في عملية حسابية ساخرة: السوريّ يدعم الحكومة بـ 350 ألف ليرة شهرياً!


أكدت مصادر خاصة، تحدث إليها "اقتصاد"، في دمشق وحمص، وريف حمص الغربي، أن هذه المناطق تشهد شحاً كبيراً في مادة الغاز المنزلي منذ شهر وأكثر، بالرغم من تطبيق خطة البطاقة الذكية وإرسال رسائل نصية لأرباب العائلات، لاستلام جرة غاز واحدة لكل عائلة بغض النظر عن عدد أفراد كل عائلة، حيث من المفترض أن تحصل العائلة على جرة غاز كل 21 يوماً، ولكن غالباً ما يتم التأخير في استلامها أو تأخير وصول الرسالة للاستلام، وفي بعض الحالات لم يتمكن أصحاب بعض البطاقات من تفعيلها وبذلك لم يستلموا مخصصاتهم لأكثر من شهرين.

في مواجهة ذلك اضطر أغلبية الأهالي إلى البحث عن مصادر أخرى للغاز غير غاز البطاقات الذكية، حيث وصل سعر اسطوانة الغاز الحر إلى 15 ألف ليرة سورية في حمص، وفي بعض الحالات سجل سعرها 13 ألف ليرة سورية أو 10 آلاف ليرة سورية للأسطوانة الواحدة، ويعود سبب ذلك إلى أن هذه الاسطوانات بأوزان أقل من الأسطوانة المختومة، حيث يوجد في حمص تعبئة لغاز "السفري" بواقع 1700 ليرة سورية لكيلو الغاز.

أما في ريف حمص الغربي، فلا يختلف الأمر عن مدينة حمص في واقع المعاناة من عدم انتظام أو توفر الغاز عبر البطاقة الذكية، ويلجأ البعض لشراء أسطوانات غاز "حر"، واللافت أن مصادر هذه الأسطوانات هي قرى موالية في ريف "تلكلخ" وحمص، حيث لا وجود للغاز الحر في مدينة "تلكلخ" مركز المنطقة، ولا يوجد تعبئة للغاز "السفري" لعدم وجود الغاز الحر فيها.

 وهنا يبرز السؤال: كيف يتوفر الغاز في هذه القرى ليباع حراً بأسعار مضاعفة، على عكس المناطق الأخرى التي تشهد شحاً كبيراً أو انقطاعاً تاماً لمادة الغاز المنزلي؟!

وأكدت لنا مصادرنا أن سعر اسطوانة الغاز في دمشق وصلت إلى 15 ألف ليرة سورية وسط شح كبير في توفرها أيضاً.

ويلجأ الأهالي لتعويض  شح الغاز المنزلي إلى استعمال سخانات الكهرباء، لتحضير الطعام أو للتدفئة، ولكن يبقى هناك مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة أيضاً في عموم المناطق السورية حيث ينقطع التيار بين 3- 4 ساعات، ويصل التيار بين 2-3 ساعات بشكل متناوب، مع انقطاعات كثيرة بسبب الأعطال المتكررة.

كانت وزارة النفط التابعة للنظام قد أكدت في وقت سابق أنه اعتباراً من 1/2/2020، سيتم إرسال رسالة نصية إلى كل مواطن حاصل على البطاقة الذكية، تتضمن موعداً لاستلام الأسطوانة من المعتمد الأقرب إلى عنوانه، والهدف من الآلية الجديدة هو إلغاء مظاهر الازدحام، على أمل أن تحل الآلية الجديدة في توزيع الغاز 90% من المشكلات، وإلغاء حالات الانتظار والوقوف على (الدور).

ولكن "المكتوب باين من عنوانه"، على حسب وصف أحد سكان مدينة حمص، الذي تحدث إلينا، مشيراً إلى أنه يقف عاجزاً عن توفير أبسط متطلبات الحياة الأساسية، فخلال شهرين لم يستلم جرة غاز، ويضيف متهكماً: "وزير التموين (بينط) ويقول ربطة الخبز تكلف الحكومة 300 ليرة سورية يدفع المواطن 50 ليرة ثمنها، أي الحكومة تدعم المواطن في الشهر بـ250*30= 7500 ليرة سورية، وأيضاً يخرج علينا مسؤول (سادكوب) ليقول أن جرة الغاز تكلف الحكومة 6000 ليرة سورية وتباع للمواطن بـ 2700 ليرة سورية، أي تدعم الحكومة المواطن بـ 3300 ليرة سورية في الشهر. وبحسبة بسيطة تبلغ كلفة المعيشة للأسرة السورية في الشهر ما يقارب 400 ألف ليرة سورية، والحكومة تعطي رواتب وسطياً للموظفين 50 ألف ليرة سورية، وبعملية حسابية بسيطة 400 ألف – 50 ألف= 350 ألف شهرياً هي قيمة الدعم الذي تقدمه الأسرة السورية في الشهر للحكومة، هذا إذا كان الشخص موظفاً، وإذا (مانوا موظف كيف بيعيش، يعني عن أي دعم عم يحكو وضاربينا فيه منيات، انا بصرف على الحكومة)".

ترك تعليق

التعليق