الحياة تعود إلى بحيرة مزيريب.. مجدداً


أدى سقوط الأمطار المتواصل، على مدار الأيام القليلة الماضية، إلى ارتفاع ملحوظ في منسوب المخزون المائي في بحيرة المزيريب الطبيعية، وذلك بعد فترة جفاف استمرت أكثر من 8 أشهر.
 
وأشارت مصادر محلية، وشهود عيان، إلى أن مياه الأمطار غمرت أرضية البحيرة، التي عانت خلال الأشهر الماضية، من استنزاف جائر لمخزونها المائي، أدى إلى تحولها إلى مستنقعات ضحلة، مليئة بالأوساخ.
 
وعزا المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، جفاف البحيرة، إلى عدة أسباب من أهمها فوضى حفر الآبار في محيط البحيرة، الأمر الذي انعكس سلباً على مصادر تغذية البحيرة بالمياه الجوفية.

وأضاف أن من أسباب جفاف البحيرة، استخدام مياه البحيرة بشكل مباشر من قبل المزارعين، وذلك من خلال تركيب مضخات مياه عملاقة عليها، لري الأراضي الزراعية المجاورة، الأمر الذي ساهم باستنزاف مياه البحيرة، يضاف إلى كل ما تقدم عمليات التبخر، التي شهدتها البحيرة خلال فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

ولفت المحمود إلى أن محافظة درعا، باتت مهددة بعجز مائي كبير، بسبب الاستنزاف الجائر للمياه، والتغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة بشكل عام، والمحافظة بشكل خاص، على مدار السنوات الماضية، والتي أدت إلى تراجع كبير في كميات الهاطل المطري، وعدم إمكانية توفير بديل عن الفاقد، الذي بات من الصعب تعويضه، بسبب تزايد الحاجة للمياه.

مديرية الموارد المائية التابعة للنظام في المحافظة، بينت في تصريحات صحفية، أن عدد الآبار التي تم حفرها في المحافظة يفوق إمكانيات المحافظة المائية، موضحة أنه تم حفر أكثر من 3300 بئراً جديدة خلال الأزمة بصورة غير شرعية، في حين كان مجموع الآبار المرخصة في المحافظة نحو 4000 بئراً.

ولفتت إلى أن هذا العدد الكبير، (أكثر من 7000 بئر) تسبب في انخفاض منسوب المياه الجوفية، ما بين 10 إلى 15 متراً، وهو مؤشر غير جيد، من شأنه أن يتسبب بجفاف الكثير من المسطحات المائية، كبحيرة المزيريب، إضافة إلى إفشال العديد من آبار مياه الشرب، التي تغذي التجمعات السكانية في مناطق المحافظة المختلفة، وخروجها من الخدمة.

من جهته، "أبو رائد"، 43 عاماً، وهو صاحب مركب صغير يستخدمه في جولات سياحية للزوار، عبّر عن فرحته الكبيرة بعودة المياه إلى البحيرة، لافتاً إلى أن عودة المياه إلى بحيرة المزيريب من شأنها أن تبشر بموسم سياحي جيد خلال الصيف القادم، الأمر الذي سيؤمن له ولأصحاب القوارب، وبعض الفعاليات التجارية الصغيرة المستفيدة، مصادر دخل جيدة.

وأضاف أن عودة المياه للبحيرة، سيعيد لها أيضاً جزءاً كبيراً من ثروتها السمكية، ومن دورها السياحي، كأحد المقاصد السياحية المهمة في المحافظة.

وتقع بحيرة المزيريب على بعد 12 كم إلى الغرب من درعا، وتعتبر إحدى الوجهات السياحية في المنطقة الجنوبية، حيث يؤمها آلاف الزوار في كل عام من مناطق درعا، والمحافظات المجاورة.

وترتفع البحيرة 400 م عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها نحو 105 آلاف متر مربع، وتعد من أكبر المسطحات المائية في المنطقة الجنوبية، ويتشكل من جريانها شلالات تل شهاب الشهيرة.

وتؤمن البحيرة، وينابيعها، مياه الشرب، لعدة تجمعات سكنية منها المزيريب، واليادودة، وبعض أحياء مدينة درعا.

يشار إلى أن محافظة درعا، شهدت خلال الأيام القليلة الماضية، هطولات مطرية غزيرة، تجاوزت المعدلات السنوية لمثل هذا الوقت من العام الماضي، رغم التأخر والانحسار الكبيرين للأمطار، وهذا يؤشر إلى موسم خير وفق بعض الخبراء الزراعيين.

(الصورة أرشيفية من وكالة "سانا" التابعة للنظام)
 

ترك تعليق

التعليق