الحياة تعود إلى بنش نسبياً.. وسكان يزورون سرمين لنقل بعض الأمتعة


بسرعة فائقة وكثير من الأمل، يعيد "أبو عبدو" ترتيب البضاعة التي تم تفريغها مؤخراً على خلفية القتال الذي اندلع بالقرب من الطريق الدولي، إلى رفوف متجره، وسط مدينة بنش.

وأدى الهدوء الحذر الذي يشهده ريف إدلب الشرقي بعد سيطرة قوات النظام على مدينة سراقب عقدة طريقي ترانزيت هامين، إلى عودة تدريجية للحياة في مدينة بنش التي لا يفصلها عن مكان القتال سوى بلدة سرمين.

وقال "أبو عبدو" الذي خشي من تمدد النظام نحو مدينته ما جعله يفرغ محتويات متجره الواسع: "كانت المعارك قوية جداً.. ليال طويلة لم نستطع النوم كانوا يقصفون بكل أنواع الأسلحة بلدات متاخمة للمدينة".

واليوم يأمل تاجر الغذائيات عودة أبناء مدينته الذين نزح معظمهم نحو الحدود مع تركيا خوفاً من المعارك.

افتتح صرافون مكاتبهم وأعاد تجار الغذائيات ترتيب البضائع في محلاتهم. كما انتشرت رائحة المأكولات الجاهزة مثل الشاورما والفروج المشوي بعد أن عاد أصحاب المطاعم إلى العمل من جديد.

عقب سيطرته على معرة النعمان تمدد النظام على الطريق الدولي وصولاً نحو بلدة النيرب لتطال الهجمات والقذائف بلدة سرمين المجاورة.

ولم يدخل النظام سرمين مفضلاً التوغل في قرية قريبة باتجاه بلدة آفس ليتوغل لاحقاً في مدينة سراقب المطوقة بأربع نقاط تركية.

وأدت العمليات العسكرية بالقرب من عقدة الطريقين الدوليين المارين من إدلب إلى موجة نزوح موسعة من النيرب وسرمين والفوعة وكفريا وقميناس. كما نزح معظم سكان طعوم وتفتناز.

ولا يزال السكان يخشون من احتدام القتال على الرغم من وضوح تفاهمات سوتشي بين أنقرة وموسكو والتي تقضي بتمدد النظام على طول الطريق الدولي دمشق-حلب(m5) مع تأمين حماية محدودة غربي الطريق.

وقال أحد سكان بلدة الفوعة التي تضم مهجرين سكنوا في البلدة بعد إخلائها من سكانها الأصليين الموالين لنظام بشار الأسد، "الخوف جعل معظم المتاجر تفرغ محتوياتها كما نزح المئات نحو المناطق الشمالية".

وعاد بعض النازحين إلى البلدة لتفقد محتويات المنازل لكن القلق لا يزال يعتمر قلوبهم.

وشاهد مراسل "اقتصاد" سيارات تنطلق من بنش نحو مدينة سرمين التي كانت خط الجبهة الأول خلال عمليات سيطرة النظام على سراقب.

وقال أحد المارة وهو من سكان سرمين لـ "اقتصاد": "نريد نقل أمتعتنا بشكل مؤقت نحو مناطق نزوحنا وفي حال عم الهدوء ننوي العودة".

ويسود المنطقة التي لا تزال تحت نفوذ قوات المعارضة شرقي مدينة إدلب بشكل عام، هدوء حذر. كما توقفت نسبياً حركة النزوح.

ترك تعليق

التعليق