قهوة "الاسبرسو" ترتفع في إدلب.. ماذا يتبقى للسكان بعد تقليص أرخص متع الحياة؟


يقول "حسان" الذي كان يجلس على مقعد خشبي أنيق عند دوار الساعة وسط مدينة إدلب، إنه بات يفكر في تقليص عدد فناجين قهوة الـ "اسبرسو" التي يشربها يومياً. فالقهوة التي تختلف في طريقة غليها عن باقي أنواع القهوة التقليدية باتت مرتفعة الثمن.

يتابع حسان: "هذا المشروب المحسن للمزاج غدا بالنسبة لي عادة يومية وأنا مضطر الآن لتخفيض النفقات".


ومثل حسان كثيرون، أحبوا هذا النوع من القهوة وطريقة تقديمه عبر ماكينة باهظة السعر تعمل على الغاز والكهرباء وتطبخ القهوة في غضون 25 ثانية، وحُرموا في ظل ارتفاع الأسعار من أرخص هواية اعتادوا عليها كنتيجة لتدني قيمة الليرة السورية واضطرار بائعي القهوة المنتشرين في مختلف المدن والبلدات بمحافظة إدلب إلى رفع أسعار مشروباتهم بعد أن عم الغلاء كل شيء.

"حسان" كغيره من هواة قهوة الـ "اسبرسو" بات مضطراً لدفع مبلغ 200 ليرة عوضاً عن 100 ليرة ثمناً للفنجان الواحد في تسعيرة جديدة شملت أيضاً الشاي والنسكافيه وباقي المشروبات الأخرى التي ارتفعت 50 ليرة على الأقل.


يقول "أبو فادي" الذي يدير كشكاً متواضعاً لبيع القهوة والمشروبات الساخنة - أو ما يعرف محلياً باسم الـ"اكسبرس" تحريفاً شعبياً لاسم القهوة الشهيرة- إن ارتفاع المواد اللازمة لتصنيع هذه المشروبات أصبح "هائلاً وغير محتمل على الإطلاق".

تهميش الربح وضعف المردود المادي لهذه المهنة بات أمراً ملموساً، لذلك -وبحسب أبو فادي- "الحل يتمثل في رفع الأسعار بما يتناسب مع الغلاء الحاصل".


"أبو ممدوح" وهو بائع قهوة من مدينة بنش قال لـ "اقتصاد": "كان علينا رفع الأسعار إلى الضعف موازاة مع ارتفاع الدولار لكننا اكتفينا بأرباح بسيطة مقارنة مع السابق".

يتابع أبو ممدوح بينما كانت يده تشير إلى محله الفارغ من الزبائن: "انظر لا أحد هنا في هذا المكان الذي كان يزدحم سابقاً بعشاق الـ (اسبرسو).. انخفض الزبائن إلى أقل من النصف".


ترك تعليق

التعليق