عفرين ترتبط بتركيا عبر شريان تجاري خاص


بغاية مدّ شريان اقتصادي وإنساني هام، وتسهيل حركة مرور البضائع الواصلة من خارج سوريا إلى المناطق المحررة في شمالها، تم الإعلان أخيراً عن افتتاح طريق بري يربط بين منطقة "عفرين"، والأراضي التركية، بشكل مباشر.

وأعلن المجلس المحلي لناحية جنديرس، الإثنين، عن انتهاء أعمال إنشاء الطريق الرابط  بين معبر"غصن الزيتون" الحدودي مع تركيا، وبين ناحية "جنديريس" التابعة لمدينة عفرين غربي حلب.

وأشرفت على إنشاء هذا الشريان البري الهام وإنجاز كافة الأعمال المتعلقة به "مديرية الطرق السريعة للمنطقة الخامسة، في ولاية مرسين التركية"، بالتنسيق مع الجهات الخدمية المحلية في المنطقة.


وعن أهمية هذا الطريق، أوضح رئيس محلي جنديرس "صبحي رزق"، أن "الطريق له أهمية كبيرة لمنطقة عفرين على صعيد تجاري وخدمي وإنساني"، مؤكداً أنه "سيكون بوابة رئيسية مشابهة لمعبر باب الهوى، ومعبر باب السلامة بالنسبة لباقي المناطق".

وأضاف "رزق" لـ "اقتصاد"، أن "الفائدة الأساسية المرجوة من هذا الطريق هي اقتصادية، إذ إن منطقة عفرين كانت منذ 7 سنوات محاصرة والآن ومن خلال هذا الطريق سيتم تقديم الخدمات بطرق ميسرة وبتكاليف أقل، خاصة فيما يخص البضائع التي كانت تصل إلى عفرين من معابر مدينة إعزاز والتي كانت تكاليف إيصالها مرتفعة إضافة للفترات الزمنية الطويلة".

وتابع "رزق"، أنه "يمكن القول إن هذا الطريق دولي وسيعود بفائدة كبيرة على منطقة عفرين إذ ستصبح المسافة قريبة من المنافذ البحرية الموجودة في لواء اسكندرون وولاية مرسين التركية، إذ إن أقرب نقطة لتلك المنافذ هي قرية الحمّام والتي تم افتتاح معبر غصن الزيتون من الجانب التركي فيها".

وأشار إلى أن "وصول البضائع الأوروبية إلى منطقة عفرين على سبيل المثال سيستغرق نحو ساعة من معبر الحمّام أو ما يسمى غصن الزيتون بعد أن تصل من المنافذ البحرية، في حين كان وصولها من لواء إسكندرون إلى غازي عنتاب ومنها إلى إعزاز وبعدها إلى عفرين، يستغرق أكثر من 4 ساعات".
 
ويبلغ طول الطريق الواصل بين معبر "غصن الزيتون" و"ناحية جنديرس" حوالي 8 كم، يمر من قرية الحمّام باتجاه قرية حاج إسكندر ومنها إلى ناحية جنديرس بعفرين.

واستغرق إنجاز هذا الطريق نحو عام كامل، وواجهت أعمال إنشائه عدة تحديات من أبرزها وعورة المناطق وارتفاع بعضها وانخفاضه.


وبيّن رئيس محلي جنديرس أن بناء المعبر من الطرف السوري سيتم تجهيزه خلال الـ 15 يوماً القادمة، مضيفاً أن الحركة التجارية لم تبدأ بعد إلا أن بعض التجار حصلوا على إذن دخول وخروج من الجانب التركي من أجل أن يكون هناك تعارف ما بينهم وبين تجار هاتاي والمناطق التركية في حال بدأت الحركة التجارية بشكل أقوى، لكن بعد الانتهاء من تجهيز المعبر في الداخل السوري يتم الإعلان عن بدء النشاط التجاري.

وأضاف "رزق" أن هدفهم من خلال هذا الطريق استيعاب أكبر قدر ممكن من الشاحنات التجارية للمرور من هاتاي إلى عفرين، ومن ثم تشكيل ساحة لإقامة "بازار" أو "معرض" عليها، لتتمكن الشركات التركية والسورية من عرض منتجاتها ويصبح مكاناً لتبادل المنتجات والتعرف عليها.

وافتتحت وزارة الجمارك والتجارة التركية بالتعاون مع ولاية هاتاي التركية، معبر "غصن الزيتون" المطل على قرية الحمّام، والذي بات يشكل أهمية اقتصادية لمنطقة عفرين، بعد أن أصبح يربطها مباشرة مع بلدة "كوملو" التابعة لولاية هاتاي.

من جهته قال الناشط الإغاثي في منطقة عفرين "أبو عمر الحلبي" لـ "اقتصاد"، إن "هذه المنطقة جبلية والطرقات الموجودة فيها ملتوية وبعضها يكون أحياناً خطراً جداً، وعملية إنشاء الطريق هذا خطوة تسهل الحركة التجارية بشكل كبير خاصة وأن الشاحنات التجارية تحتاج لطرق واسعة ومريحة، إضافة لتسهيل عمليات التنقل ما بين المعبر وباقي المناطق أي من غصن الزيتون باتجاه مناطق درع الفرات تجارياً ومدنياً".

ولاقى إعلان المجلس المحلي لجنديرس عبر معرفاته الرسمية على الإنترنت عن افتتاح الشريان البري ونشره صوراً عن ذلك إضافة لنشر صور توضح بدء أعمال بناء المعبر من الجانب السوري، قبولاً وترحيباً من قبل كثيرين، إذ قال أحد المُعلّقين إنه "عمل رائع وجبار، وإن شاء الله خطوة إيجابية في دفع عجلة الاقتصاد في الشمال السوري"، وأضاف آخر: "الشكر لكل من يعمل لتطوير المنطقة  خدمياً وصحياً وتعليمياً واقتصادياً"، وذكر ثالث: "انجاز رائع نتمنى الخير لأهلنا"، وقال آخر: "شكراً مجلس جنديرس على جهودهم الجبارة".


في حين طالب آخرون الجهات المحلية أن تسارع للاهتمام ببقية الطرقات الاستراتيجية في عموم الشمال السوري، حتى تقدم الخدمات اللازمة للمدنيين من السكان الأصليين والمهجرين.

وقال أحد تجار الجملة والمفرق في منطقة عفرين "أبو سعدو المحمد" لـ "اقتصاد"، إن "افتتاح معبر تجاري، مهم جداً في هذه الفترة التي نحتاج فيها للقضاء على الركود الاقتصادي في الأسواق بسبب غلاء الأسعار وعدم استقرار الدولار، وبالتالي من الممكن أن تساهم الحركة التجارية في تنشيط اليد العاملة والحد من إنتشار البطالة، إضافة لتوافر كافة السلع في الأسواق".

ويُضاف هذا المعبر الهام إلى سلسلة المعابر الحدودية الأخرى مع تركيا  في الشمال السوري، ومن أبرزها معبر باب الهوى ومعبر باب السلامة ومعبر جرابلس، يضاف إليها معبر مدينة تل أبيض ومعبر مدينة رأس العين، شرقي الفرات.

ترك تعليق

التعليق