شمالي حلب.. منطقة طاردة للشباب الباحث عن فرص للعمل والتعليم


يرزح السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في أرياف حلب تحت وطأة ضغوط اقتصادية ومعيشية، تفاقمها الأوضاع الأمنية غير المستقرة.

وتعد مشاكل البطالة وعدم توفر فرص جيدة لمتابعة التعليم العالي، واقتصار ذلك على جامعات لا تحظى بالاعتراف، باستثناء عدد محدود من الأقسام لبعض الجامعات التركية، الهاجس الأكبر في هذه المناطق التي تشهد توسعاً في نسبة الفقر.

والحال كذلك، يسعى غالبية الشباب جاهدين إلى محاولة مغادرة المنطقة نحو الأراضي التركية، بحثاً عن فرص عمل وتعليم.

إبراهيم، (22 عاماً)، واحد من عشرات الشباب الذين تمكنوا من الدخول بطريقة غير شرعية إلى تركيا مؤخراً، بدا متفائلاً للغاية بعد وصوله مدينة غازي عنتاب، قبل يومين.

وضمن شرحه لـ"اقتصاد" عن الأسباب التي دفعته للمجازفة ودفع أموال طائلة للدخول تهريباً (400 دولار أمريكي) إلى تركيا، يروي أن آخر ما عاينه في الشمال كان انفجار السيارة الشاحنة المفخخة في مدينة اعزاز، الأحد الماضي.

ولم تفض التحقيقات بعد إلى معرفة الجهة المسؤولة عن التفجير الذي ضرب مدينة أعزاز مؤخراً، إذ لا تزال الاحتمالات مفتوحة على تورط أكثر من طرف، من بينهم وحدات الحماية الكردية، والنظام السوري، وخلايا تابعة لتنظيم الدولة.

وقال مدير مكتب اعزاز الإعلامي، عبد القادر أبو يوسف، لـ"اقتصاد"، إن التحريات الأولية لم تنته ولم تكشف بعد عن الجهة المسؤولة، غير أن كل الاحتمالات قائمة.

وأضاف أنه من الصعب توجيه الاتهام لطرف بعينه، وتحديداً الوحدات الكردية التي عادة ما تقف وراء عمليات التفجير هذه، نظراً إلى استحالة عبور الشاحنات الكبيرة من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" نحو منطقة عمليات "درع الفرات"، بعد إغلاق المعابر البرية.

وكان لافتاً، اعتبار الباحث السوري محمد سالم، في حديثه لـ"تلفزيون سوريا"، أن التفجير الذي ضرب اعزاز، لا يعدو كونه رسالة روسية لتركيا، مفادها أن روسيا قادرة على تحويل كل المناطق السورية، حتى الآمنة منها نسبياً، إلى ساحة صراع مفتوح.

وتزامن ذلك مع أنباء مسربة عن طلب روسي من تركيا الانسحاب من كل المناطق في الشمال السوري بحجة عدم قانونية الوجود العسكري التركي.

وبالعودة إلى "إبراهيم" الذي قدم قراءة سوداوية للوضع في الشمال السوري، قال: "المناطق هناك تفتقر إلى الأمان، ففي كل يوم نسمع عن حادثة اغتيال واختطاف وسرقة، فضلاً عن ضبابية المستقبل، واحتمالية وصول المعارك إلى المنطقة، كما يجري في إدلب حالياً".

ولا يدري إبراهيم إن كان سيجد فرصة عمل في عنتاب، غير أن أكثر ما يشغل تفكيره هو أن يتمكن من تسجيل اسمه تحت الحماية المؤقتة، ويحصل من بعدها على بطاقة شخصية (كملك)، تمكنه من التنقل بحرية هنا، وحتى ذلك الوقت، سيقيم الشاب في منزل شقيقه.

ترك تعليق

التعليق