شهود عيان يتحدثون لـ "اقتصاد" عن خسائرهم المادية جراء مواجهات "الصنمين"


نشبت خلال الأيام الماضية مواجهات عسكرية بين أبناء محافظة درعا، جنوب سوريا، وعناصر نظام الأسد مدعومين بالميليشيات الإيرانية الطائفية العابرة للحدود، أدّت إلى إغلاق الطرقات الرئيسية والأسواق، وفرض حظر تجوال في العديد من المدن لا سيما مدينة الصنمين.

وشهدت العديد من مدن وبلدات المحافظة مظاهرت شعبية تضامناً مع أهالي مدينة الصنمين الذين ودعوا سبعة شهداء وتمكنوا من أسر عناصر وضباط لنظام الأسد، الأمر الذي دفع الأخير إلى التفاوض مع الأهالي.

بدأت المفاوضات بحضور وفد من "الفيلق الخامس - الروسي" مساء يوم الأحد مع تواتر أنباء شبه مؤكدة على إجراء تسوية جديدة تبدأ بخروج رافضيها من أبناء درعا إلى الشمال السوري وفقاً لما قاله لـ "اقتصاد"، أحمد المجاريش، عضو تجمع أحرار حوران.

وأكّد المجاريش أنّ المواجهات التي جرت في الصنمين، شلّت حركة الأسواق وكبدت صغار الكسبة العديد من الخسائر، إذ أنّ العديد من المحلات التجارية تعرضت للدمار والحرق جراء استهدافها قصفاً من قبل عناصر نظام الأسد.

"ناصر، ح"، خسر رأس ماله المكون من 400 دولار أمريكي كان يستثمرها بتجارة الخضروات والفواكه بسبب تعرض متجره الصغير لشظايا قذائف المدفعية وتلف بضاعته ومعداته المتواضعة.

وقال ناصر إنّه كما جرت العادة منذ سنوات، سيضطر لطلب مبلغ من أحد أقاربه المقيمين في دولة الكويت، إذ أنّ خسارته هذه تُعد الرابعة منذ العام 2011، حيث يحاول دائماً تأسيس عمل صغير يقيه وزوجته وطفليه العوز والحاجة بعيداً عن الجمعيات الخيرية.

"أحمد، ز" الذي يعمل قصاباً تعرض لخسارة كامل معداته التي تبلغ قيمتها حوالي 2500 دولار أمريكي، وهي مكونة من ثلاجة كبيرة وماكينات فرم لحوم وبراد واجهة وبطاريات ذات جهد عالي ومولدة طاقة كهربائية.

ووفقاً لما قاله، سيقف عاجزاً عن تأمين معدات شبيهة ولو بالحدود الدنيا من قيمتها، وسيضطر إلى العمل كعامل مياوم في متجر أحد أصدقائه إلى أن يغتنم فرصة جديدة يستطيع من خلالها إنشاء عمل خاص به.

أمّا "فاديا، ش"، فترى أنّ الحظ كان حليفها لأنّها فقدت بضائع بقيمة 1500 دولار أمريكي فقط، قبل أن يهم أبناء الحي بمساعدتها في إطفاء الحريق الذي كان سيلتهم بضائع تقدر قيمتها بـ 7 آلاف دولار، وهي مكونة من مستحضرات تجميل ومنظفات.

وأشارت أنّها لو تعيش في دولة تحترم الإنسان والقانون لكانت طالبت بتعويض خسائرها على الفور.

ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها محافظة درعا لمواجهات عسكرية تؤدي لخسائر في أوساط المدنيين من أرواح ومال، فمنذ سيطرة نظام الأسد والميليشيات الإيرانية على كامل مفاصلها منتصف العام 2018 بعد اتفاق التسوية والتهجير برعاية روسية، تشهد العديد من بلداتها بين الآونة والأخرى مواجهات تترك أثراً سلبياً على كافة مناحي حياة المدنيين الذين يفتقدون الأمان والاستقرار.


ترك تعليق

التعليق