جنون في أسعار الفروج.. ما هي الأسباب؟


طال مؤشر جنون الأسعار هذه الأيام، لحوم "الفروج" في مناطق سيطرة النظام، حيث وصل سعر الفروج "الحي" إلى 1900 ليرة سورية منذ بضعة أيام، وعادت الأسعار للانخفاض اليوم (الثلاثاء) إلى 1450 ليرة سورية في ريف حمص الغربي، وفي حمص سجل سعر الكيلو (1650) ليرة سورية، وفي دمشق1750 ليرة سورية يوم أمس (الاثنين)، كما بلغ سعر الفروج المشوي 4700 ليرة في حمص، وفي ريف حمص الغربي يوم أمس (الاثنين) 5500 ليرة سورية.

ووفق لائحة أسعار صدرت يوم أمس (الاثنين) عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، فإن كيلو الفروج المذبوح المنظف يجب أن يكون بـ 2150 ليرة سورية، وبـ 1400 ليرة سورية من أرض المزرعة.

ومنذ يومين، صدر بيان عن ما يسمى "المجلس الاستشاري للدواجن"، حدد فيه سعر الفروج الحي بـ 1450 ليرة سورية، مشيراً إلى أن الوزارة (التموين) ستتخذ أقصى العقوبات بحق من لا يلتزم بهذه التسعيرة.

وهكذا تعاني الأسواق من عدم استقرار في أسعار الفروج، ومن تقلب وتفاوت بين منطقة وأخرى. وبات المواطن يتساءل ما هي التسعيرة الحقيقية؟، ولماذا هذا التفاوت والتضارب في الأسعار؟

لكن.. ما هو السبب الحقيقي لارتفاع أسعار الفروج؟

أكد (ح . أ)، أحد مربي الدواجن في ريف حمص الغربي، أن الارتفاع في أسعار الفروج المستمر، مرتبط بشكل أساسي، بأسعار الأعلاف. فمنذ شهرين وصل سعر كيلو العلف إلى (500) ليرة سورية، وتوقفت معامل إنتاج أعلاف الدواجن عن بيع العلف للمربين، مما انعكس سلباً وأدى إلى كساد في سوق "الصيصان"، الذي قل الطلب عليه، ونتيجة ذلك وصل سعر الصوص إلى (50) ليرة سورية، في حين أن تكلفته- الصوص- على مربي الأمهات (300) ليرة سورية، مما اضطرهم لذبح الأمهات من أجل تدارك الخسائر الفادحة، وهذا أدى إلى خلل في سوق الفروج، وبالتالي نقص كميات المعروض في السوق، الأمر الذي رفع سعر الفروج الحي.

في المقلب الآخر، يرى المهتمون بهذا الشأن، ومنهم عاملون في نقل وتسويق الفروج، وهم زبائن لغالبية مربي الدجاج في ريف حمص الغربي، بأن الحقيقة تكمن في عمليات التهريب الكبيرة التي تتم لأمهات الدجاج إلى لبنان.

ما الحلول التي يقترحها مربو الدجاج للحد من ظاهرة ارتفاع أسعار الفروج؟

يطالب مربو الدجاج أن تضع الحكومة خطة إسعافية للحد من ارتفاع الفروج والدجاج، عبر إجراءات من قبيل: "إلغاء الضرائب المفروضة على استيراد الذرة والصويا والمتممات العلفية"، وهذا كفيل باستقرار سعر العلف بحدود (350 - 400) ليرة سورية، أو أن يكون الاستيراد بسعر تفضيلي للدولار (700 ليرة سورية للدولار الواحد، كمثال)، حتى لا يتعرض سوق الدجاج  لـ "كارثة".

ويؤكد بعض المربين، حسب ما نقل لنا صاحب محل فروج في ريف حمص الغربي، "على ضرورة الحد من ظاهرة التهريب الكبيرة لأمهات الدجاج إلى لبنان والذي يتم تحت أعين الجهات الأمنية ومسؤولي النظام".

مسالخ بلا رقابة

وتبرز مشكلة غياب الرقابة كأحد الفضائح الكبيرة التي تتم في مسالخ الدجاج، حيث أكد لنا (ع، م) أحد العاملين في مسلخ للدجاج في ريف حمص، قيام عدد كبير من المسالخ في حمص بخلط لحم الفروج السليم مع بعض لحم فروج "الفاطس"- حيث يتعرض بعض الدجاج للاختناق والموت أثناء عمليات النقل من المداجن إلى المسالخ نتيجة عدم تحمل الحر أو البرد، وفي حالات كثيرة يكون الدجاج موبوءً بأحد الأمراض الشائعة والمعروفة في أوساط المربين والتجار فيتعرض الكثير من الدجاج نتيجة ذلك للموت بسرعة- ومع الغياب الكامل لأجهزة الرقابة عن المسالخ في حمص وريفها، "زاد الطين بلة".

وأخيراً

والأهم من كل ما سبق، يعرف كل من يعمل في مجال تربية الدواجن وتجارتها أن التسعير يتم بشكل أساسي من قبل التجار وأصحاب معامل الأعلاف والبيض والأمهات. ويقف مربو الدجاج من أصحاب المداجن العاديين موقف المغلوب على أمره دائماً في أي شيء، ولا أحد يقف في وجه التجار الحيتان، الواجهات لشركائهم المتنفذين في "دولة النظام".

ترك تعليق

التعليق