بعد منعها لأشهر.. "قسد" تستأنف تصدير المحروقات إلى ريف حلب الشمالي


استأنفت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، يوم الثلاثاء، عملية تصدير المحروقات إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني" شمال وشرق محافظة حلب، وذلك بعد ما يزيد عن خمسة أشهرٍ من انقطاع وارداتها عن المنطقة.

وفي هذا الصدد قالت مصادر محليّة خاصة لـ"اقتصاد"، إنّ نحو 20 صهريجاً محملاً بالمحروقات (مازوت، بنزين)، قد دخلت أولّ أمس (الاثنين)، إلى مناطق "الجيش الوطني" بريف حلب الشرقي، عبر معبر "عون الدادات" الذي يفصل منطقتي "منبج" عن "جرابلس"، وبترفيقٍ من فصيل "تجمع أحرار الشرقية" التابع لـ"الفيلق الأول".

وأضافت أنّ "حمولة الصهاريج هي بمعظمها من مادة المازوت المكرر في الأراضي الخاضعة لسيطرة (قسد)، وتتراوح سعتها وسطياً بين 25 و35 ألف ليتر، لكل صهريج، على أن تتبعها لاحقاً دفعات أخرى من الصهاريج المحملة بمادة الفيول الخام".

وأوضحت المصادر ذاتها أنّ "قسد" سمحت يوم الأحد الماضي، لعشرات الصهاريج والشاحنات بعبور معبر "عون الدادات" والتوجه نحو حقل "الشدادي" النفطي، بغية استئناف عملية نقل النفط الخام إلى مناطق "درع الفرات" شمالي حلب.

شروط "قسد"

في المقابل نفى بائع محروقات في مدينة "الباب" شرقي حلب، دخول أي صهاريج تحمل مادة الفيول الخام إلى حراقات التكرير المتواجدة شمالي وشرقي حلب، قائلاً إنّ "ما دخل هو عبارة عن صهاريج محملة بمادة المازوت المكرر، إضافةً إلى النفط المسحوب منه البنزين فحسب، وسط أنباءٍ غير مؤكدة عن قيام (قسد) بحصر عملية التصدير بالزفت الحار(الإسفلت) فقط، وشريطة أن تنقل المادة ضمن قاطرة أو تريلة، إذ لا يسمح للصهاريج المكشوفة بنقلها".

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ"اقتصاد"، قائلاً إنّ "التجّار كانوا قد احتكروا وبمشاركة بعض فصائل (الجيش الوطني) كمياتٍ كبيرة من مادة المازوت المكررة ضمن حراقات المنطقة، لكنهم أُجبروا على إعادة طرحها مجدداً في الأسواق المحليّة خشيةً من تعرضهم لأي خسائر محتملة إذا ما تمّ استئناف عملية استيراد الفيول الخام من مناطق (قسد) إلى المنطقة".

وأكدّ المصدر على أنّ تلك الفصائل قامت في الأشهر القليلة الماضية بتهريب شحنات شبه منتظمة من المازوت المكرر في مناطق "قسد" إلى مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، حيث بلغ سعر البرميل الواحد منه حوالي 120 دولار أمريكي.

وقبل قرار "قسد" المتضمن إيقاف تصدير النفط إلى مناطق "الجيش الوطني" أُلزِم أصحاب الصهاريج بدفع ضرائب مالية محددة لفصائله المتواجدة في معبر (عون الدادات)، تراوحت قيمتها بين 150 إلى 300 دولار أمريكي عن كل صهريج. حسب ما أشار إليه المصدر.

انعكاسات إيجابية

استئناف عملية توريد النفط الخام بشكلٍ رسمي من خلال معبر "عون الدادات"، من شأنه إعادة عشرات الحراقات المتواجدة في مناطق مختلفة من ريفي حلب الشمالي والشرقي، إلى نشاطها المعهود في عمليات التكرير وانتاج المشتقات النفطية.

وبحسب "أبو خالد" الذي يمتلك محطةً لبيع الوقود في مدينة "الباب" بريف حلب الشرقي، فإنّ عودة الحراقات إلى العمل، سينعكس بدوره على انخفاض أسعار المحروقات التي أنهكت الأهالي طوال الأشهر الفائتة، وسيسهم أيضاً في إعادة توفير العشرات من فرص العمل التي توقفت بفعل انقطاع المواد الأوليّة عنها.

وحول أسعار المحروقات في ريف حلب المحرر، أوضح "أبو خالد" أنّ سعر الليتر الواحد من المازوت المكرر يبلغ حالياً 640 ليرة سورية، والمستورد 740 ليرة، فيما يتراوح سعر البرميل سعة 220 ليتر بين 140 و 162 ألف ليرة، وذلك تبعاً لجودته وكمياته المتوفرة في السوق، أمّا البنزين فهو مستورد برمته ويتراوح سعره بين 750 و800 ليرة لليتر الواحد.

وأردف: " في حال العودة إلى تكرير النفط الخام في منطقة ريف حلب، فإنّ أسعار المحروقات ستنخفض كثيراً عمّا هي عليه الآن، ورغم أنّ هذه الخطوة تحتاج لبعض الوقت، إلاّ أنّها ستؤدي حتماً إلى تخفيض أجور النقل وأسعار المواد والسلع الغذائية والخضار والكهرباء في مدن وبلدات المنطقة".

وكانت "الإدارة المدنية" التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في "منبج" وريفها، أصدرت مطلع شهر شباط/ فبراير الفائت، قراراً يقضي بإعادة تفعيل عمل معبري "عون الدادات" و"أم جلود" أمام حركة المدنيين والبضائع التجارية بين منطقتي "منبج" و"جرابلس"، لكنها امتنعت ومنذ ذلك الحين عن إدخال أي شحنات وقود إلى مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب.

ترك تعليق

التعليق