الأسماك التركية تزيح السورية من أسواق إدلب


يبدو أن الأسماك التركية تكاد أن تزيح نظيرتها السورية من الأسواق في إدلب، بعد أن خسرت تلك المنطقة أكبر تجمع لتربية الأسماك في منطقة سهل الغاب، بريف حماة الشمالي، عقب سيطرة النظام عليها، مؤخراً.

"أبو وحيد"، مربي أسماك، كانت لديه أحواض ضخمة لتربية الأسماك في سهل الغاب بمنطقة قلعة المضيق، التي احتلها النظام في شهر أيار/مايو الفائت. تحدث "أبو وحيد" لـ "اقتصاد" يروي وجعه، وقال لنا إن خسارة المناطق المحررة كبيرة، فالأسماك التي كانت تُربى في سهل الغاب، كانت تُغطي حاجة "المحرر"، حسب وصفه.

وحسب "أبو وحيد"، كان في تلك المنطقة من سهل الغاب، حوالي 600 حوض وكل حوض يتسع لما يقارب 100 ألف فرخ من السمك، وبقدرة إنتاجية تُقدّر بـ 50 طن من السمك كل 6 أشهر.

وتابع: "النظام وشبيحته سيطروا على كل الأحواض ولم يبق لدينا أي شيء، ويتم بيع أسماكنا لمدينة حماة، ومنها تأتي إلى الشمال المحرر بزيادة على كل 1 كغ، 200 ليرة مصاريف شحن".

وعقّب: "منذ فترة قريبة بدأنا بإنشاء 6 أحواض جديدة لتربية الأسماك بمنطقة حارم وسلقين الملاصقتين للحدود التركية السورية، بقدرة إنتاجية ضئيلة تقدر بـ 3 أطنان كل 6 أشهر".

بدوره، يقول "أبو خالد"، وهو مربي آخر للأسماك، إن "الخسائر التي تكبدناها بسيطرة النظام على سهل الغاب لا يمكننا إحصاؤها بسبب كثرة الأسماك والأحواض الضخمة وعدا عن ذلك المعدات والأطعمة والأدوية وغيرها".

وفي لقاء مع "أبو مصطفى"، بائع سمك وسط مدينة إدلب، قال لنا إن الأسماك التركية أصبحت بديلة عن الأسماك السورية والسبب يعود لسيطرة النظام على أهم مورد للأسماك في المناطق المحررة.

وتابع: "منذ تحرير إدلب كنا نستورد الأسماك التركية بكميات صغيرة والاعتماد الأكبر كان على الأسماك السورية لتوفرها في مناطقنا. وأما اليوم يأتينا ما يقارب 3 أنواع تقريباً من الأسماك السورية وهي (السلور، المشط، الناصري)، وهذه الأنواع مصدرها من سهل الغاب، لكنها أصبحت تأتي عن طريق مدينة حماة بعد الاستيلاء على أحواض تربية الأسماك من قبل النظام، وقد ارتفع سعرها لزيادة أجور النقل من حماة إلى إدلب".

وأكد "أبو مصطفى" أن الأسماك التركية تأتي بأسعار غالية والسبب يعود لشرائها بالعملة الأجنبية (الدولار)، وارتفاع سعره مقابل الليرة السورية، في الأشهر الأخيرة.

وبالنسبة للإقبال على الأسماك التركية، فإنه ملحوظ، حسب وصف مطلعين على أسواق السمك، والسبب يعود لكونها أسماك بحرية وليست تربية مسامك، وغالبية مستهلكي السمك، يفضلون البحري منه.

ترك تعليق

التعليق