة بقدوم عددٍ كبير من النازحين الهاربين من المعارك الدائرة حالياً في مناطق متفرقة شرقي نهر الفرات".

وأردف قائلاً: "حاولت بعض العائلات النازحة التغلب على مشكلة تأمين السكن وارتفاع بدل الإيجار من خلال اللجوء إلى مشاركة المنزل مع عائلات أخرى ممن تربطها بها صلات قرابة، وبالتالي أصبح المنزل الواحد يأوي بين عائلتين إلى ثلاث عائلات نازحة".

وفي الوقت الذي قام فيه قسمٌ من أهالي الحسكة بتخفيض قيمة الإيجار رأفة منهم بحال النازحين القادمين إلى المدينة، استغل قسمٌ آخر زيادة الطلب على السكن وأخذ يفرض بالاتفاق مع أصحاب المكاتب العقارية شروطاً على المستأجرين منها: زيادة الإيجار في حال مشاركته مع عائلة أخرى، والمطالبة بدفع قيمة الإيجار بالدولار الأمريكي، وبشكلٍ مسبق لفترة زمنية لا تقل مدتها عن ثلاثة أشهر.

تمييز بين الأكراد والعرب

بدوره أشار الناشط الإعلامي "عبد الملحم الخليف"، إلى أنّ حملة التصعيد الأخيرة على شرق الفرات، دفعت بعددٍ كبير من قاطني مدينتي "رأس العين" و"تل أبيض" الحدوديتين مع تركيا، إضافةً إلى القرى المحيطة بهما، للنزوح باتجاه مدينة الحسكة التي تُعدّ بالنسبة لهم أقل خطورةً من غيرها، فاستقبلت المدينة ما يقارب 100 ألف نازح جرى إيواؤهم في المدارس، وتزامن ذلك مع عجز "الإدارة الذاتية" عن توفير احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء وبعض مستلزمات الأطفال.

وتمرّ العائلات النازحة إلى مدينة الحسكة-كما يقول الخليف لـ"اقتصاد"- في ظروفٍ معيشية صعبة للغاية لا تتناسب مع ارتفاع أسعار إيجارات المنازل التي تتراوح تقريباً بين 100 إلى200 دولار أميركي، في عددٍ من أحياء المدينة، وهذا رقمٌ كبير يصعب على معظم النازحين تأمينه.

وأوضح "الخليف" أنّ هناك نوعاً من التمييز في المعاملة بدأ بظهر مؤخراً بين المستأجرين الأكراد والعرب في مدينة الحسكة، فالإيجار الشهري يرتفع تلقائياً إلى الضعف إذا كان المستأجر عربياً، حسب وصفه.

وفي المقابل، اشتكى "أبو راتب" وهو رب إحدى الأسر الوافدة من محافظة "دير الزور"، من غلاء أسعار إيجارات المنازل في مدينة "الحسكة" قائلاً: "اضطررت لاستئجار بيت جديد في حي (الزهور) الذي يقع خارج مدينة (الحسكة)، وذلك لأن صاحب المنزل السابق الذي كنت أسكن فيه وسط المدينة، طلب مني مبلغ 100 ألف ليرة سورية، لقاء تجديد عقد الإيجار، وهو ضعف ما كنت أدفعه سابقاً، مع العلم أنّ مساحة المنزل صغيرة إذ يتألف من غرفتين ومنافعهما لا أكثر".

وكانت مديرية المياه التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في الحسكة، دعت المدنيين لترشيد استهلاك مياه الشرب بعد انقطاع دام ثلاثة أيام، نتيجة تعطل محطة ضخ المياه في منطقة "رأس العين"، مشيرةً إلى أنّ ما يصلها حالياً من المياه بلغ 22 ألف متر مكعب مقارنة بـ 80 ألف قبل انطلاق العمليات الحربية التركية هناك.

ترك تعليق

التعليق