الدولار والمازوت يرفعان الطلب على الأكل الجاهز في إدلب


على وقع الارتفاع الكبير لسعر الدولار، بات جزء من سكان مدينة إدلب، يُعرض عن شراء حاجيات الطعام من (خضار وفواكه ولحوم) والسبب يعود إلى أن كلفة الطبخة اليومية باتت تصل إلى 5000 ليرة سورية أي ما يقارب 5.5 دولار، مع الزيادة أو النقصان. وهو ما يدفع شريحة من السكان إلى الرهان على الطعام الجاهز نظراً لكلفته القليلة، مقارنة بتكاليف الطبخ في البيت.

ويُعتبر الديزل (المازوت) من أهم أسباب ارتفاع أسعار الخضار والفواكه والأطعمة واللحوم، نظراً لارتفاع سعره وقلة وجوده في المناطق المحررة.

عن هذا الموضوع، تحدث "أبو خضر"، صاحب مطعم وسط مدينة إدلب، مشيراً إلى أن الإقبال على الطعام الجاهز أصبح ملحوظاً في أوساط أصحاب الدخل المحدود، نظراً لأنه يوفر عليهم عدة أشياء مثل (الغاز والسمنة والأرز وغيرها..).

وفصّل "أبو خضر": "مثلاً، وجبة الفروج المشوي تباع اليوم بـ 2500 ليرة سورية مع صحن بطاطا أو أرز ورغيفين من الخبز وجاهزة للأكل، تكفي 4 أشخاص تقريباً. أما بالنسبة للفروج النيء فسعره يقارب 2000 ليرة، وعدا عن ذلك إن أردت شويه في البيت وتحضير البطاطا المقلية والسلطة فيحتاج إلى ما يقارب 2000 ليرة سورية أخرى كحد أدنى. هذا ما جعل الناس تقبل على الطعام الجاهز بمختلف أنواعه.. وهنا لم أتحدث عن تكاليف الغاز، والوقت اللازم لتحضير الأكلة".

ونوّه "أبو خضر" إلى أن سبب رخص الأكل الجاهز مقارنة بأكل البيت، يعود  إلى "أننا نطلب كميات كبيرة ويتم بيعها لنا بسعر أقل من الأسواق. وعندما نطبخ كميات كبيرة تكلفتها تكون أقل. لذلك فالطعام الجاهز أقل تكلفة من طبخ المنزل".


ومتابعة لهذا الموضوع، التقينا "أبو سمير"، وهو أحد سكان مدينة إدلب، وكان ينتظر وجبته على باب المطعم، وهي مكونة من أرز وفروج كامل (مندي). وبدأ حديثه لنا: "أنا لدي 5 أطفال، وأنا وأمهم، 7 أشخاص، إذا أردت تحضير نفس الأكلة في البيت، فتكلفتها تفوق الـ 5000 ليرة سورية. أما الوجبة هنا فسعرها 3000 ليرة، وتكفينا لوجبة الغداء فقط".

وتابع: "منذ ارتفاع الدولار من حوالي شهر أصبحت أشتري الطعام الجاهز بمعدل 4 أيام بالأسبوع، كي أستطيع التوفير قدر المستطاع، محاولة مني لاستدراك راتبي الذي لا يتعدى 100 دولار أمريكي".

بدوره، أكد "مازن"، وهو شاب (أعزب): "يومياً أشتري طعامي الجاهز من المطعم فأنا لوحدي وليس لدي أحد، وسندويشة واحدة من الشاورما أو البرغر أو الزنجر لا تكلفني الكثير بمعدل 500 ليرة إلى 800 ليرة سورية، وأحياناً أميل لسندويشة (الفلافل) المشهورة لدينا وسعرها 200 ليرة".

واستطرد: "أغلب الأحيان أتمنى أكلات منزلية وطبخات في البيت ولكن إذا أردت أن أطبخ فالتكلفة ستصبح كبيرة علي ولا أستطيع تحملها لأن راتبي 40 ألف ليرة سورية، وبالكاد أستطيع العيش بواسطته، وأخوتي بالخارج يرسلون إلي مبلغاً صغير شهرياً لأدفع إيجار المنزل".


وعلّقت "أم كامل"، وهي سيدة كانت تتبضع احتياجاتها من سوق الخضار في مدينة إدلب: "يا ابني أنا معتادة يومياً أن أنزل إلى السوق وأشتري خضار طبختي بشكل يومي لأني لا أفضل أن آكل من المطاعم".

وعن موضوع الأسعار، تابعت: "صحيح أن الأكل الجاهز أوفر بكثير من الطبخ في المنزل لكن لست ممن يفضلون الأكل الجاهز ويعد وضعنا المادي في المنزل شبه مستقر وجيد ولكن مع ذلك أحاول تقليل الكمية فمثلاً بدل أن أشتري فروجين أشتري فروجاً واحداً، وبدل 2 كيلو من الخضار أشتري 1 كيلو من النوع الذي أحتاجه لطبختي، تماشياً مع هذا الغلاء الفاحش".

وأضافت: "أصبحت الناس معدمة بشكل تام، والنسبة الأكبر أصبحت تشتري الطعام الجاهز وأعرف منهم من يشتري الحمص والفول والفلافل لعدم قدرته على شراء اللحوم والخضار والفواكه".

وأنهت حديثها لـ "اقتصاد": "الفقير له الله".

ترك تعليق

التعليق